“كابوس الكورة في مصر”: أزمة التحكيم تهدد استقرار الكرة المصرية
بقلم/ ماجد مفرح
لا يكاد يمر أسبوع في الدوري المصري الممتاز دون أن يثير التحكيم جدلاً واسعاً يطغى على نتائج المباريات ومستواها الفني، فما كان يُفترض أن يكون أداةً لضمان العدالة في المنافسة، تحوّل إلى بؤرة للمشاكل التي تهدد استقرار المسابقة بأكملها، لتخلق “كابوساً” حقيقياً يطارد الأندية واللاعبين والجماهير على حد سواء.
أخطاء متكررة وثقة مهتزة
لم يعد الأمر مقتصراً على خطأ تحكيمي فردي يمكن تفهمه، بل بات سيناريو متكرراً يستنزف ثقة المتابعين، فإلغاء أهداف صحيحة، أو عدم احتساب ضربات جزاء واضحة، أو حتى قرارات طرد خاطئة، أصبحت مشهداً مألوفاً يغير مسار المباريات بشكل جذري، هذا التكرار يشير إلى أزمة حقيقية في منظومة التحكيم، تتجاوز مجرد سوء التقدير اللحظي.

أسباب عميقة للأزمة
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور، وفي مقدمتها قلة الكفاءة التحكيمية. فعدد كبير من الحكام يفتقرون إلى الجاهزية اللازمة لإدارة مباريات بهذا الحجم، سواء من الناحية البدنية، النفسية، أو الفنية.
كما أن غياب التدريب المستمر يحرم الحكام من تطوير أنفسهم بشكل منتظم، مما يجعلهم يكررون نفس الأخطاء دون محاسبة حقيقية.
أما العامل الثالث، والأكثر إثارة للجدل، فهو سوء استخدام تقنية الفيديو (VAR). فبدلاً من أن تكون أداة مساعدة لتقليل الأخطاء، أصبحت في بعض الأحيان سبباً في تفاقمها، سواء بسبب التأخير في اتخاذ القرارات، أو التفسير الخاطئ للقوانين، مما يزيد من حالة الارتباك داخل الملعب وخارجه.
تداعيات خطيرة على الكرة المصرية
تنعكس هذه الأزمة التحكيمية على جميع أطراف اللعبة، فالجمهور يفقد ثقته في نزاهة المسابقة، واللاعبون يتعرضون لضغوط هائلة تؤدي إلى فقدان أعصابهم وتلقي عقوبات الإيقاف.
كما تدخل الأندية في صراعات مع بعضها البعض ومع اتحاد الكرة، وتتعرض أحياناً لخسارة مدربين أكفاء بسبب نتائج كانت ضحية لقرارات تحكيمية خاطئة.
حلول ممكنة لإنقاذ الموقف
الخروج من هذه الأزمة ليس مستحيلاً، ولكنه يتطلب إرادة حقيقية وعملاً جاداً. يبدأ الحل بـ تطوير شامل لمنظومة التحكيم من الأساس، مع تطبيق مبدأ الشفافية والسماح للحكام بالحديث بعد المباريات لتوضيح قراراتهم، كما يمكن الاستعانة بخبرات أجنبية مؤقتة لتأهيل الحكام المصريين بشكل علمي ومنهجي.
وأخيراً، يجب ربط الأداء بالجزاء، بحيث تتم محاسبة أي حكم يرتكب أخطاء فادحة، بدلاً من التعامل مع الأمر بتساهل، يذكر أن التحكيم ليس مجرد صفارة تطلق في الملعب، بل هو جوهر العدالة الرياضية. وإذا ضاعت هذه الأمانة، فقدت الكرة المصرية جزءاً كبيراً من متعتها وقيمتها التنافسية.
