كيف تأسس النظام الإجتماعي في بلجيكا بعد الحرب العالمية
كيف تأسس النظام الإجتماعي في بلجيكا بعد الحرب العالمية
✍️شريف سالم
يعتبر النظام الإجتماعي في بلجيكا من أكثر الأنظمة تطورًا في العالم وهو يهدف إلى تحقيق التوازن والعدالة الإجتماعية ويشمل ذلك التعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية أو بتكاليف منخفضة، ودعم البطالة، ومساعدات الأسرة، ومنح السكن، والتقاعد.
ويتم تمويل هذا النظام من خلال الضرائب والمساهمات الإجتماعية التي يدفعها المواطنون وأصحاب الأعمال.
نظام الرعاية الإجتماعية والحرب العالمية
بعد الحرب العالمية الأولى، لعبت الحكومة البلجيكية آنذاك دورًا كبيرا في تقديمها للدعم للمواطنين ومساعدة الجنود العائدين وأسرهم وأيضًا لتحقيق الاستقرار الاجتماعي بعد تدميرات الحروب، حيث أنجزت بعض الأمور التي تطورت حتى يومنا هذا وأصبحت من أفضل النظم الإجتماعية.
الصندوق الوطني
تم إنشاء صندوق وطني للأزمات للتأمين ضد البطالة، (البطالة) من كان يعمل وساهم في الدولة وخسر عمله لأي سبب من الأسباب الاضطرارية وله الحق في الحصول عليها أو من لم يعمل وليس له راتب ويستحقها، وقدمت الدولة نظام التقاعد الإلزامي للعمال والموظفين في القطاع الخاص (1924/1925) وذلك بتمويل من مساهمات الموظفين وأصحاب العمل، والدولة.
أهمية رجال الأعمال لتمويل النظام الإجتماعي
يتم تمويل نظام الرعاية الاجتماعية في بلجيكا جزئيًا عبر مساهمات اجتماعية من رجال الأعمال، هذه المساهمات تساهم في تمويل الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتقاعد ودعم البطالة.
هناك أيضًا جانب إجتماعي له عظيم الإحترام وهو جانب شخصي، حيث قام عدد من أصحاب الأعمال بدفع إعانات الأطفال في بداية الأمر ثم بعد ذلك في عام 1930 أصبح عام في الدولة وإلزامي حتى يومنا هذا.
وفي 28 ديسمبر 1944، صدر قانون منح جميع العاملين في القطاع الخاص في بلجيكا ضماناً اجتماعياً ووضع القانون نظاماً يوفر الحماية الاجتماعية في أشكال عديدة مثل معاشات تقاعدية، وإعانات البطالة، وإعانات الأطفال، وإعانات في حالة المرض والعجز، إجازة العمال والموظفين.
لعب Van Acker دورا حاسمًا في إنشاء الضمان الإجتماعي، فالضمان الاجتماعي لم ينشأ من لا شيء، وقد لعبت جهات عديدة مشتركة فاعلة أخرى دورًا في إنشائه
الميثاق الاجتماعي
أصبح المواطنون مقتنعين بأن الإصلاحات الاجتماعية ضرورية بعد الحرب لضمان استقرار النظام السياسي.
كما تم وضع مخطط لنظام الضمان الاجتماعي في بلجيكا بعد الركود الكبير في ثلاثينات القرن الماضي و البطالة الجماعية.
الضمان الإجتماعي عام 1944
الضمان الاجتماعي لعام 1944 هو نظام إلزامي ومتكامل. وهذا يعني أن الشخص المؤمن عليه اجتماعيًا يظل مشمولاً بجميع فروع الضمان الاجتماعي على سبيل المثال، يستمر الشخص العاطل عن العمل في تلقي إعانة الطفل.
المواطن و حياة اجتماعية أفضل
– المواطن هو جزء أساسي من نجاح النظام الاجتماعي والتحقيق المستدام للعدالة والتوازن في المجتمع حيث يساهم المواطنون في تمويل النظام الاجتماعي من خلال دفع الضرائب والمساهمات الاجتماعية هذه المساهمات تمكن النظام من تقديم الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية ودعم البطالة.
يدفع الموظفون مساهمة واحدة وهي نسبة مئوية من الراتب، يقتطعها صاحب العمل، الذي يدفع أيضًا مساهمة عن كل موظف، يقوم صاحب العمل بتحويل الاشتراكات إلى المكتب الوطني للضمان الاجتماعي الذي يمول وينظم النظام وبهذه الطريقة يكتسب الضمان الاجتماعي طابعا عاما والدولة هي الممول الثالث.
الدولة هي الممول الثالث للنظام الإجتماعي
يعتبر تمويل الدولة للنظام الاجتماعي في بلجيكا وغيرها من الدول أمرًا أساسيًا لضمان تقديم الخدمات والدعم اللازم للمواطنين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
الضمان الإجتماعي والسلام
وصف “Henri Fuss” أن الضمان الاجتماعي بأنه أساس ضروري للسلام طويل الأمد في نص نشر في مجلة أليرتي في نوفمبر 1944.