كيف تسهم أنشطة التوكاتسو اليابانية فى تنمية شخصية الطفل
(كيف تسهم أنشطة التوكاتسو اليابانية في تنمية شخصية الطفل وأفراد المجتمع؟)
بقلم الأخصائي النفسي/ سلمى محيي الدين
التوكاتسو ليس مجرد أنشطة بل إنه ثقافة تسهم بشكل كبير في إكساب أي شخص يمارسها مجموعة من السلوكيات الجيدة التي تساعد في إرتقاء مستوى تفكيره وتحسين جودة حياته من خلال إتباعه مجموعه من الأنشطة وممارستها بشكل عملي.
تستخدم المدارس المصرية اليابانية تلك الأنشطة والتي تهدف إلى تنمية شخصية الطفل من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والأكاديمية اعتمادا على نظريات علم النفس والصحة النفسية
بهدف تربية الطفل تربية متوازنة وإعداده ليكون مواطن صالح في المجتمع الذي يعيش فيه فيمارس أنشطة تجعله يكتسب مهارات قيادة الذات وتحمل المسئولية والتعاون والمشاركة والقيادة الفعالة وتقبل الآخر وكلها مهارات وصفات تساعده على أن يكون شخصية سوية منذ الصغر.
ويعد “التعلم من خلال اللعب” أحد الإستراتيجيات التي يتبناها نظام التوكاتسو على إعتبار أن اللعب هو صديق الطفل في مرحلة الطفولة، فالطفل يتعلم بالصور والأشكال والمجسمات والممارسة ما لا يتعلمه من خلال التلقين أو الكتب أو الكلام الشفوي.
ومن ضمن أنشطة التوكاتسو والتي تساهم لحد كبير في دعم وتنمية شخصية الطفل “نشاط مجلس الفصل” والذي يطبق بداية من المرحلة الابتدائية ويقوم به الطلاب بأنفسهم حيث يتعلمون الإنضباط والإلتزام واحترام الدور ويتعلمون مهارات حل المشكلات حيث يتناقشون في قضايا ومشكلات من اختيارهم والتي تكون إحدى المشكلات التي يواجهونها، وكذلك “نشاط المناقشة
التوجيهية” والتي ينظمها المعلم ويقوم بتوجيه الطلاب لمناقشة إحدى القضايا التي يواجهها الطلاب خلال حياتهم اليومية والمدرسية ومحاولة إيجاد حلول لها من خلال مناقشة الطلاب مع بعضهم البعض ومع المعلم.
بالإضافة لـ”نشاط الريادة اليومية” والذي يتم ممارسته بشكل يومي حيث يتم تعيين قائدين للفصل يوميا من الطلاب مع إعطائهم مجموعة من المهام مثل تنظيم إجتماعي الصباح ونهاية اليوم، مساعدة المعلمين والزملاء، تنظيم الصفوف داخل وخارج الفصل.
ومن خلال العرض السابق يتضح أن نظام التوكاتسو يهتم بالسلوك الذي يعد مظهر الشخصية حيث يُقرأ الإنسان من سلوكه وتصرفاته فالتوكاتسو نظام حياة لمستقبل الشخصية السوية.