لقاح جديد للحوامل يوفّر حماية فعالة للمواليد ضد عدوى الرئة الفيروسية

كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج واعدة للقاح جديد يُعطى للنساء الحوامل، يساعد في حماية المواليد من الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وهي عدوى شائعة وخطيرة تُصيب الجهاز التنفسي للأطفال حديثي الولادة

.وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة “لانسيت لصحة الطفل والمراهقين”، أن تلقي الأم للقاح خلال فترة الحمل يؤدي إلى انخفاض بنسبة تصل إلى 72% في عدد حالات إدخال الأطفال حديثي الولادة إلى المستشفيات بسبب عدوى الجهاز التنفسي.

الفيروس المخلوي التنفسي.. تهديد موسمي خطير للأطفال

يُعد الفيروس المخلوي التنفسي من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال، وقد يتطور إلى التهاب القصيبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي الحاد، ما يستدعي دخول بعض الحالات إلى وحدات العناية المركزة.

وتُشير البيانات إلى أن هذا الفيروس هو السبب الأول عالميًا لدخول الأطفال الصغار إلى المستشفيات، خاصة خلال فصل الشتاء، مما يُشكّل عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية.

أجسام مضادة تنتقل من الأم إلى الجنين

يوفر اللقاح حماية مزدوجة، حيث لا يحمي الأم فقط، بل يُعزز أيضًا مناعة الجنين قبل الولادة. فالأجسام المضادة التي تنتجها الأم استجابةً للقاح تنتقل إلى الجنين عبر المشيمة، مما يمنح الطفل حماية خلال أول ستة أشهر بعد الولادة، وهي الفترة الأكثر عرضة فيها للمضاعفات التنفسية.

نتائج الدراسة: تطعيم الأمهات يقلل الإصابة لدى المواليد

أجريت الدراسة في شتاء 2024-2025، وهو الموسم الأول الذي بدأ فيه توزيع اللقاح على النساء الحوامل في المملكة المتحدة، وشملت متابعة 537 حالة لأطفال تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي.

ووجد الباحثون أن 41% من أمهات الأطفال غير المصابين بـ RSV تلقين اللقاح أثناء الحمل، مقارنة بـ 19% فقط من أمهات الأطفال المصابين بالفيروس. كما أظهرت النتائج أن تلقي اللقاح قبل أكثر من 14 يومًا من الولادة يزيد من فاعليته بنسبة أكبر.

الخبراء يوصون بالتطعيم بدءًا من الأسبوع الـ28 من الحمل

يوصي الباحثون ببدء التطعيم من الأسبوع الـ28 من الحمل لضمان أفضل فعالية، ما يمنح الجسم وقتًا كافيًا لإنتاج الأجسام المضادة ونقلها إلى الجنين. ورغم إمكانية إعطاء اللقاح حتى لحظة الولادة، إلا أن التوقيت المبكر يوفر حماية أقوى.

على الرغم من الفاعلية العالية للقاح، تشير البيانات إلى أن نصف النساء الحوامل فقط في إنجلترا واسكتلندا تلقين اللقاح في موسمه الأول، ما يعكس الحاجة الماسة إلى زيادة الوعي حول أهمية وفاعلية التطعيم.

دعوات لتوسيع توزيع اللقاح ضمن خطة صحية طويلة الأجل

أكد الدكتور توماس ويليامز، المشرف على الدراسة من جامعة إدنبرة، أن اللقاح يمثّل فرصة حقيقية لحماية الأطفال من أخطر أنواع العدوى الموسمية، داعيًا جميع النساء الحوامل للاستفادة منه.

في السياق ذاته، شدد البروفيسور داميان رولاند، من جامعة ليستر، على ضرورة إدراج اللقاح في خطط التطعيم الوطنية، كجزء من جهود الوقاية وخفض العبء على المستشفيات، لا سيما خلال فصل الشتاء.