لماذا يعد all quiet on the western front فيلما مميزاً

لماذا يعد all quiet on the western front فيلما مميزاً

بقلم: سمر الفيومي

 

هناك العديد من الأفلام التي عرضت أحداث الحرب العالمية. إذاً بماذا يتميز فيلمنا هذا عن غيره من الأفلام الأخرى ؟!! هذا ما سأتحدث عنه تفصيلاً في السطور القادمة .

قصة الفيلم عن شاب ألماني يدعى باول قرر التطوع في صفوف الحرب دون علم أهله، كانت كل أمنيته أن يحفر التاريخ إسمه بين الشجعان، لكنه بمجرد الذهاب إلى الضفة حتى تفاجئ بأهوال الحرب المرعبة

الفيلم يحمل البصمة الألمانية بدءاً من طاقم التمثيل حتى التناول . وتعتبر تلك المرة الأولى لرؤية الحرب من وجهة نظر الألمان والذين يتم تصويرهم في الافلام بالوحوش الضارية وتعتبر تلك أول ميزة لهذا الفيلم. كما انه واحد من أفلام ألمانيا المرشحة لمقاعد الاوسكار.

تعد افتتاحية الفيلم من أجمل الإفتتاحيات هذا العام حيث عدة مشاهد صامتة مثيرة يجذب انتباهك لهاينريش الجندي الألماني والذي تفاجئك نهايته السريعة وربما يعد هذا تويست سريع يمهدك لباقي الأحداث قد يندرج تحت تعريف الشخصية الرئيسية الزائفة.

التصوير يتميز بالواقعية المفرطة من حيث تصوير المعارك، مشاهد الدم الانتقال بالكاميرا مابين كادرات الطبيعة الهادئة ثم الصدمة حينما ينتقل لما يحدث في الضفة التمثيل جيدا جدا على الرغم من ان الأبطال ألمانيين الجنسية فقد يكونوا غير مألوفين الا انك لست بحاجة لبطل مشهور لتتعاطف مهم وتتأثر بهم

يعد الاخراج من العلامات المميزة في الفيلم فتمكن المخرج إدوارد بيرغر من نقل الصورة والفكرة بشكل مبهر فكثيرا من الاوقات كانت المشاهد الصامتة أبلغ من الحوارات، خاصة مشاهد تتبع خط سير ملابس الجنود المتوفيين من التنظيف وإصلاح التمزقات والكي عدة مشاهد متتالية في افتتاحية الفيلم ترسل لك رسائل خفيفة عن حقيقة الحرب المفجعة والتعامل مع الجنود أنهم مجرد ارقام واحصاءات ليس إلا تنقل المخرج بذكاء بين كادرات الحرب المشتعلة والدماء المتناثرة والضجيج إلى مشاهد أخرى يصور لنا القادة صناع القرار حيث الرفاهية والهدوء والعجرفة في اتخاذ القرارات يدفع ثمنها ضحايا الحرب من الأولاد اليافعين

وتم هذا التنقل بحرفية شديدة دون حدوث تشتت للمشاهد وعلى الرغم من تجاوز مدة الفيلم للساعتين إلا أنك لن تشعر بالملل الفيلم مؤلم صادم يناقش عبثية الحرب ونفسية الجنود التي تتأثر بشدة

فتارة تجد أحدهم يبكي لانه قتل فتظن أنه نادم على فعلته لكن سرعان ما يقتل مرات ومرات فتلك هي الحرب التي تجبرك على اختيار حياتك دائما حتى وإن كانت قناعاتك ان من تقتله قد يكون لا يستحق وفي النهاية جميعهم شباب تم استغلالهم من قبل صناع القرار

واذا كانت جميع تلك الأسباب غير مقنعة ومازال فيلما عاديا بالنسبة لك فانتظر فالنهاية حقا تستحق كما انه فيلم يستحق الاشادة بهو بعكس أفلام سابقة لا يوجد به مهمة إنقاذ او توصيل رسائل لا يركز على حياة أحد بعينه بل يجسد حالة الحرب بشكل عام مما يصيبك بالرعب اثناء متابعته في فراشك.

في النهاية فإن إسم الفيلم وحده أكبر خدعة لانه لا يوجد شئ هادئ مطلقا على الضفة الغربية

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.