ما هو مشروع “هارب” الأمريكي الذي أحاطت به نظرية زلزال تركيا وسوريا المدمّر؟

ما هو مشروع “هارب” الأمريكي الذي أحاطت به نظرية زلزال تركيا وسوريا المدمّر؟

طفت على السطح في الأيام الماضية أنباء ربط ناشروها مشروع “هارب” السري الأمريكي “H.A.A.R.P” أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، بالزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط الجاري، وخلّف آلاف الضحايا.

وتمّ إنشاء مشروع “هارب” السري الأمريكي “H.A.A.R.P”، أو برنامج الشفق القطبي النشط العالي التردد، في المنشآت العسكرية في جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائياً موزّعة على مساحة 14 هكتاراً، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض.

وتمّ ابتكار وتطوير هذا البرنامج عن طريق شركة BAEAT للتكنولوجيات المتقدمة، بغرض تحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكانيّة تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة.

وتعمل منظومة الهوائيات هذه كوحدة واحدة وتصدر تريليون موجات راديوية عالية التردد، مما يتسبب في انعكاس الموجات في طبقة الأيونوسفير.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الأمريكي نشأ سنة 1891 على يد نيكولاس تسلا، الذي أنشأ تياراً متناوباً، وهو التيار المستخدم اليوم، كما أعطى الأساس للتحكّم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة.

كما يمكن أن يساهم مشروع “هارب” السري في تغيير المناخ من خلال قصف الغلاف الجوي بشكل مكثف بأشعة عالية التردد، ومن خلال تحويل الموجات منخفضة التردد إلى كثافة عالية، ويستطيع أن يؤثر أيضاً على أدمغة الإنسان، ولا يمكن استبعاد أن لها تأثيرات تكتونية.

باختصار مشروع “هارب” لديه القدرة على تعديل المجال الكهرومغناطيسي للأرض والسيطرة على الطقس والمناخ، وقدر أنه جزء من ترسانة من الأسلحة الإلكترونية السرية التي تملكها الولايات المتحدة، بحسب خبراء.

بمعنى آخر مشروع “هارب” السري الأمريكي عبارة عن “سخان أيونوسفير” يستخدم لتجربة التعديل المركّز لاضطراب البلازما (غاز منخفض الكثافة في الظروف العادية) الموجود في طبقة الأيونوسفير، بهدف زيادة كثافة الغاز الأيوني المذكور، وعندما تزداد كثافته، تظهر الاضطرابات وسحب البلازما متعددة الألوان المعروفة باسم الشفق القطبي.

بعبارة أخرى، فإن البرنامج قادر على تصنيع الشفق القطبي الاصطناعي على شكل غيوم بلازما ذات كثافة أعلى، في أي مكان أو نقطة على الكوكب، بالتالي يمكنها تعديل حالة المناخ، وتمّ إغلاق المشروع عام 2015 وتمريره إلى جامعة ألاسكا فيربانكس، مما يسمح للطلاب باستخدام المرافق لأنواع أخرى من البحث.

وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من النظريات التي تشير إلى أن حكومة الولايات المتحدة يمكن أن تستخدمه كسلاح في الحرب، حيث يمكن أن يؤثر على سلوك الطقس والزلزال، أو تغيير الغلاف الجوي المتأيّن للتسبب في كوارث طبيعية.

وقال خبراء لـ”رويترز”، إن “الزلزال الأخير في تركيا لم يكن بسبب برنامج عسكري أمريكي سابق يسمّى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP)، ولا تمتلك هارب إمكانيات تعديل الطقس التي تسبب الزلازل، على عكس الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وضرب تركيا وسوريا يوم الاثنين 6 شباط، زلزالين مدمرين، وقالت الباحثة البريطانية في علم الزلازل تيزيان روسيتو، أن “الزلزالان حفّزا بعضهما بطريقة غير شائعة”.

وبيّن عالم الأبحاث في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) بجامعة كولورادو بولدر، ديفيد مالاسبينا، إن “موجات راديو HAARP تشبه محطة بث إذاعي قوية AM، ولا توجد آلية معروفة من قبل تمكّن أن يتسبب بث إذاعي AM في حدوث زلزال، وأن هذه الأنواع من موجات الراديو تخترق أقل من 1 سم في الأرض، في حين أن الزلازل أعمق من ذلك بكثير”.

وصرّح الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة بوسطن، توشي نيشيمورا، إنه “لا توجد حالياً تقنية لإطلاق موجات الراديو من الأرض وضرب مدينة على وجه التحديد”، وأضاف: “لا يبدو أنه من الممكن أن تؤثر موجات الراديو على الظروف الزلزالية البعيدة”.

وقال ديفيد هايسل لـ”رويترز”، إن “هارب لا يمكنه إحداث البرق خلافاً للادعاءات الواردة في مقاطع الفيديو التي تمّت مشاركتها عبر الإنترنت، والتي تقول إن الصواعق ليست طبيعية في الزلازل”.

من جهتها، أفادت أستاذة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة يوتا، جيمسينا سيمبسون، بأن “الظاهرة المعروفة باسم أضواء الزلازل هي في الواقع شائعة إلى حد ما”، مشيرةً إلى أنها ليست على علم بوقوع صواعق لعمليات هارب.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.