محمد الجولاني: من التشدد إلى الاعتدال؟من يكون وما هيا مراجعيت

محمد الجولاني: من التشدد إلى الاعتدال؟من يكون وما هيا مراجعيتة

 

انتقل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، من خطاب إسلامي متشدد إلى نهج يوصف بأنه أكثر اعتدالاً. يُعتبر هذا التحول محاولة لتغيير صورته وإعادة تشكيل مكانته على الساحة السياسية في سوريا.

 

كتبت: وفاء عبدالسلام

 

يرى أنصار الجولاني أنه شخص “واقعي”، بينما يصفه خصومه بـ”الانتهازي”. ففي عام 2015، صرّح بأنه لا ينوي شن هجمات ضد الغرب كما يفعل تنظيم “الدولة الإسلامية” أو القاعدة. وعندما انفصل عن تنظيم القاعدة، أكد أن ذلك جاء “لإزالة ذرائع المجتمع الدولي” لمهاجمة تنظيمه.

الباحث جان بييريه وصف هذا التحول بأنه جزء من مسار يُظهر الجولاني كرجل دولة في طور التكوين، معتبراً أن مواقفه باتت أقرب للبراغماتية من التشدد الديني.

 

تعزيز السيطرة في شمال سوريا

في يناير 2017، فرض الجولاني على الفصائل الإسلامية في شمال سوريا الانضمام إلى هيئة تحرير الشام بعد مواجهات وتوترات بين المجموعات المسلحة. لاحقاً، شكّل إدارة مدنية لإدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة في شمال غرب سوريا.

لكن هذه الإدارة لم تكن بعيدة عن الانتقادات؛ فقد اتهم سكان وأقارب معتقلين ومدافعون عن حقوق الإنسان هيئة تحرير الشام بارتكاب انتهاكات تصل، وفق الأمم المتحدة، إلى جرائم حرب. نظمت في إدلب احتجاجات واسعة تندد بهذه الممارسات.

 

تطمينات للسكان: رسالة سياسية أم تغيير حقيقي؟

 

مع بدء هجوم الفصائل الأخير، حاول الجولاني طمأنة سكان حلب، الذين يضم بعض أحيائها نسبة كبيرة من المسيحيين. دعا مقاتليه للحفاظ على “الأمن في المناطق المحررة”، في خطوة رأى البعض أنها تهدف إلى تحسين صورته دولياً ومحلياً.

الباحث آرون لوند يرى أن هذه التطمينات تأتي ضمن استراتيجية سياسية تهدف إلى تقليل مخاوف السوريين والمجتمع الدولي. وأضاف: “كلما بدا الجولاني لاعباً مسؤولاً وليس متطرفاً، أصبح من السهل عليه تحقيق أهدافه”. لكنه يشير أيضاً إلى أن الجولاني لا يزال ملتزماً بنهج ديني أصولي، ويعتبر ما يقوم به مجرد خطوة ذكية ضمن سياق براغماتي.

 

بين الواقع والانتهازية يواصل الجولاني السير على خط رفيع بين التشدد الديني والمواقف السياسية المعتدلة. ورغم الانتقادات الدولية والمحلية، يبقى تساؤل أساسي: هل سيستمر هذا التحول في النهج أم أنه مجرد تكتيك مؤقت لتحقيق أهدافه؟