محمد زيدان يكتب…إسرائيل تحت مطرقة العدالة الدولية… عقبال الالهية

إسرائيل تحت مطرقة العدالة الدولية… عقبال الالهية

بقلم / محمد زيدان

تمر الدولة العبرية باصعب فترات فى تاريخها منذ احتلالها لدولة فلسطين,رغم دعمها المطلق والغير مسبوق,من “الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الاوروبى”, الا انها تتعرض لحالة من الضمور السياسى والعسكرى,واصبح زيف روايتها فى نظر الكثير من شعوب الغرب يتضح , ورغم ايضا ضعف ردود فعل العالم العربى والاسلامى الغير مسبوق والغير متوقع والغير مبرر, على جرائمها فى حق الشعب الفلسطينى,ولكن ربك دائما نصير للضعفاء.

لاول مرة فى تاريخها رغم جرائمها التى لاتعد ولاتحصى ,توافق على الامتثال امام محكمة العدل الدولية وتخضع للمسائلة والمحاسبة ,والتى رفضت الامتثال امامها عام 2004,عندما تقدمت جامعة الدول العربية وبالتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامى ومنظمة التحرير الفلسطينية, برفع دعوى قضائية, بشان احقية الوضع القانون لجدار الفصل العنصرى “الجدار العازل “,والتى اقرت محكمة العدل الدولية فى حينها ,بعدم شرعيتة ورات انة مخالف للقانون الدولى ,وطالبت دول العالم بعدم الاعتراف بالوضع القانونى والجغرافى الناجم عن بنائة ,وطالبت تل ابيب بازالتة من الاراضى الفلسطينية المحتلة ومن القدس الشرقية وجميع المناطق المحيطة بة,والزمت الحكومة الاسرائيلية بتعويض المتضررين من بنائة ماليا,وارسلت تقريها الى الامين العام للامم المتحدة انذاك “كوفى عنان” والذى بدورة قام بتحويل القرار للجمعية العامة ومجلس الامن للتصويت والبت فى تنفيذة,ولكن واشنطن بصفتها عضو دائم فى مجلس الامن اوقفت تنفيذة مستخدمة حق الرفض “الفيتو”.

والان وبعد 20 عاما من الجرائم ,يدور الزمان وتتقدم دولة جنوب افريقيا برفع دعوى ضدها, فى اجواء سياسية وتحولات دولية مختلفة جذريا عن سابقها, مع ما يشهدة العالم من جرائم فى حق المدنيين من الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة,اصبحت تتلاشى المواقف الدولية المناوئة لسياستها ,مما جعلها فى موقف ضعف اجبرها على الرضوخ للامتثال القضائى, والتى اذا ثبتت ادانتها فى الاتهامات الموجه اليها, سيكون لها اثر وضرر بالغ على سمعتها دوليا والتى هى منهارة من الاساس,اضافتا لما تشكلة من ضغط سيقوض من استخدامها العسكرى المفرط,ضد المقاومة الفلسطينية بشكل خاص,وضد الشعب الفلسطينى بشكل عام.  

يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ

دولة غير عربية, وغير اسلامية ,وغير مسؤلة امام التاريخ عن فلسطين وقضيتها ,مثلما هو الامر مع سائر دول العرب والملسمين, انما رد الظلم وردع الظالم لايعرف دين وغير قاصر على عرق,وبدافع انسانى تقدمت دولة جنوب افريقيا برفع دعوى قضائية امام محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل فى قضية ستستغرق اعوام الى ان تنتهى المحكمة من الفصل فيها.

تتهمها بارتكاب جرائم حرب من خلال حربها المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية متعمدة الابادة الجماعية للشعب الفلسطينى, من خلال فرضها حصار كامل على القطاع وتحويلة االى انقاض وركام,فى تهمة تحتاج لادلة وبراهين كثيرة لكى تثبت بالدليل القاطع لهيئة المحكمة تعمد اسرائيل فى ازهاق ارواح مايزيد عن 23 الف شهيد معظمهم من الاطفال والنساء وليس لهم علاقة بحركة حماس ولا هم طرف فى صراع عسكرى مسلح ,ولكن ما تاملة والذى طالب بة الممثل القانونى لجنوب افريقيا لحين اصدار الحكم النهائى هو اصدار قرار عاجل و وبشكل فورى يلزم حكومة تل ابيب باتخاذ قرار سياسى بوقف حربها البربرية على المدنين فى قطاع غزة والضفة الغربية , مشددا على ان مستقبل شعب باكملة مرهون على هذا القرار وحينها ستجبر اسرائيل على التنفيذ والا ستتعرض لعقوبات دولية .

نازى الامس يدعم نازى اليوم ونامبيا تذكرهم بالماضى

رغم الصور والفيديوهات والادلة المقدمة من المدعى القانونى الافريقى, والتى تدين وتعصف بالروايه الاسرائيلية عرض الحائط, الا ان كان رد اسرائيل على الاتهامات بالانكار,بل طالبت باسقاط دعوى الابادة الجماعية لما بها من  تشهير بسمعتها الدولية ,معربة بانها لاتعكس حقيقة الحرب فى غزة ,واتهمت حماس بانها هى من تسعى لابادة الشعب الاسرائيلى رافضة وقف حربها البربرية معللة بانه سيعجلها عاجزة عن الدفاع عن نفسها, وتنصلت من فرض الحصار على القطاع رغم تهديدها مرار وتكرارا  بقصف المساعدات فى حال دخولها من المعبر ,والقت بالتهمة على الدولة المصرية, بانها هى من تمنع دخول المساعدات بصفتها صاحبة السيادة على معبر رفح البرى ,,وهذا ما نفاة”ضياء رشون” رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

وبموجب اتفاقية متعددة الاطراف, تقدمت المانيا بطلب الانضمام الى المناقشات الدولية, كطرف ثالث فى القضية ,بصفتها دولة موقعه على اتفاقية جنيف للابادة الجماعية فا يحق لها الانضمام وتقديم ما تملكة من ادلة وبراهين, تنفى انتهاك اسرائيل لاتفاقية الابادة الجماعية ,واعلن مستشارها “اولاف شولتز” رفض بلادة لادعائات جنوب افريقيا ,مشددا على ان اسرائيل فى حالة دفاع عن النفس, مما دفع القيادة السياسة لنامبيا “هاجة جينغوب” فى ويندهوك, لانتقاد موقف برلين, معتبرا ان هذا دعم مطلق للكيان الصهيونى وضوء الاخضر للاستمرار فى جرائمة ضد الشعب الفلسطينى, وتجاهل تام لشعب اجبر على النزوح من ارضه وفقد اكثر من 20 الف شهيد, وبشهادة منظمات دولية غير منحازة للشعب الفلسطينى,

 واصدرت ويندهوك بيان تذكر فية برلين باول عملية ابادة جماعية ترتكبها ضد شعب نامبيا عام 1904 ,والتى استمرت لاربعة اعوام اودى من خلالها الجيش الالمانى بحياة مئات الالاف, وفشلت برلين فى التكفير عنها وعدم الاستفادة من تاريخها الملطخ بدماء الابرياء ,ومازالت تدعم عمليات ابادة تخطت الهولوكست.    

على خطى كوريا وروسيا وايران

اذا اقرت محكمة العدل الدولية ادانة اسرائيل, سيكون رهانها على فيتو واشنطن اثناء عملية التصويت من خلال جلسات مجلس الامن ,ولكن هل فى ظل الضغوط الدولية :

هل سيتم فرض عقوبات عليها مثلما هو الحال مع كوريا الشمالية  وروسيا الاتحادية وايران؟

 هل تقوم دول معاهدة ابراهام بتجميد جميع الاتفاقيات التجارية المبرمة وتعليق التمثيل الدبلوماسى بين الدولتين؟

 هل سياتى يوما تحجب فية واشنطن جميع المساعدات عن حليفتها فى الشرق الاوسط ؟

هل سيلتزم العالم بتحقيق عدالة سياسية تمنح الشعب الفلسطينى دولة مستقلة وتلزم اسرائيل بتجميد النزاع؟

هل اذا ثبتت الادانة من قبل محكمة العدل الدولية ستصدر المحكمة الجنائية مذكرة اعتقال لحكومة حرب التى شكلها مؤخرا بينيامين نتنياهو والتى تضم يواف غالانت وبينى غانتس  وديفيد برنيع ورون ديرمر وغازى ايزنكوت وبتسئيل سموتريتش ورونين بار ؟

هل ستضغط الادارة الامريكية فى البيت الابيض على الكنيست الاسرائيلى  لعزل حكومة نتنياهو المتشددة  والتى جرت المنطقة لحرب دينية يمتد صراعها الجغرافى يوم بعد يوم؟

 ومازال هناك معطيات اخرى لدى الانظمة العربية تمكنها من معاقبة اسرائيل ووضع حد لاجرامها وكبح جماحها دون اللجوء والدخول معها فى حرب ودون المساس والنقد باى اتفاقيات او معاهدات دولية ستعود عليهم بعواقب اقتصادية تبحث عن منفذ.

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.