محمد زيدان يكتب … تاهب اسرائيلى وتوعد ايرانى بالرد بعد اغتيال صياد خدايى

تاهب اسرائيلى وتوعد ايرانى بالرد بعد اغتيال صياد خدايى

محمد زيدان

فى عملية اغتيال مدروسة بدقة من كل الزوايا واحتمالية الفشل فيها مقدرة بنسبة غير مسموح ان تتخطى الصفر,وبعد متابعه تحركات خط سير الهدف اليومية خطوة بخطوة ,وقياس الدرجة الامنية لموقع التصفية والمواقع المحيطة بة فى العاصمة الايرانية طهران ,وتحديدا فى شارع مجاهدى الاسلام وفى وضوح النهار ,قام شخصان يستقلان دراجة نارية بقطع الطريق امام سيارة ملاكى وعلى بعد امتار منها قاموا باطلاق خمس رصاصات عبر سلاح كاتم للصوت ليصبح الجالس على عجلة القياده جثة هامده فى الحال ,ومن ثم مغادرة للمكان على الفور عبر الطرق الجانبية والاروقه الضيقة دون ترك اى اثر لمتابعتهم او الوصول لتحديد هويتهم من قبل الاجهزة الامنية فيما بعد .

بهذا السيناريو, تم اغتيال احد اهم شخصيات منظمه الحرس الثورى الايرانى وهو العقيد حسن صياد خدايى ,والذى كان له مكانه عسكرية مهمة داخل المنظمة ,والذى كان مقرب جدا ومحل ثقة من الرجل الاول لايران خارجيا قائد القوات الخاصة “فيلق القدس” قاسم سليمانى ,الذى تم اغتيالة ايضا باستهداف من الولايات المتحدة فى وقت سابق .

خدايى كان المشرف العسكري لجميع المهمات القتالية التى يتم اسنادها الى وحدة فيلق القدس خارج الاراضى الايرانية او بمعنى ادق العمليات التى تتم داخل اراضى سوريا والعراق بهدف حماية المراقد الشيعية المقدسة من تطرف وبطش التنظيمات الارهابية وعلى راسهم داعش.

الصراع يحتد بين الاستخبارت الايرانية والموساد الاسرائيلى

خلال الاشهر الماضية رفع جهاز الموساد الاسرائيلى الستار عن اعترافات انتزعها من تاجر مخدرات ايرانى اسمة منصور رسولى عن طريق استجوابة فى مكان غير معلوم فى ايران, تفيد الاعترافات بأنه بنائا على توجيهات من العقيد المغتال تم تكليفة باغتيال وتنفيذ عمليات ارهابية ضد شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى فى عدة دول مثل قبرص وتركيا وكولومبيا وكينيا ,وكان من بين هذة الشخصيات القنصل الإسرائيلي في تركيا اضافتا الى قائد كبير للقوات الامريكية فى المانيا ,واعلن جهاز الشاباك الاسرائيلى ايضا عن رصده لعناصر من المخابرات الايرانية انتحلت صفة شخصيات صحفية ورجال اعمال حاولت استدراج اكاديمين ورجال اعمال اسرائيليين ومسؤلين فى الاجهزة الامنية الى اوروبا لاختطافهم والمساومة علي حياتهم كنوع من انواع الضغط ,وكان من بين هذة الشخصيات وزيرالامن السابق موشية يعالوم .

وعلى الجانب الايرانى اعلن جهاز الاستخبارات والامن الوطنى عن سقوط عملاء واعضاء تابعين لوحدة الاستخبارات والمهمات الخاصة الاسرائيلية “الموساد” فى قبضتة يقوموم بممارسة انشطة وهجمات سيبرانية تستهدف مواقع عسكرية حساسة ,اضافتا لاعلان منظمة الحرس الثوري عن تفكيك خلية كانت تهدف لسرقة وتدميرالممتلكات الشخصية والعامة والخطف وانتزاع اعترافات ملفقة بامر وتكليف من جهاز الاستخبارات التابع للكيان الاسرائيلى.

اصرار ايران ورفض الولايات المتحدة

يتزامن صراع اجهزة المخابرات بين الجانبين “الاسرائيلى والايرانى” مع تصاعد وتيرة الخلافات بين ايران ومجموعة دول (5+1 )بشان برنامجها النووى ,والمعلقة مفاوضاتة فى الوقت الراهن بسبب عدم الاتفاق على بنود فى المسودة النهائية للاتفاق ,والنقطة المحورية فى الخلاف الواقع هى مطالبة طهران برفع منظمة الحرس الثوري التى يشرف عليها العقيد المغتال من قائمة المنظمات الإرهابية وهو ما ترفضه الادارة الامريكية قلبا وقالبا ,ويشار الى أن الهدف من عملية الاغتيال هو ايقاف البرنامج النووي الإيراني وفقا لتصريحات مسؤولين ايرانيين نظرا لان الجانب الاسرائيلى يعتبر وجود ايران كدولة نووية فى الشرق الاوسط  حتى وان كان النووى لاغراض سلمية كالطاقه اوالصناعة وليس التسليح او الردع فهو يشكل تهديد وجودى لدولتهم العبرية والمزعومة.

وبعد ثمانية جولات عديمة الجدوى من المفاوضات المعلقة بشان الوصول الى اتفاق مرضى لجميع الاطراف, وتلميح من مسؤلين كبار فى وكاله الطاقة الذرية بان ايران بتسعى للمماطلة فى المفاوضات لكسب المزيد من الوقت, حتى تنتهى من تحقيق اهدافها ويصبح برنامجها النووى امر واقع لامحالة, وما علينا حينها سوى الاعتراف بها كدولة نووية او مجابهتها.

بتضع رفع المنظمة كشرط اساسى من اجل الاحياء والعودة الى الاتفاق ,وهذا الشرط اتقابل بالرفض من واشنطن اضافتا لضغوط الحزب الجمهورى على الادارة الامريكية بعدم التنفيذ لهذا الشرط نظرا لأن الحرس الثوري ما زال يمارس كل انشطتة الارهابية فى السعودية والعراق دون اى تغيير او تعديل فى التوجه والسلوك ,ومن ثم فإن إزالتة سيؤدى الى انطباع عالمى بان واشنطن تستخدم التنصيفات الارهابية لخدمة اهوائها السياسية وليست انسانية كما تدعى, بالاضافة لاستخدامها ايضا في المساومه والضغط لتحقيق أهدافها والتى تتناسب مع مواقفها السياسية تجاة دول الشرق الاوسط والتى من شانها محو اى مخاطر تهدد امن وامان الكيان الاسرائيلى .

اهداف ايرانية

ولايران من رفع المنظمه من القائمة اهداف ورسائل سياسية قبل النظر لاى اعتبارات او ارباح اقتصادية .

اولا : محاولات الادراة الايرانية المتمثله فى ابراهيم رئيسى حاليا اثبات انها استطاعت فرض شروطها على الادارة الامريكية .

ثانيا : اعطاء الشرعية لجميع تحركات وجرائم المنظمة خارج الاراضى الايرانية .

ثالثا :احراج الادارة الامريكية امام العالم واهتزاز ثقة حلفائها والتشكيك فى ادارتها للملف الايرانى,

رابعا : اثبات ان الولايات المتحدة بتستغل التصنيفات الارهابية لتحقيق اطماعها السياسية وليس للانسانية اى وجود فى قاموسها.

وبذلك يكون تم تسجيل هدف فى مرمى شباك الولايات المتحدة لصالح الادارة الايرانية .

تاهب الكيان الاسرائيلى والاستعداد لاى رد فعل ايرانى

وقعت عملية الاغتيال لصياد خدايى ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الان ,بينما وجهت الادارة الايرانية فى طهران اتهام غير مباشر الى جهاز الموساد الاسرائيلى بانه هو من يقف وراء عملية الاغتيال وهذا ما لقى تجاهل من الجانب الاسرائيلى اضافتا لرفضة التعليق على هذا الامر سواء الاتهام او عملية الاغتيال , وعلى الفور اجتمعت ادارة نفتالى بينت بعدة قيادات سياسية وعسكرية وامنية لتقييم الوضع وخرجت بالاعلان عن رفع حاله التاهب لجميع اجهزتها الامنية وفى جميع مقراتها الدبلوماسية حول العالم, وطالبت ممثلين الدوله العبرية فى جميع انحاء العالم باعطائهم خط سير لتحركاتهم اول باول وعدم الادلاء باى تصريحات اعلامية قبل الرجوع الي الادارة فى تل ابيب, واصدرت تعليمات للجيش الاسرائيلى بتكثيف التدريبات ورفع جهوزية القتال استعدادا وتحسبا لاى رد ايرانى محتمل كرد فعل على عملية اغتيال حسن صياد خدايى .

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.