محمد زيدان يكتب…مخيم جنين بعد مجزرة المنزل والحديقة” تقديرات اسرائيلية خاطئة”
مخيم جنين بعد مجزرة المنزل والحديقة” تقديرات اسرائيلية خاطئة”
بقلم / محمد زيدان
لا تنتظر اسرائيل او تتوقع الهدوء والسلام فى منطقة هى تعلم فى قرارة نفسها بانها تخضع للاحتلال ” صحيفة هارتس الاسرائيلية”.
تهجير من المنازل ونزوح بالمئات,قصف بالطائرات واعتقالات وترويع للاطفال,هذة كانت مراسم عيد الاضحى المبارك,على سكان مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية,على يد من ادعوا بانهم سياتى من ورائهم يوما سلام .
اصبح القانون السائد والقاعدة المتبعة الان فى السياسة الدولية,هو ان كل من يقاوم او يعترض مصالح,كل من هو حامل للجنسية الامريكية والاسرائيلية,”ارهابى” سيان كانت المقاومة لمحتل ومغتصب للارض,او منافس اقتصادى لاقتصاد هيضر باقتصاد بلادة,او صانع ومطور لاسلحة بيولوجية او نووية,وبيصدق على هذة القاعدة,دول مفترض انها حرة وغير خاضعة للهيمنة الامريكية,ويرسخ لها وكالات اعلامية, مفترض انها داعمة للحريات وحقوق الانسان,ومن هذا المنطلق,ارتكبت اسرائيل وستظل ترتكب مجازر فى حق الشعب الفلسطينى.
سيناريو من اجتياح الضفة
سيناريو مصغر من مجزرة الدرع الواقى,التى وقعت ابان انتفاضة المسجد الاقصى,فى نفس المكان وبنفس التسليح وبنفس الاسباب الواهية, حتى ردود الافعال العربية والغربية سيان على الصعيد الاعلامى والسياسى.
على اثرعملية استشهادية,وقعت فى فندق بارك بمدينة طولكرم,اثناء عيد الفصح اليهودى عام 2002, ادت الى مصرع 30 اسرائيلى واصابة اكثر من 100 بجروح خطيرة,بالاضافة لاستشهاد منفذ العملية القيادى عبد الباسط عودة,وكان هذا اضخم انفجار يشهدة المجتمع الاسرائيلى منذ النكبة.
اعطى رئيس الوزراء الاسرائيلى انذاك ارييل شارون,الضوء الاخضر لاجتياح الضفة الغربية عن بكرة ابيها,بزعم محاربة الارهاب والقضاء علية,فى عملية استمرت نحو شهرين,سميت بالدرع الواقى,وخلال عمليات الاجتياح,كانت مدينة جنين ومخيمها اكثر بؤرة بتواجهه مقاومة توغل الجيش الاسرائيلى ومسرح لعمليات استشهادية ضد قواتة,ادركت حينها الحكومة الاسرائيلية,ان هذة البقعة الجغرافية,ستكون عقبة فى طريق تحقيق اطماعهم مستقبلا, فى تنفيذ مخططات الضم وعزل مدينة القدس .
تم الاجتياح بتسليح حروب,مابين دبابات ومدرعات وطائرات حربية ومدافع مضادة للطائرات, اسفر عن قصف محطات كهرباء,وتدمير منشات سكنية,ومرافق تابعة لمركز شؤون واغاثة اللاجئين “الاونروا” واعدام العديد من المدنيين فى ازقة المخيم,وابادة عائلات باكلمها,وتدمير مبانى تاريخية ودينية فى مدينة نابلس, وعلى اثرها تم وضع حجر اساس الجدار العازل والشروع فى بنائة,وفرض حصار على مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات والتى ظل قائم حتى ان توفاة الله.
مجزرة المنزل والحديقة
ومن ثم ومن بعد مرور اكثر من 20 عاما على المجزرة,يعيد التاريخ نفسة وعلى نفس البقعة الجغرافية,ولكن بقيادات عسكرية مختلفة, لمجزرة استمرت 44 ساعة ,كان مخطط لها مسبقا من رئيس الوزراء الاسرائيلى بينيامين نتنياهو فى محاولة منه لتخطى ازمتة السياسية,وفقدان ثقه المجتمع الاسرائبلى فى جيشة,اسفرت عن مصرع ضابط صف اسرائيلى واستشهاد 12 فلسطينى,واصابة مايزيد عن 100 شخص معظمهم فى حالات حرجة,ونزوح ما يقرب من 3 الاف من سكان المخيم ,تم تدمير البنية التحتية والقطاع الصحى بالكامل فى المخيم, استهدفت الغارات الاسرائيلية المستشفيات واعاقة القوات الاسرائيلية على الارض حركة الاسعاف والطواقم الطبية.
تسبببت الجرافات الاسرائيلية فى انقطاع كل وسائل امدادت المياة والكهرباء عن ما يقرب من نحو 300 منشاة شكنية
اعلنت الوكالة الدولية لاغاثة وشؤون اللاجئين “الاونروا” بعد انسحاب القوات الاسرائيلية,عن اجرائها لتدابير لايوء النازحين فى المدارس والملاجىء,والوضع الانسانى مازال فى طور التقييم من اجل حسم تكلفة المساعدات المادية اللازمة.
الاسطوانة الاسرائيلية المشروخة
اعلنت اسرائيل عن تفكيك قواتها خلال المجزرة,لست منشات لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة,وتدميرها لمواقع انتاج صواريخ ومتفجرات,اضافتا لضبط كميات من الاسلحة والذخائر داخل المخابىء والمساجد ,واعلنت اجهزتها الامنية عن تقارير موسادية,تفيد بوجود كميات كبيرة وخطيرة من الاسلحة والمعدات واختباء نشطاء وعناصر مسلحة داخل المخيم ,تشكل تهديد امنى لاسرائيل,مما دفع القيادات فى اجتماعات المجلس الوزارى الامنى المصغر”الكابينت” على التصديق لتنفيذ العملية.
تقديرات اسرائيلية خاطئة
على عهدة خبراء عسكريين فى تل ابيب,وباعترافتهم لوسائل اعلام,ان ما عثرت علية القوات الاسرائيلية,من اسلحة ومتفجرات داخل المخيم خلال عمليتهم العسكرية,هو عكس توقعاتهم تماما قبل اقدامهم على العملية,حيث ما تم ظبطة ماهو الا كميات ضئيلة لوسائل قتالية بدائية الاستخدام ولا ترتقى لاى توازن مع التسليح الاسرائيلى,والانسحاب السريع والفورى لقواتنا من المخيم,بعد ساعات من اقتحامة وانهاء العملية ,هو افضل قرار,قبل ان يقع خسائر بشرية فى صفوفهم,وتفاقم الاوضاع وفتح عدة جبهات على اسرائيل,من قطاع غزة ومن حزب الله فى لبنان,وفى سوريا من الشمال,وفى الاردن من الجبهة الشرقية.
اعتقد وزير المالية الاسرائيلى بتسئيل سموتريتش فى قرارة نفسة,ان هذة العملية ستكون رداع,وستعيد التوازن الامنى فى الداخل الاسرائيلى,بينما الحقيقة وباعترافاته,ان قواتة واجهت صعوبات داخل المخيم,لم تكن بالحسبان,نظرا لانهم غير مؤهلين على الاقدام لعملية خاطفة فى منطقة محدودة.
تتوهم الحكومة الاسرائيلية التى تدفعها تكتل الصهيونية المتشددة,باتخاذ قرارات تزيد من التمدد الاستيطانى فى الضفة وعزل القدس,اضافتا لتقييد حركة الفلسطينيين,وتشجيع المتطرفين اليهود فى المستوطنات على احراق منازل وسيارات الفلسطينيين وتجميد الحياة فيها,ان تطبيق مثل هذة القرارات على ارض الواقع,سينعكس على اسرائيل بالسلم والهدوء, بل سيؤدى الى اشعال فتيل فى الضفة الغربية قد يصل الى انفجار يوازى الانتفاضات الفلسطينية,وفتح جبهات قتال واسعة النطاق مع المقاومة فى قطاع غزة,ومع حزب الله فى مزارع شبعا فى الجنوب اللبنانى.
محمد زيدان