محمد زيدان يكتب..هل بدا العد التنازلى للحياة على كوكب الارض؟ “اصطدام العلم بالسياسة “

هل بدا العد التنازلى للحياة على كوكب الارض؟ اصطدام العلم بالسياسة

بقلم / محمد زيدان

عام عن عام بيشهد كوكب الارض,ارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة,وبتسير وتيرة الاحتباس الحرارى بسرعه مخيفة ومرعبة,نتيجة اختلال المناخ داخل الغلاف الجوى,واضطرابات فى حركة سير الطبيعة, مما ينعكس سلبا على مصير الحياة البشرية على كوكب الارض فى الاعوام القادمة.

وجعلتا من الماء كل شىء حى

تشهد جميع الموارد المائية لكوكب الارض, حالة من الانحسار والتبخر ,وارتفاع فى نسبة الاحماض الامينية داخل جزىء الماء فى المحيطات, نظرا لارتفاع درجات الحرارة ,والتى وصلت لدرجة لم تصل اليها من قبل, قد تؤدى فيما بعد الى نفوق وتسمم عدد كبير من الكائنات البحرية,والتى تعتبر مصدر مهم من مصادر الغذاء للعنصر البشرى,اضافتا الى ندرة فى هطول الامطار,خاصتا فى الموارد الحبيسة مثل بحر قزوين,نظرا لان ارتفاع درجات الحرارة داخل الغلاف الجوى,يؤدى لتحويل المياة الى بخار,ومن ثم ينحرف البخار داخل الفضاء الشاسع,ولم يعود للارض فى صورة امطار ,كما هو معتاد فى الظروف المناخية الطبيعية, وينتج عن ذلك جفاف وتصحر للبيئة الزراعية,نتيجة فقدان مصدر من مصادر الرى للتربة الزراعية,وبالتالى سيتسبب فى تقليص الرقعة الزراعية وانخفاض نسبة المحاصيل,مما يفقد العنصر البشرى مصدر اخر مهم من مصادر غذائة.

وكلما ارتفع معدل درجات حرارة البحار والمحيطات,كلما تبخرت نسبة المياة منهم بكثافة,مما يؤدى الى تفاقم الفيضانات والاعاصير,والتى تعود بالتالى فى صورة عواصف رملية مدمرة ,ينجم عنها خسائر بشرية واقتصادية.

جهود اممية فى مهب الريح

حذرت الامم المتحدة,من انتقال كوكب الارض من مرحلة الاحتباس الحرارى الى مرحلة الغليان العالمى,وحثت دول العالم بالتحرك الفورى,والبحث عن حلول جذرية لمواجهة التغيرات التى طرات على الطبيعة المناخية لكوكب الارض,وتطالب بزيادة رقعة التشجير داخل المدن ,والتوقف الفورى عن استخدام الوقود الاحفورى, التى بدا ظهورة واستخدامة مع عصر الثورة الصناعية ,والاعتماد الكلى على استخدام الطاقة المتجددة فى المستقبل ,وتتبنى ابحاث علمية لانشاء مدن فى المستقبل تتاقلم مع التغير المناخى ,وتحد من انبعاثات الغازات الدفيئة”ثانى اكسيد الكربون والميثان”,وعلى هذا النحو تخصص الولايات المتحدة الامريكية 50مليار دولار لمواجهة التطرفات المناخية وتداعياتها الكارثية,اضافتا لتقديمها مساعدات مالية ولوجيسيتية للدول النامية ,من اجل مساعدتها فى مجابهة التطرفات المناخية .

اصدام العلم مع مصالح الدول العظمى

اشارت المنظمة العالمية للارصاد الجوبة,الى ان منذ حلول عام2020, شهدت الارض اعوام متتالية,هى الاعلى على الاطلاق فى ارتفاع درجات الحرارة,وتزداد تدريجيا,وسجلت المحيطات لارقام قياسية فى ارتفاع درجات الحرارة ,وفى المقابل  تحذرالجانب الاخر من الكوكب,من موجات باردة ستكون هى الاسواء على الاطلاق خلال موسم الشتاء القادم,قد تؤدى الى تجميد انهار,مثل نهر شيكاغو فى المحيط الغربى الامريكى.

يشير الراى العلمى,الى ان ارتفاع درجات الحرارة الغير مسبوق,ناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتج عن تدمير الغابات من اجل مصالح اقتصادية,والاستمرار فى استخدام الوقود الاحفورى من اجل تحقيق مكاسب صناعية طائلة,وفى ظل ما يشهدة الكوكب من تطرف مناخى واشتعال حرائق فى الغابات فى العديد من دول العالم,الا ان مازالت بعض الدول الصناعية, متمسكة باستخدام الوقود الاحفورى,ورافضة تماما الاستغناء عنه او استبدالة.

ترتبط انبعاث الغازات الدفيئة بصناعات متعددة,بتطالب الامم المتحدة بالحد من صناعتها,مثل صناعة “الالكترونيات والبلاستيك والملابس والاسمنت والحديد وعمليات التعدين وتوليد الكهرباء” سيان بالطاقة النووية او بالوقود الاحفورى مثل “النفط والغاز والفحم” ,حيث يعتمد انتاج ثلثى كهرباء دول العالم على الوقود الاحفورى ,والثلث الاخير يعتمد على الطاقة المتجددة مثل “الطاقة الشمسية وطاقة الرياح” ,وهذة هى مصادر الطاقة التى تطالب الامم المتحدة باعتمادها,اضافتا لوسائل النقل البرى والبحرى والجوى,كل هذة الصناعات تؤدى الى انبعاث ملايين الاطنان من الغازات الدفيئة,وجميعها صناعات مؤثرة فى اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى.

والتوقف عن تدمير وازالة الغابات,بهدف انشاء مصانع او مزارع او استخراج وصناعة الفحم ,حيث يوجد احصائيات تشير الى ان يتم سنويا, تدمير مايزيد عن نحو 10مليون هكتار زراعى من الغابات,والتى بدورها فى المقام الاول ,امتصاص غاز ثانى اكسيد الكربون ,وبتدميرها يحد من قدرات الطبيعه على امتصاصة,وبالتالى يتم انتشارة داخل الغلاف الجوى,والذى ادى مع توالى الزمان,لرفع درجة حرارة الارض 1.5 درجة مئوية.

كوب 28 “cop 28

 

فى نوفمبر المقبل ,سينعقد فى دولة الامارات العربية المتحدة,مؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخى “cop 28“, لمواصلة الجهود التى بذلتها,منذ انعقادها اول مؤتمراتها فى برلين “cop1“,والضغط على الدول الصناعية,للحد من استخدامها للطاقة التى تساهم فى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة ,واللجوء لاستخدام طاقة ملائمة للبيئة متوافقه مع طبيعة المناخ,نظرا لان العلماء فى مراكز الابحاث والجامعات الاوروبية ,اطلقت تحذير من كارثية الاستمرار فى استخدام الوقود الاحفورى,التى من شانها تهدد الحياة على كوكب الارض.

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.