محمد زيدان يكتب…هل ستعود الحياة كما كانت علية من قبل ؟
هل ستعود الحياة كما كانت علية من قبل ؟
بقلم / محمد زيدان
منذ ما يقرب من 20 عاما,كانت الاحداث الابرز والاضخم,والمتصدرة لجميع وكالات الانباء الدولية,هما الحرب الاطلسية على افغانستان,والحرب الامريكية على العراق, فى اطار ردود افعال غربية على تفجيرات سبتمبر2001,اضافتا للانتفاضة الفلسطينية الثانية, والتى استمرت تداعياتها خمسة اعوام منذ اندلاعها عام 2000,بينما كان يسود الاستقراروالهدوء, الغالبية العظمى من دول العالم,والتى اتضح فيما بعد بانه كان عبارة عن هدوء نسبى,الى ان وصلنا لعصر انعكست فية الاية,واصبحت مناطق التوتر والصراع,اكثر من مناطق الاستقرار والهدوء, واتسعت دائرة الصراعات والحروب,حتى طالت الغالبية العظمى من دول العالم التى كانت بالامس مستقرة ,واصبح العالم فعلياُ يعيش فى حالة حرب.
تحيا البشرية الان,مرحلة حياتية حرجة جدا,من الصعب استيعابها,فى عالم بلغ اعلى درجات الغليان السياسى والعسكرى,ويشهد اسوء ازمات اقتصادية مرت بة على الاطلاق منذ فترة الكساد العظيم ,او ما تعرف بالثلاثاء الاسود ,ويمر باضطربات مناخية بتهدد الوجود البشرى ومصادرغذائه على كوكب الارض, اضافتا لانتشار الامراض والفيروسات والاوبئة فى البر والبحر,التى ينطبق عليها قول الله تعالى فى سورة الروم “ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت ايدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون”.
اصبح الصراع الروسى الاطلسى هو المشهد السائد الان, والمحرك الرئيسى لتلك الامور, والذى ادى بالفعل الى خلل فى تنوع مصادرالطاقه والغذاء للغالبية العظمى من دول العالم,وبنائا على ما يشهدة من تطورات,بيتم اتخاذ القرار السياسى والاقتصادى,وليس العكس والمتعارف عليه فى ادارة الصراعات والحروب,والذى يهدف فى المقام الاول الى اعادة تشكيل وهيكلة العالم, ليصبح عالم متعدد الاقطاب خاضع لاكثر من قوة فى حكمه وسياسة ادارتة.
وبجانبة,يوجد صراعات اخرى مماثله, تعادلة فى نفس الخطورة ونفس التاثير, منها ماهى نشطة ,ومنها ما هى خامله,فى انتظار صفارة البدء,ومن بعدها سيتحول العالم الى جحيم مصغر,من اهوال يوم القيامه.
ومن ابرز الصراعات التى يمر بها عالمنا الحالى
1: مناورات بحر اليابان بالصورايخ الباليستية,بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة,ويرجع العداء بين الدولتين بسبب تطوير كوريا لقدراتها النوورية, والتى تعتبرة الولايات المتحدة واليابان,مصدر تهديد وجودى لهم.
2:الصراع بين ايران والدولة العبرية,ومن خلفة مجموعه دول( 5+1) بسب برنامج ايران النووى والتى تجمدت مفاوضاته لحين اشعار اخر ,والذى اكدت واشنطن لتل ابيب مرارا وتكرارا بانها لن تسمح لايران بان تمتلك سلاح نووى,بينما اعلنت طهران منذ شهور بانها فى طريقها لتخصيب اليورانيوم الى درجه نقاء مابين 60% الى 90% فى مفاعل فوردو, والعمل على توسعات فى اجهزة الطرد المركزى, وبنائا علية تجرى دراسات بين واشنطن وتل ابيب, لعمل محاكاه عسكرية لهجوم عسكرى محتمل على ايران وحلفائها فى منطقة الشرق الاوسط .
3:توترات بين الصين والولايات المتحدة,بشان جزيرة تايوان والتى تعتبرها الصين جزء لا يتجزء من اراضيها وغير قابلة للتفاوض,وهو ما ترفض الولايات المتحده الاعتراف بة.
4:ما تشهده الاراضى السورية,من غارات جوية اسرائيلية ,بصفه مستمرة على مواقع عسكرية ومدنية بدون مبرر,وبدون رادع عربى,اضافتا لغارات جوية تركية على شمالها ,بزعم ضرب اهداف كردية, والتى من شانها قدمت روسيا والولايات المتحده تحذير لتركيا من تداعيات وخطورة غاراتها.
5:التهديد الروسى باعلان الحرب على الممالك الاسكندنافية “السويد والنرويج”فى حال قبول انضمامها الى حلف شمال الاطلنطى “الناتو”
6:الخلاف بين روسيا واليابان وهو نزاع خامد,على احقية مجموعه جزر الكوريل, والتى تعهد الاتحاد السوفيتى من خلال معاهدة بتسليمها لليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
7: الحرب بين الحوثيين وكلاء عن ايران وبين دول التحالف العربى على الاراضى اليمنية
8:انتفاضات شعبية لتغيير الانظمه السياسيه فى السودان والعراق وتونس وايران اضافتا الازمة الاقتصادية الطاحنة التى تشهدها لبنان وشغور منصب الرئاسة فيها.
9: تجدد صراعات وحروب التسعينيات فى دول البلقان بين كوسوفو وصربيا حول احقية السياده على الاراضى والاقاليم
10: العديد من الحروب الاهلية والطائفيه ,فى عدد من دول افريقيا, واضطهاد للعقيدة الاسلامية فى بعض دول اسيا واوروبا, وانتشار ودعم توجهات جنسية ضد الطبيعه البشريه مرفوضة ومحرمة من جميع الاديان السماوية سينتج عنها غضب الهى لا يمكن تخيلة .
ما يحدث فى المقام الاول ,هو لصالح اهداف اقتصادية وسياسية لدول عظمى, وبالاخص الاقتصاديات القائمه على الحروب وصناعة السلاح,والغرض منه هو ضرب واغلاق اسواق ومنافذ للطاقة, ليحل محلها منافذ واسواق اخرى,بالاضافة لاستنزاف عسكرى لقوة بعينها لصالح قوة اخرى,انما بعد كل هذة الصراعات, هل يملك ساسة العالم ورجال الدين القدرة على اخمادها وعودة الحياة الى طبيعتها, قاصرة فقط على الصراع الازلى “الصراع العربى الاسرائيلى”ام انها اكبر من قدراتهم الذهنية,ونعيش الان مرحلة هى بمثابة صورة مصغرة لحروب وصراعات قادمة اكثرها شراسة واكثرها خطورة,بيهيىء فيها رب الكون العنصر البشرى لاحداث لا يتقبلها ولا يستوعبها اذا اتت بشكل مباغت,ولكن ما نشهدة ما هو الا تمهيد الهى.
محمد