تتحدث عني وكأنك تعرفني منذ قديم الأزل ،
تجيد وصفي والتعبير عن مكنون صدري وكأنك تتحدث بلسان حالي ،
تنوب عني في التفوه بمشاعري الجياشة التي أعجز عن البوح بها وكأنك مرآة الروح التي تعكس كل ما أود فعله ،
تتجلى من خلالها سماتي وكأنها صارت شبيهة بي ،
نسخة طبق الأصل مني وهذا بالضبط ما كنت أنقب عنه طيلة حياتي ،
شخص يشعر بي لتلك الدرجة ، أشعر بأن روحي تلتحم بروحه فلا تريد الانشقاق عنها ،
الفراق أو حتى الابتعاد لفترة وجيزة فلقد صارت مرتبطة بها بعلاقة وطيدة ،
فذلك الميثاق الذي اتخذه كلانا لم ينشأ من فراغ فهو مبني على أساس متين ،
حب عميق ادخره كل منا للآخر منذ زمن بعيد ،
وها قد حانت اللحظة المناسبة لإخراج كل تلك المشاعر دُفعة واحدة بلا خوف أو تراجع أو تردد ولو لثانية ،
لقد عرفت معنى الحب منذ التقيتك ، معنى أنْ تجد مَنْ يؤنسك ،
تسعد بقربه ، تأتلف بحضوره وكأنك كنت تائهاً شريداً في غيابه ووجدت بوجوده مبتغاك ،
فلقد صرت أحب ذاتي بعدما كنت أمقتها ، لا أرغب في النظر إليها وكأنها لا تُشكِّل جزءاً مني ،
من شخصيتي التي صرت أعشق كل تفاصيلها عندما وقعت في حبك وأدمنتها لتلك الدرجة القوية ،
فما زلتُ في حالة من التعجب فكيف يمكن للمرء أنْ يكون عاكساً لحبيبه ؟ ،
ولكني أدركت الجواب لتوِّي فذاك هو سحر الحب ومفعوله طويل الأمد الذي تذوب به قلوب العاشقين
فلا تتمكن من التمييز بينها ، فهو لا يتوقف سوى بانتهاء حياة أي منهما وسوف يظل خالداً
باقي الأثر إلى لقاء آخر في دار الآخرة ، فسبحان مَنْ وَلَّف القلوب وجعل اللقاء نصيباً لكل عاشقين متحابَّين ،
يتقون الله في تصرفاتهما معاً دون الرغبة في هدم تلك العلاقة السوية التي حلَّلها لكل منهما …
….