مصر تحصد فوزًا تاريخيًا بفوز خالد العناني برئاسة منظمة اليونسكو

 

في حدث غير مسبوق يسطّر فصلًا جديدًا من الحضور المصري على الساحة الدولية، فاز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، ليصبح أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945.

 

كتبت: ماريان مكاريوس

جاء هذا الفوز تتويجًا لمسيرة علمية ودبلوماسية امتدت لعقود، وعنوانًا جديدًا لتألق مصر في المحافل العالمية.

وجاءت لحظة الفوز في السادس من أكتوبر 2025، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى نصر أكتوبر المجيد، لتتجدد رمزية الانتصار المصري ولكن هذه المرة في ميدان الثقافة والعلم، فأثبتت أنها لا تعرف المستحيل في الدفاع عن مكانتها وريادتها بين الأمم.

 

شهدت جلسة المجلس التنفيذي لليونسكو في باريس منافسة قوية بين المرشح المصري الدكتور خالد العناني ونظيره الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، قبل أن يحسم العناني النتيجة بأغلبية 55 صوتًا مقابل صوتين فقط، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

 

خالد العناني:  ثمرة تحرك دبلوماسي

 

هذا الفوز الكبير لم يكن مجرد نتيجة انتخابات، بل ثمرة تحرك دبلوماسي واسع قادته مصر خلال الشهور الماضية لإبراز كفاءة مرشحها وإيمانه برسالة المنظمة في حماية التراث الإنساني ونشر ثقافة السلام.
الدكتور خالد العناني، المولود عام 1971، ليس مجرد أكاديمي متخصص في علم المصريات، بل هو نموذج للمثقف الإداري الذي جمع بين العلم والإدارة والرؤية الحضارية.

 

بدأ مشواره أستاذًا بجامعة حلوان، وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذًا لعلم المصريات والإرشاد السياحي، ثم تولى مناصب قيادية منها رئاسة قسم الإرشاد السياحي ووكالة كلية السياحة لشؤون الطلاب. في عام 2016 دخل الحكومة المصرية وزيرًا للآثار، ثم أصبح في عام 2019 أول وزير يجمع بين السياحة والآثار بعد دمج الوزارتين، فنجح في ربط التراث بالاقتصاد الثقافي، وجعل من السياحة أداة لتعزيز الهوية الوطنية.
خلال فترة توليه الوزارة، قاد العناني ملفات كبرى تركت بصمة عالمية، من أبرزها افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية وموكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم وجعل من القاهرة عاصمةً للتاريخ والفخر الوطني. كما أشرف على تطوير المتحف المصري بالتحرير، وأطلق برامج تعاون دولي في مجال حفظ التراث وصون المواقع الأثرية، ما أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية.

 

ويُعد فوزه اليوم انتصارًا للدبلوماسية الثقافية المصرية التي تؤمن بأن القوة الناعمة قادرة على صناعة الحضور العالمي جنبًا إلى جنب مع القوة العسكرية والسياسية. فبينما كان السادس من أكتوبر 1973 يومًا لرفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، جاء السادس من أكتوبر 2025 يومًا لرفع رايتها فوق منبر الثقافة العالمية في اليونسكو.

 

إنه نصر جديد لمصر يؤكد أن جذور الحضارة ما زالت تنبت إنجازات في كل زمان وميدان، وأن المصري حين يرفع رأسه نحو المجد، لا يراه بعيدًا أبدًا
و لنقول اننا اليوم بين نصرين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.