مصر وسنغافورة تعززان شراكتهما الاقتصادية عبر منتدى الأعمال بالقاهرة في 21 سبتمبر

مصر وسنغافورة تعززان شراكتهما الاقتصادية عبر منتدى الأعمال بالقاهرة في 21 سبتمبر

بقلم : طه المكاوي

تستعد القاهرة لاستضافة منتدى الأعمال المصري السنغافوري يوم 21 سبتمبر الجاري، في خطوة جديدة تؤكد عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفتح آفاقًا رحبة أمام الاستثمارات المشتركة.

ومن المقرر أن يشارك في المنتدى الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام على رأس وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين السنغافوريين، إلى جانب حضور رفيع من الجانب المصري.

لقاءات تحضيرية ومشاركة فاعلة

كشف حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن استضافة المنتدى تأتي بعد سلسلة من اللقاءات التحضيرية مع وزارة الخارجية السنغافورية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة للحدث المرتقب. وأوضح أن المنتدى يشكل منصة حيوية لتعزيز الحوار الاستثماري بين القاهرة وسنغافورة، ويمثل فرصة لتبادل الرؤى بشأن القطاعات ذات الأولوية لدى البلدين.

وأشار هيبة إلى أن التحضيرات جرت على هامش مشاركته في منتدى أعمال أفريقيا – سنغافورة، المنعقد مؤخرًا بمشاركة 700 ممثل عن الحكومات ومؤسسات الأعمال في القارتين. وقد تناول المنتدى الإقليمي ملفات بارزة مثل التكامل الاقتصادي الأفريقي عقب إطلاق اتفاقية AfCFTA، وآفاق التكنولوجيا المالية Fintech، إلى جانب الخدمات اللوجستية، النمو الحضري الذكي، أسواق الكربون، والطاقة المتجددة.

مصر على خريطة الاستثمار العالمية

خلال كلمته، استعرض هيبة الجهود المصرية في تهيئة مناخ جاذب للاستثمار، مشيرًا إلى أن السياسات الحكومية الأخيرة مكنت مصر من احتلال المركز التاسع عالميًا والأول أفريقيًا بين أكبر الدول المستقبلة للاستثمارات خلال العام المالي 2023/2024، بصافي تدفقات استثمارية بلغ 46.1 مليار دولار.

وأكد أن الحكومة المصرية تضع تمكين القطاع الخاص المحلي والأجنبي من قيادة النمو على رأس أولوياتها، عبر حزمة من الإصلاحات الاقتصادية وتطوير البنية التحتية. وأضاف أن القطاعات الواعدة في مصر تشمل العقارات، البنية التحتية، الطاقة الجديدة والمتجددة، التحول الرقمي، والأسواق المالية، ما يجعلها بيئة خصبة للشركات العالمية الباحثة عن فرص توسع ونمو.

تعاون مباشر مع مجتمع الأعمال السنغافوري

إلى جانب المنتدى، نظمت الهيئة بالتعاون مع اتحاد الصناعات السنغافوري (SBF) مائدة مستديرة شاركت فيها نحو 30 شركة من كبرى الشركات السنغافورية المهتمة بالسوق المصرية. كما جرى عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال من الجانبين، لبحث فرص الشراكات الاستثمارية وتوسيع نطاق التعاون في مجالات متعددة.

نحو شراكة اقتصادية مستدامة

يمثل منتدى الأعمال المصري السنغافوري محطة جديدة على طريق التعاون بين القاهرة وسنغافورة، حيث يعكس حرص الجانبين على تعميق العلاقات الاقتصادية، وفتح مسارات جديدة للتبادل التجاري والاستثماري بما يخدم مصالح الشعبين. ومن المتوقع أن يسفر المنتدى عن توقيع تفاهمات واتفاقيات تساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للاستثمار والتجارة في أفريقيا والشرق الأوسط.

إن ما يجري بين القاهرة وسنغافورة اليوم يتجاوز مجرد لقاء اقتصادي تقليدي، فهو بمثابة بداية لشراكة استراتيجية طويلة الأمد تستند إلى رؤية مشتركة تقوم على الابتكار، التحول الرقمي، والاستثمار في المستقبل. وإذا نجح المنتدى في ترجمة الحوارات إلى مشاريع ملموسة، فستكون مصر قد عززت موقعها كبوابة رئيسية لآسيا نحو أفريقيا، فيما تفتح سنغافورة لنفسها مجالًا أوسع للتأثير الاقتصادي في واحدة من أكثر المناطق الواعدة عالميًا. وهكذا يصبح المنتدى خطوة محورية على طريق بناء جسر اقتصادي متين بين ضفتي آسيا وأفريقيا، بجهود مصرية وسنغافورية مشتركة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.