مقترح ترمب بين إغراء الصفقة ومخاطر التنفيذ…ألغام سياسية خلف العروض المغرية
بقلم / إيمان سامي عباس
مقترح ترمب .. ما تسرّب عن مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عبر القناة 12 العبرية يبدو في ظاهره صفقة لافتة: إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين. غير أن هذا العرض، رغم جاذبيته، يخفي خلفه تعقيدات سياسية خطيرة. أخطر هذه التعقيدات هو ربط وقف إطلاق النار بمدة المفاوضات، ما يمنح إسرائيل ورقة ضغط كبيرة؛ إذ يمكنها إطالة أمد التفاوض أو طرح شروط تعجيزية، مستردة بذلك أسراها فيما يبقى الفلسطينيون تحت ضغط الحرب والهدنة المؤقتة.
حسابات الأطراف المتقابلة
إسرائيل قد تبادر سريعًا لإعلان موافقتها لتظهر بمظهر الطرف المرن، بينما تراهن في العمق على فشل المفاوضات لاحقًا لتخرج كالرابح الوحيد. أما حماس فمن المتوقع أن تطالب بضمانات تشمل وقف الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وضمان تدفق المساعدات، مع إمكانية تجزئة عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين حتى تحافظ على أوراق ضغطها. هكذا يصبح المشهد معقدًا، لا يتوقف على الصفقة بحد ذاتها بل على كيفية إدارتها والضمانات المرافقة لها.
ترمب بين الطموح الانتخابي وشخصية الحكم المثير للجدل
القضية تتجاوز بنود الصفقة لتصل إلى شخصية ترمب نفسه. فهو سياسي متقلب، يغيّر مواقفه بسرعة، ما يثير الشكوك حول مدى التزامه بأي تعهدات. قد يكون هدفه تسجيل إنجاز انتخابي أمام جمهوره، أو إنقاذ نتنياهو من مأزق غزة، أو تعزيز مكانته لدى اللوبي الإسرائيلي عبر تقديم نفسه كراعٍ وحيد لأي تسوية في المنطقة. لكن السؤال الجوهري: هل يمكن الوثوق بوعود رجل يطرح أفكارًا متناقضة، بينها تحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق” تحت إدارة أمريكية مباشرة؟
وفي النهاية، ما زال ما نُشر في إطار التسريبات، وقد تظهر تفاصيل جديدة تكشف الصورة الكاملة. غير أن الثابت أن المقترح بصيغته الحالية يفتح الباب أمام وقف إطلاق نار هش، يعقبه على الأرجح جولة أعنف من الصراع والدمار.
كاتبه المقال إيمان سامي عباس