مناقشة رواية “على لهيب شمعة” للكاتبة مرفت البربري

متابعة وتعليق: أسماء عيسوي

في عُرسٍ ثقافي وبدعوة من الدكتور الفنان التشكيلي أحمد الجنايني ومن داخل أتيليه القاهرة

وبحضور نخبة من المثقفين والمتخصصين و الأكاديميين و متذوقي الحرف والكلمة

تم مناقشة رواية “على لهيب شمعة ” للكاتبة مرفت البربري الرواية الحائزة على جائزة

إحسان عبد القدوس لعام 2018م وقد ناقش الأديبة الأستاذ الدكتور شريف الجيار والمؤرخ

والروائي الدكتور طارق منصور وأدار اللقاء الدكتور أحمد الجنايني

 

على لهيب شمعة” عمل روائي وثائقي:

 

هكذا أجمع كل من قرأ الرواية فلقد استطاعت الكاتبة أن توثق الوضع اللبناني الفلسطيني منذ عام 1948م

وحتى وقتٍ قريب، مرورًا بالاتفاقيات السرية وغير السرية ومرحلة التخلص من الفلسطينيين

عبر بعض الساسة العرب

 

لم تترك حدثًا إلا وقد رصدته كالحِراك اللبناني، تحدثت عن الحرب الأهلية والطائفية في لبنان

وعن المخيمات الفلسطينية “مخيم تل الزعتر و صبرا و شاتيلا”

والمذابح التي حدثت/اتفاق أوسلو/منظمة فتح في لبنان وتونس والتشتت….

أثارت الكثير من الآلام والأحزان فيكفي أن نقرأ هذه الرواية لنبكي على أنفسنا قبل الوطن

كما قال الجنايني الذي ظن أن الكاتبة لبنانية الأصل وتعجب هل هي حقا لبنانية أو مصرية؟!

بسبب الوصف الدقيق لبعض الأماكن داخل لبنان.

ويبدو أن الكاتبة بذلت جهدًا كبيرًا حتى تمكنت من الكتابة بكل هذه الدقة والإلمام بكافة التفاصيل السياسية

اللبنانية والعربية وهذا ما ذكره الدكتور طارق منصور حينما قال لقد كتبت وكأنها أكاديمية متخصصة

الذي اعتبر أن هذا العمل هو كتاب في الجغرافية العمرانية والبشرية/كتاب أثري بحت من خلال وصف النواحي

الأثرية الدقيقة في البيوت والأسواق “سوق القمحي وسوق الذهب”

وطرح الدكتور سؤالًا هل تصلح هذه الرواية أن تكون مصدرًا تاريخيًا؟

وقد أجاب الدكتور: نعم تصلح بعد التحقيق من خلال الوثائق خاصة وأن الكاتبة قد أدلت بدلوها في القضية

في شخصية عبد الناصر فأشارت إلى أن هناك فصيل لبناني تنصر “ناصري” على حساب القضية اللبنانية

وقد أضاف الجيار : الرواية تناقش سؤالًا في غاية الأهمية، هل التعددية الفكرية والثقافية

والمعرفية والدينية هي سبب للإرتقاء أم أنها سبب للضياع ؟

مناقشة

الكاتبة “حكَّاءة ممتازة”

 

هكذا اتفق السادة الضيوف على قدرة الكاتبة العالية في الحكي والوصف الدقيق.

فقال الجنايني :

لقد منحت نفسها مساحات كبيرة حتى تكتب عن طرابلس ومساجدها وشوارعها وأسواقها.

وهذا ما أكده الدكتور طارق منصور والدكتور شريف الجيار

وقد أضاف الجيار قائلًا :

هذه الرواية تعتمد على السرد الإطار هذا السرد الإطار هو العلاقة الاجتماعية

الفاشلة بين الزوج غير المسؤول

وحبيبة الزوجة المسئولة ثم يأخذنا إلى البعد النفسي “الحب المفتقد”.

الرواية تعتمد على الذاكرة “الراوي الذاتي” تسرد من خلال الاسترجاع وهذا ما يبرر

لماذا انطلقت الرواية من النهاية وليست البداية؟

غير أن الدكتور طارق أخذ عليها الطريقة الأدبية في السرد حيث أنها كانت تسرد بطريقة تأريخية

ثم تتذكر أنها أديبة فتعاود السرد بطريقة أدبية ثم ما تلبث إلا وتعاود السرد بطريقة تأريخية وهكذا.

فيما أخبرنا الجيار:

أن البنية الزمنية في هذه الرواية تعتمد على الاسترجاع 90%” فلاش باك” في صور حكائية استرجاعية

تلك المشاهد البصرية من الممكن أن تحول إلى السنيما العربية.

 

“لغة الرواية”

 

لقد ذكر الجيار أن لغة الرواية شاعرية فالكاتبة “تكتب الرواية من عباءة الشعر”.

كما أن هذا السرد قريب من السرد العالمي فنستطيع أن نقول أن هذه الرواية معلوماتية

وهذا مانجحت فيه الكاتبة.

الرواية لها ذائقة خاصة ولها طعم خاص استمتعت بقراءتها بشكل خاص.

وهذا ما قاله الجنايني .

 

_ولقد اتفق كل من  الدكتور طارق والدكتور شريف في أن الكاتبة أخطأت عندما ذكرت

أن الأحداث التي جاءت في الرواية حقيقية مأخوذة عن شاب وفتاة حقيقيين

فقال د/طارق كان من الأفضل أن تترك القارئ يستشعر ذلك بنفسه وأن تترك له مساحة من الخيال .

بينما قال الجيار: على الكاتب ألا يعرض وجهة نظر أحادية على الناقد وعلى المتلقي.

أيضا أخذ الدكتور طارق على الكاتبة تناولها القضية اللبنانية من منظور عربي فقط

ولا أخفيكم سرًّا لقد تأثرت نفسيًا من أرآء النقاد أنا التي لم يحالفني الحظ بقراءة الرواية

عايشت الوضع وكأني مررت بجميع الظروف والأحداث التي ذكرتها الراوية وعندما

سألت الكاتبة عن حالتها النفسية أثناء كتابة الرواية صرَّحت لنا أنها أصيبت باكتئاب

بعد الانتهاء من كتابتها حيث أنها توحدت مع شخصية البطلة حبيبة.

أيضًا نوَّهت لنا أن هناك جزء ثاني للرواية سوف يصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام ٢٠٢٣م .

بالأخير الرواية تستحق النجاح والتميز بفوزها بجائزة إحسان عبد القدوس كما قال النقاد.

صوره

 

اقتباس من الرواية:

“وتعلمت في ذلك الصباح من فارس أن أراقب الحرف وإحساسه المختلف في كل كلمة

وعلمني كيف أشعر بحزن الحرف وألمه وأبكي إن بكى وكيف أرى الفرحة تطل

من بين السطور مع تراقص حرف مبتهج”.

 

استمرت المناقشة بين الضيوف والكاتبة التي أجابت عن جميع أسئلتهم واستفساراتهم

وانتهى العُرس الثقافي وبقي أثره في ذاكرتنا وقلوبنا كلهيب شمعة تُبصّرنا بواقعنا العربي ويوقظ فينا الأمل .

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.