من الإخفاق إلى القمة.. ماجد الكدواني يكتب فصلاً جديداً فى مسيرته بفيلم “فيها إيه يعنى”
من الإخفاق إلى القمة.. ماجد الكدواني يكتب فصلاً جديداً فى مسيرته بفيلم “فيها إيه يعنى”
تقرير_أمجد زاهر
بعد عشرين عامًا من محاولته الأولى للبطولة المطلقة، يعود الفنان ماجد الكدواني هذا العام ليؤكد أن النجاح الحقيقي لا يولد من لحظة، بل يُصنع بالصبر والتطور والإيمان بالموهبة.
ففيلمه الجديد “فيها إيه يعني” تصدر شباك التذاكر المصري محققًا أكثر من 22 مليون جنيه في أسبوعه الأول، ليتحوّل إلى حديث الوسط الفني والجمهور معًا، جامعًا بين الكوميديا الراقية والمشاعر الإنسانية في عمل أعاد للسينما المصرية رونقها البسيط والعميق في آنٍ واحد.

حلم قديم.. وسقوط لم يمنع الصعود
في عام 2005، خاض الكدواني أولى تجاربه كبطل سينمائي من خلال فيلم “جاي في السريع” إلى جانب الفنانة ريهام عبد الغفور، في محاولة لإثبات ذاته كبطل شباك قادر على قيادة فيلم باسمه.
لكن الحلم اصطدم بواقع لم يكن مهيأ بعد، إذ لم يحقق العمل النجاح المطلوب لا جماهيريًا ولا نقديًا.
اعتبر البعض آنذاك أن التجربة أنهت مبكرًا حلم الكدواني في تصدر الأفيشات، لكن الفنان نفسه كان له رأي آخر — فلم يتعامل مع الإخفاق كإحباط، بل كخطوة في طريق طويل نحو النضج.
الكدواني.. من أدوار الظل إلى بريق النجم الهادئ
اختار الكدواني بعد تلك التجربة أن يعود إلى الأدوار المساندة، التي أظهر فيها براعة استثنائية جعلته من أبرز ممثلي جيله.
قدّم أدوارًا لا تُنسى في أفلام “الرهينة”، “لا تراجع ولا استسلام”، “نادي الرجال السري”، “وقفة رجالة”، و”أبو نسب”، وغيرها من الأعمال التي رسّخت مكانته كـ”ممثل مضمون”، يجمع بين الموهبة والثقة والقدرة على تقديم تفاصيل الشخصية بأدق تعبيراتها.
ومع مرور السنوات، أصبح اسمه علامة جودة في أي عمل يشارك فيه، حتى لو لم يكن البطل الأول، إذ يكفي وجوده ليمنح العمل ثقلاً فنيًا واحترامًا جماهيريًا.
“فيها إيه يعني”.. نضج فني وعودة في التوقيت المثالي
اليوم، وبعد عقدين كاملين من الصبر والتطور، عاد ماجد الكدواني ليقود بطولة فيلم “فيها إيه يعني”، في تجربة تحمل ملامح النضج الفني الكامل.
الفيلم يمزج بين الكوميديا الاجتماعية والرومانسية والدراما، مقدّمًا صورة إنسانية لفنان خبر الحياة واختبر مراحلها، ليقدم أداءً متزنًا يجمع بين العمق والضحك والصدق الفني.
الإشادة لم تتوقف عند شباك التذاكر فقط، بل امتدت إلى النقاد الذين وصفوا العمل بأنه “تجربة تعيد للسينما المصرية نكهة أفلام التسعينيات، حيث كانت القصة والتمثيل هما البطل الحقيقي”.
درس في الصبر والإيمان بالذات
تجربة الكدواني ليست مجرد نجاح سينمائي، بل رسالة فنية وإنسانية عن معنى الصبر والثقة في الموهبة.
فما حدث معه يذكّر بأن الإخفاق الأول لا يعني نهاية الطريق، بل ربما هو ما يصقل الموهبة ويُعيد تشكيلها لتعود أقوى.
نجاح “فيها إيه يعني” اليوم يثبت أن النجومية لا تتحقق بالصدفة أو بالدعاية، بل بالتطور المستمر، وبفنان يعرف متى يعود وكيف يقدم نفسه من جديد.
ماجد الكدواني
من “جاي في السريع” إلى “فيها إيه يعني”، تمتد رحلة ماجد الكدواني كحكاية عن النضوج الفني والإنساني، تؤكد أن البطولات الحقيقية لا تُقاس بعدد الأفيشات، بل بقدرة الفنان على كسب احترام الجمهور بموهبته قبل أي شيء آخر.
إنه عودة ناضجة تليق بفنان آمن دومًا بأن الوقت المناسب لا يأتي مبكرًا… لكنه يأتي لمن يستحق.