من هو خالد شوقى؟.. ضحى بحياتة لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان
من هو خالد شوقى؟.. ضحى بحياتة لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان
خالد شوقى… في لحظة بطولية نادرة قدّم خالد محمد شوقي، أحد أبناء محافظة الدقهلية، درسًا في التضحية والفداء، حين ضحى بحياته لإنقاذ أرواح الأبرياء ومنع كارثة ضخمة كادت أن تودي بحياة العشرات في مدينة العاشر من رمضان.
كتبت: وفاء عبدالسلام
خالد شوقي سائق شاحنة لنقل المواد البترولية، من قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية. عُرف بين أهالي قريته بالخلق الحسن والشهامة والتواضع، وكان محبوبًا من الجميع. لم يكن يتوقع أحد أن ينال لقب “الشهيد البطل”، لكن القدر اختاره ليكون نموذجًا للفداء في وقت الأزمة.
لحظات الرعب.. اندلاع النيران في محطة وقود
وقعت الحادثة المروعة في محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حين انفجر خزان الشاحنة المحمّلة بالوقود بسبب ارتفاع شديد في درجة الحرارة. اندلعت النيران فجأة داخل المحطة، وبدت الكارثة وشيكة، خصوصًا أن الموقع قريب من مناطق سكنية، مما ينذر بدمار واسع حال وصول الحريق إلى خزانات الوقود أو المنازل المجاورة.
القرار المصيري.. خالد يقود شاحنته وسط النيران
في لحظة مصيرية، قرر خالد أن لا يهرب، بل اتجه بسرعة مذهلة نحو مقعد القيادة رغم ألسنة اللهب التي كانت تلتهم شاحنته. وبشجاعة نادرة، تمكّن من قيادة السيارة المشتعلة إلى خارج المحطة، مُبعدًا بذلك مصدر الخطر عن المحطة والعاملين والمواطنين. لقد نجح بالفعل في إخراج الشاحنة إلى الشارع، ليمنع وقوع مجزرة كادت أن تُخلّف ضحايا بالجملة.
إصابات خطيرة.. ونهاية حزينة لبطل
رغم نجاح خالد في إنقاذ المحطة ومن فيها، إلا أن الحريق التهم جسده، وتعرض لحروق من الدرجة الأولى والثانية. تم نقله إلى مستشفى في القاهرة لتلقي العلاج، لكن حالته كانت حرجة للغاية، ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذ حياته، ليرحل متأثرًا بجراحه، تاركًا خلفه قصة بطولية لا تُنسى.
حزن عارم في قريته.. وتشييع يليق بالأبطال
ما إن وصل خبر وفاة خالد إلى قريته، حتى سادت أجواء الحزن والأسى بين أهلها. الجميع تحدث عن أخلاقه العالية وطيبته ومحبته للناس. وتوافد العشرات من أبناء مركز بني عبيد والقرى المجاورة لتقديم واجب العزاء لأسرته، معبرين عن فخرهم بتضحيته النبيلة. ومن المنتظر أن تُشيع جنازته في مسقط رأسه عقب إنهاء الإجراءات الرسمية لنقل الجثمان من المستشفى.
دعوات بالرحمة ورسائل فخر
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي والفخر، حيث اعتبره الكثيرون “شهيد الواجب الإنساني”، وكتب البعض: “خالد شوقي بطل من زمن نادر.. دفع حياته ثمنًا لإنقاذ الآخرين”. وتضرع الأهالي إلى الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
خالد شوقي رمز للتضحية والبطولة
تُخلّد قصة خالد شوقي في الذاكرة كرمز نادر للتضحية والفداء. ففي زمن تتباين فيه القيم، يسطع نجم رجل بسيط كتب اسمه في سجل الأبطال، وترك أثرًا خالدًا في قلوب كل من عرفوه أو سمعوا بقصته.