نحن أمة واحدة.. أعقل يا زول هناك عادات وتقاليد تربطنا

نحن أمة واحدة..أعقل يا زول هناك عادات وتقاليد تربطنا 

بقلم : على امبابي 

لاشك فى أننا أمة واحده ، أمة عربيه ، أمة مسلمه ، تربطنا لغة وعادات وتقاليد

وقيم تربويه ، ومناهج سلوكية وتعاليم دينية ، تربطنا أشياء أخرى خصوصاً مع

دول الجوار الجغرافي ، منها المصاهرة على سبيل المثال ، وعندما تحدث مشكله

اجتماعية كبيره او عندما تحدث ظروف قهرية مثل الكوارث الطبيعية ، كلنا نكون

على قلب رجل واحد ، نساعد فى تخفيف المعاناة عن الشعوب المنكوبه ، أو نساهم

فى جزء من إعمار البلاد المنكوبه ، أو نرسل المواد الغذائية أو نساعد فى

علاج المصابين ونرسل حاويات كبيره من الأدوية والمستلزمات الطبية ، ناهيك

عن المشاركات الشعبيه بعيدا عن الموقف الرسمى للدولة نفسها .

ولو طبقنا ماتم سرده على حالة السودان الشقيق والشعب السوداني المنكوب ،

نجد أننا أمام دولة منكوبة بكل المعاني والتفاصيل ، نجد دولة تم فيها عدة

انقلابات عسكريه وحروب اهليه عديده على مدار التاريخ منذ تم انفصالها كحكم

رسمي عن مصر ! نعم لا تستعجب فالسودان كانت من عهد قريب قبل

تحول مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري على يد حركة وتنظيم الضباط

الأحرار ، كانت السودان تحت الحكم المصري ، نعم تلك الحقيقه التى يعلمها

المصريين و السودانيين على حد سواء وخصوصا كبار السن ، الذين عاصروا ،

جملة ( عاش ملك مصر والسودان) ، إذا كانت دولة واحده وحكم واحد ،

والسودان كانت تحكم من مصر وليس العكس ، ولنعود إلى حديثنا ، تلك الدولة

الشقيقه مرت بظروف عصيبه وصعبه طوال تاريخها ، من حروب وتقسيمات

وفرق ، وانقلابات عسكرية ، اغتيالات ومؤمرات عديدة جرت على أرضها ،

وكان ولا يزال شعبها هو الضحية لتلك المؤمرات.

منذ قيام ثورة السودان الأخيرة ضمن ثورات الربيع العربي الذى تم الإعداد له

جيدا ، لسقوط عدة أنظمة فى المنطقه ، وذلك لتطويق دولة مصر من جميع

الجهات وإخضاعها لتكون اهم دولة وهى الجائزة الكبرى لحركة الربيع العربي ،

وتغيير الانظمه وكتابة حدود وتاريخ جديد للمنطقة ، لكن وقفت مصر بجيشها

وشعبها ضد تلك المؤامرة القذرة ، وساعدت الكثير من الدول على الثبات ،

ومن أهمها سوريا وليبيا ، إلا أن السودان لوجود تاريخ لديهم من المؤامرات ، لم

تنجوا من ذلك الفخ ، انقسمت الدولة وأصبح هناك السودان وجنوب السودان ،

ولنفس السبب الذى تم ذكره وهو التاريخ المتأصل من المؤامرات سواء داخل

الشعب أو أنظمة الجيش الرسمي للدولة ، تم عمل شبه انقلاب داخل أروقة

الجيش السوداني ، وأصبحت هناك مايشبه بحروب العصابات ، وتفرقت

القوات ، وأصبحت الدولة عبارة عن شيع ، ولا توجد سيطرة من أحد الأطراف

على الدولة ولا على أنظمتها الرسمية أو حدودها الجغرافية.

السودان يواجه خطر المجاعه وتحذيرات دوليه من القادم والجوع يحاصر المواطنين

 

ونتيجة ماسبق أن كثير من الشعب بدأ يهجر البلاد وبدأ يلجأ إلى جميع الدول

لكى يعيشوا فيها بعيدا عن التطاحن والحروب العسكرية ، والحروب الأهلية

الموجوده بالسودان ، وبالطبع أقرب دولة يتم اللجوء لها هى مصر ، ومصر كنظام

للدوله لا يغلق الحدود أمام الشعوب الصديقه ، فما بالك بالشعوب العربية

الإسلامية التى تربطنا بهم حدود واحده ، والشعب المصري شعب مضياف بطبعه

، شعب أصيل يحن ويتعاطف مع الشعوب المنكوبه ، الشعوب التى تفر

هاربة مما يحدث فى بلدها ، الشعوب التى ليس عندها رباط قوي بأرضها ،

وهذا بالطبع لم يحدث من الشعب المصري عندما دخل فى عدة حروب أو

عندما تعرض للاحتلال تاريخيا ، لكن لشدة تعلق الشعب المصري بأرضه

وبوطنه لا يفارق بلده ولا يرضى على

نفسه أن يكون شعب لاجئ على اى بلد آخر.

 يوجد على أرض مصر الآن

اعداد من الشعوب المختلفة تماثل اعداد دول كاملة ، كان من الممكن أن يتحمل

الشعب المصري كل ذلك ، وان يقتسم خبزه وعلاجه وسكنه ومواصلاته وعمله

مع هؤلاء اللاجئين ، الذين فضلوا الهروب من بلدهم واتجهوا إلى الدولة التى أنعم

الله عليها بالأمن والأمان ، لكن الطامة الكبرى ظهرت فى وجود أفراد لاجئين

سودانيين لم يقدروا ما تفعله مصر نظاما وشعبا معهم ، وبدأوا يتطاولون

اقوالا وافعالا ، ناكرين جميل ذلك الشعب ، أصبح واضحا وظاهرا للجميع أن (

الزول ) لايحمد الله ولايشكر هذا البلد على أنه اواه ، على أن هذا البلد وفر له

ما افتقده فى بلده وجعله يهرب منها ، نسى أن هذا البلد لم يعامله مثل تعامل

معظم البلاد مع اللاجئين الذين يضعوهم على الحدود فى مخيمات ، ليعيشوا فى

تلك المخيمات معيشة الذل والمهانة ينتظرون المعونات التى تلقى لهم ، انا

أقول أن هناك أفراد وليس كل الشعب السوداني لكى اكون منصفا .

الآن ليس أمام الشعب المصري إلا أن

يوجه رساله إلى اللاجئين السودانيين ، (

اما أن تحترموا ذلك البلد الذى اواكم أو

أن تذهبوا بعيدا ) ، نحن كشعب مصري

لا نعادى أحدا ودائما نكون عون وسند

لكل ضعيف مستضعف ، وتربطنا أواصر

المحبة والسلام والأخوة والجوار والدين

والمصاهرة والانساب ، على الشعب

السوداني الذى فر من بلده ليستغيث

بمصر أن يتعامل مع وضعه بعقلانيه ،

عليه أن يحترم الشعب الذى حن عليه

وجعله يعيش على أرضه بكرامة بدون

إهانة ، الشعب الذى احتواه داخل

المجتمع المدني ولم يجعله يعيش فى

المخيمات ،

فهل يستفيق الزول من غفلته ؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.