نظام “سويفت” الذي يهدد به الغرب موسكو
نظام “سويفت” الذي يهدد به الغرب موسكو
الدول الغربية هددت باستبعاد روسيا من نظام “سويفت” المالي العالمي بعد بدء الجيش الروسي عملياته في أوكرانيا، وذلك بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على موسكو.
وحاولت فرنسا وبريطانيا تسريع عملية حجب روسيا عن نظام “سويفت”، إلا أنهما واجها مخاوف واعتراضات من عدة دول أوروبية تجمعهم علاقات مالية كبيرة مع روسيا وعلى رأسهم ألمانيا.
ما هو نظام “سويفت”؟
جاءت التسمية اختصاراً (لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications) وهي منظمة تعاونية لا تهدف للربح تقوم بتقديم خدمة المراسلات الخاصة بالمدفوعات المالية على مستوى عالٍ من الكفاءة وبتكلفة مناسبة.
تم تأسيس “سويفت” في عام 1973، وبدأ نشاطه فعلياً في عام 1977 من بلجيكا، وذلك في ضوء تطور التجارة العالمية ونموها بشكل متسارع حيث يوفر حماية للعمليات وسرعة التنفيذ بأقل تكلفة من أساليب التحويل الأُخرى.
ويعمل على مطابقة أوامر العملاء بين الجهات المتداخلة بالعمليات المالية والتصديق عليها كما في التحويلات النقدية الخاصة بالعمليات ونتائج التسويات المالية، وكذلك التصديق على تنفيذ عمليات التداول وتسويتها بين الأطراف المشتركة.
ويتيح ربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين جميع أسواق المال من خلال البنوك المسؤولة عن تنفيذ تلك العمليات في مختلف الدول، وهو بذلك يغطي مختلف العمليات المالية والمصرفية التي تُجرى بين البنوك والمؤسسات المالية.
وتستخدم البنوك هذا النظام لإرسال رسائل موحدة حول عمليات تحويل المبالغ فيما بينها، وتحويلات المبالغ للعملاء، وأوامر الشراء والبيع للأصول.
وتجاوز عدد المؤسسات المالية والبنوك المشاركة بنظام “سويفت” 11507 مؤسسة حتى نهاية شهر آذار2020 ، موزعين على أكثر من 200 دولة حول العالم، وبلغ عدد الرسائل المتبادلة عبره حتى ذات الفترة ما يزيد على 2.4 مليار رسالة.
وحاول الغرب في العام 2014، بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم استبعاد روسيا من “سويفت” ما جعلها تتجه لتأسيس نظام تحويل مصرفي خاص بها باسم “SPFS” وهو نظام رديف اعتمده البنك المركزي الروسي عام 2017 بديلاً عن “سويفت”، إضافة لنظام “Mir” لمدفوعات البطاقات على غرار أنظمة “Visa” و”Mastercard”.
وتعد روسيا ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد مستخدمي نظام “سويفت”، حيث تنتمي حوالي 300 مؤسسة مالية روسية إلى النظام أي أن أكثر من نصف المؤسسات المالية الروسية أعضاء في “سويفت”.
وعانت إ يران من فصلها عن نظام “سويفت” في العام 2012 في ظل تشديد العقوبات الدولية عليها على خلفية برنامجها النووي، ما أدى لخسارة طهران نصف عائدات تصدير النفط ونسبة تصل إلى 30 % من تجارتها الخارجية طبقاً لإحصاءات مركز “كارنيغي موسكو” للأبحاث.
يذكر أن عقوبات “قيصر” التي فرضها الغرب بزعامة الولايات المتحدة على سوريا وشعبها أدت إلى استبعاد المصرف المركزي السوري عن نظام “سويفت” في نهايات 2020.