نعمة عدم الكمال

نعمة عدم الكمال

 

بقلم د/سمية طارق

استشارى الصحة النفسيه

 

دائما يسعى الانسان للكمال وفى سبيل ذلك يفقد الكثير من عفويته وطبيعته وتزداد نظرته التشاؤمية و السخط وعدم الرضا والنقد الدائم والخزى خلال رحلتنا للبحث عن الكمال لذلك وجب على الانسان تقبل فكرة انه انسان يضعف ويخطئ ولديه عيوب بقدر ما لديه من مميزات ويجب تقبله مثلما هو ومحاولة العيش بكامل القلب هى اول خطوة لتقبل الانسان لذاته اولا و حب الحياة بكل ما بها من ايام جيدة واخرى سيئة ف الاشخاص الذين يعيشون بكامل قلوبهم يشعرون بالسعادة لامتلاكهم الشجاعة والتواصل والتعاطف و هى اهم مقومات الفرد لكى يحظى بحياة سعيدة

ولكى يصل الفرد الى هذة الحالة من السواء النفسي لابد من يعي هذة الامور:

 

 الشجاعه :

الشجاعه فى مفهومها الاصلى تعنى القدرة على التعبير عن نفسك وعن ما تفكر فيه بحرية و دون تردد وليس مفهومها الشائع الان الذى يعنى البطولية فنحن بحاجه للشجاعة الاصليه للتعبير عن انفسنا دون الخوف من الانتقاد او من اراء الاخرين  فهذا الامر هو ما يتطلب شجاعة حقيقية لتغير انفسنا وتغير الاخرين من حولنا

 

التعاطف:

هو يعني الشعور بالاخر دون لوم او عتاب او محاوله تصحيح افعاله او توبيخه عن ما فعله وان تضع نفسك فى مكان الاخر ف هذا هو الامر الوحيد الذى يحتاجه حقا فى هذا الموقف ان تقف بجواره دون ان تقلل من مشاعره او تعاتبه على مافعل وهذا الامر يتطلب معرفه  النفس ونقاط ضعفنا اولا حتى نتفهم ان الاخر من الممكن ان يخطئ ايضا

 

التواصل:

ان الانسان كائن اجتماعى فى المقام الاول وهذا ما اخبرنا به علماء الاعصاب تحديدا ف الانسان يحتاج علاقات اجتماعيه حقيقه و اشخاص يطلب منهم العون لا ان يكون مصدر العون للاخرين فقط فالتواصل يسير فى الاتجاهين  يجب ان يشعر الانسان ان هناك من يسانده وهناك من يستطيع ان يلجأ اليهم فى وقت الحاجه وهو امر طبيعي لا يقلل من الانسان ان يطلب العون من الاخرين وقليلا ما يحدث هذا الان فنحن نظن اننا على اتصال دائم ببعض ولكنه ليس بالطريقه الصحيحه فلقد اصبح الان كل فرد يسمك بهاتفه اكثر من ان يجلس مع عائلته اين التواصل فى هذا

 

الحب والانتماء:

من اهم المشاعر التى يجب ان يتحلى بها الفرد عن طريق الايمان بقدراتنا وبأننا جديرين بالحب فى اللحظه الحالية بكل ما نحمله من ضعف ليس من الضرورى ان نفعل شئ فى المقابل لكى نشعر بأننا جديرين بالحب والثقه بل اننا جديرين بذلك فى كل وقت, لكى يحدث ذلك لابد ان نتقبل انفسنا اولا ونحب طبيعتنا كما هى فلكى يكون الانسان قادرا على حب الاخرين لابد ان يتعلم ان يحب نفسه اولا و لا يقسو عليها لا يمكن ان نحب اطفالنا ولا نحب انفسنا ف هذا ينعكس عليهم كالتدخين السلبى فالحب ليست كلمات تقال ولكنها ممارسه يتم العيش بها طوال الوقت وتظهر فى افعالنا وتصرفاتنا

 

«أنت بخير طالما اعترفت بضعفك وعدم كمالك.. إن الحياة الصادقة مع النفس هي الحياة الأكثر سعادة، لأنك حين تختار أن تكون إنساناً عرضة للعيوب والنقص فإنك تسمح لنفسك بتفاعل إنساني مهم للتعايش مع محيطك».. وتضيف: «لا يمكنك أن تزدهر عاطفيًا وجسديًا واجتماعيًا وفكريًا بمفردك في الحياة، لأن عقولنا ومشاعرنا وعواطفنا مرتبطة ومتصلة بالناس أكثر من ارتباطها بنا

 

  • أهم معايير الحياة الصادقة هي التخلي عن فكرة الكمال، والتوقف عن الخوف من النقص والخطأ، والتخلي بالتالي عن المقارنات المرهقة؛ وعن القلق المصاحب لها.. إذا كنت ترغب في أن تشعر بمتعة الحياة حقًا فكن شجاعًا، فالشيء المخيف حقاً هو أن تعيش حياة زائفة وغير صادقة. نحن نعيش معظم يومنا افتراضياً، قم بإلغاء متابعة كل من يدّعون المثالية في حياتهم.. ‏ألغِ كل الحسابات التي ترفع النزعة الاستهلاكية لديك، فهؤلاء مجرد معلنين يتلاعبون بغرائزك ولا يعيشون حياة حقيقية، بمجرد التحرر من متابعة هؤلاء ستشعر بفارق هائل، وسيزداد هذا الشعور الجميل إن قمت بالتحرر أيضاً من فكرة مشاركة الآخرين كل شيء يخصك (طعام، مناسبة، ملابس، سفر )
  • الصدق مع النفس من أهم معايير النزاهة الشخصية والتوازن النفسي والتصالح مع الذات.. عوّد نفسك على العيش بشكل حقيقي، ولا تصنع من نفسك بالونة جوفاء، فكر وتحدث وتصرف بصدق وتلقائية ولا ترهق روحك بملاحقة مثالية لم يخلقها الله فيك

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.