نهاية الزمان وفوضى الأنام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض”.

إن ما نشهده اليوم من أحداث لدليل صارخ على نهاية الزمان بداية من العلم الذي تهاوى بين الأنام؛

فماتت الرغبة لتحصيله وأضحى بين العباد مجرد شهادة كشهادة الميلاد ووثيقة تحدد رتبة حاملها وسط أقرانه من الرفقاء،

بينما العلم الذي يُراد به الهداية والإرشاد ومحو الجهل وتبصرة العباد؛ فذاك صار في خبر كان،

إلا القلة القليلة من ذوي العزم والبصيرة ولنا في التعامل اليومي و وسائل التواصل الاجتماعي خير شاهد وعيان.

أما عن الفتن،

فباتت “أدّهى و أَمّر” فهذا يُجاهر بالمعصية ويُفاخر بها وهذا يرى أنها وسيلة حضريّة للتعايش مع المدنيّة،

ك”المُساكنة والترويج للإباحية ودعوات التحرر من العبودية وجعل الشذوذ حرية شخصية “.
ومخالفة التمسك بالدين الذي صار أفكار رجعية، وهذا يقرأ الطالع ويُخبرك بالنافع ويقنع بما تقدمه له من مطامع.
وذاك يقدم لك جلسات علاج طاقيَّة للتشافي من الأمراض المُستعصيَّة .

أما هذه فلا تبرح “اللايفات” والتهالك للحصول على أعلى المشاهدات فتلحق بركب “الترندات”،
وهذه تتابع الموضة وتواكب العصر بتعرية الخصر، فتراها فُلانة فتنافسها بخلع الصَدّريَّة وإظهار المفاتن الجسديَّة،

فَتُعْلي عليهما عِلّانة ولا تضع للشيفون بِطانة، وبين فُلانة وعِلّانة، مات الحياء وصارت فتياتنا كاسيات عاريات،

إلا ما رَحِم ربي من النساء المتحفظات، القانتات العابدات.

أما عن كثرة الهرج

فصار أمر مشاع دون أسباب واقعية و هذه صفحات “الدارك ويب” شاهد العصر

فعدد الضحايا خلالها حَدِّث بلا حصر .

وفي شوارع القُرى والمدينة نحذر العصابات أصحاب “السِّنجة والسِّكِّينة” فهم يتقاتلون دون أسباب منطقيّة

بل الأمر عندهم مجرد بلطجة وفرض زعامة عصابيّة ويضيع فيها الضحيّة ويكون لسان حاله ماذا جَنيت؟!

وما مِن إجابة مرضية.

لننتقل إلى تقارب الزمان

فنرى ضياع البركة من الأوقات فيمر الوقت بلا عمل مرضي يكافئ الوقت المنقضي.
حتى صار الأمر اعتياديا فبات عمل اليوم كعمل الساعة وعمل الشهر كالأسبوع وعمل العام كعمل شهر وعام تِلو عام

مرّ العمر وضاعت الأحلام .
وجدير بالذكر، أن هناك من الأنام مايزال لديهم قدر من الإيمان؛ فيفعلون مايؤمرون ابتغاء مرضاة الله.
فيا أمة القرآن حرامٌ عليكم حياة فارغة من الأهداف السامية والعمل العمل وإنه لعبادة فأحسنوا عملكم وكل عمل يعمله الإنسان لابد أن يفضي به إلى عبادة الرحمن وهو وصية خير الأنام حين قال صلى الله عليه وسلم ” إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل”

وإياكم وترك الدين فإنه عصمة لكم من كل أمرٍ مشين وإنه لأمر عظيم في هذا الوقت بالتحديد

الذي صرنا فيه كما أخبرنا رسولنا الكريم “يأتي على أمتي زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر”
ولكم في خير الأنام القدوة والمثل الأعلى فتحلّو بأخلاقه وسيروا على هَديهِ

فكان خُلُقه القرآن و هَديه الدعوة إلى السلام واجتناب الفواحش والبعد عن الآثام
واعلموا أن هذه الحياة الدنيا مالها من قرار وأنها متاع الغرور وأن الأخرة خير وأبقى؛ فاستقيموا يرحمكم الله

وفي الختام أذكركم ونفسي بكلام الرحمن “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”
صدق الله العظيم.

…..

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.