هدايا افتراضية.. وكرامة كبيرة تُباع على التيك توك

بقلم: ماريان مكاريوس

هدايا افتراضية.. وكرامة كبيرة تُباع على التيك توك

في مشهد مؤلم على تطبيق “تيك توك”، ظهرت سيدة مسنّة، ربما في عمر الجدّات،

واقفة لساعات طويلة أمام طاولة، ترفع زجاجات كُتب عليها أسماء من أرسلوا لها “هدايا افتراضية”.

بقلم: ماريان مكاريوس

لا تتكلم، لا تتحرك كثيرًا، فقط تؤدي ما يُطلب منها.

المدهش والمؤلم أن وراء الكاميرا يقف ابنها، يدير البث ويشجعها على مواصلة الوقوف بلا طعام أو راحة،

من أجل جني بعض المال.

القصة ليست فردية

بل هي جزء من ظاهرة تتسع: استغلال الفئات الضعيفة – كبار السن، الأطفال، المرضى –

على وسائل التواصل الاجتماعي لكسب المال من التعاطف، في ظل غياب رقابة فعلية من المنصات،

وضعف وعي مجتمعي بخطورة هذه الممارسات.

لقمة العيش

البعض يبرر ذلك بـ”لقمة العيش”، وكأن الكرامة تُقايَض بالجنيهات.

لكن هل الفقر يبرر الاستغلال أم تمهّد له ظروف قاسية تفتقر للوعي والتربية والرحمة؟

خاصة حين نرى أن السيدة، طاعنة في السن و بائسة لا تتكلم ولم يكن يُتوقع أن تتحول يومًا إلى “أداة تريند” بهذا الشكل.

وسائل التواصل، رغم ما تتيحه من فرص، باتت مسرحًا مفتوحًا للابتزاز العاطفي.

وكل لايك أو هدية تُرسَل في هذه السياقات، تُسهم دون قصد في دعم هذا الشكل الجديد من “الاتجار بالكرامة”.

القانون الرادع

القانون المصري يجرّم استغلال الفئات الضعيفة، لكنه لا يزال بعيدًا عن تتبع هذه الحالات على الإنترنت.

والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المجتمع: من يتفرج؟ من يشارك؟ من يرسل الهدايا؟ كلنا معنيون.

لا بد من وقفة حقيقية، إعلامية وقانونية وأخلاقية، أمام هذا النوع من المحتوى.

فكرامة الكبار لا يجب أن تكون سلعة، ولا الشهرة يجب أن تكون على حساب من لا صوت لهم.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.