هرم الطرب العربي أم كلثوم .. ودعتنا في مثل هذا اليوم منذ 50 عاما
هرم الطرب العربي .. نعم إنها كوكب الشرق السيدة العظيمة أم كلثوم .
توفيت في مثل هذا اليوم 3 فبراير من سنة 1975 لتترك أثر بالغ وفراغ عظيم لايزال باقيا حتى اليوم .
كتب / أسامة الراعي
متابعة / الحبيب بنصالح تونس
– فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، المشهورة باسم أم كلثوم، ولدت بقرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية.
– بدأت مسيرتها الفنية وهي في سن العاشرة عندما استمع والدها إليها وهي تغني، فقرر من ساعتها أن تشاركه في إحياء الحفلات والمناسبات التي يُدعى إليها، ووجدت هي الفرصة سانحة للغناء في فرقته الإنشادية.
– تعرّف الشيخ إبراهيم البلتاجي عام 1916 على كل من الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد، وكانا من الملحّنين المعروفين، فأقنعاه بأن يترك القرية وينتقل إلى القاهرة حيث الشهرة والفن والثراء، وكانت تلك نقطة التحوّل في حياة أم كلثوم، خصوصا بعد أن استقرّت مع أسرتها نهائيا في القاهرة سنة 1921.
– بدأت أم كلثوم تشارك في الحفلات، ولحّن لها الشيخ أبو العلا محمد أغنية “الصب تفضحه عيونه” من كلمات أحمد رامي، ثم تعرّف عليها الموسيقار محمد القصبجي سنة 1924 وبدأ في إعدادها فنيا، واختار لها أول تخت موسيقي بدلاً من بطانتها من المُعمّمين، ثم خلعت “العباءة والعقال”، وارتدت الملابس العصرية.
– بدأت شهرتها تتسع في 1928 بعد أن حقّق مونولوج “إن كنت أسامح وأنسى الأسيّة” أعلى المبيعات. لكن لقاءها سنة 1935 مع الملحن الشاب وقتها رياض السنباطي، الذي كان أول ألحانه لها “على بلد المحبوب وديني”، شكّل قفزة نوعية كبيرة في مسيرتها الفنية.
– أحدث التنافس بينها وبين الفنان محمد عبد الوهاب شبه قطيعة بينهما -منذ البداية- لم تنته إلا بـ”لقاء السحاب” في ستينيات القرن العشرين، وكانت أولى أغنياتها من تلحينه “أنت عمري” عام 1964. وفي 1966 قدم لها الموسيقار رياض السنباطي قصيدة “الأطلال” التي اعتبرها النقاد واحدة من أروع مائة أغنية في العالم خلال القرن العشرين.
– تعرّفت على الملحن الشاب آنذاك بليغ حمدي في نهاية الخمسينيات، وقدم لها أول ألحانه “حب إيه”، ثم “أنساك”، وغيرهما من شجيّ الألحان.
– اهتمت باللغة العربية وبانتقاء كلمات أغانيها بعناية، وحرصت على تقريبها من الجماهير المتشوّقة للغناء والموسيقى، وغنت لمعظم مشاهير الشعراء المعاصرين من أمثال أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، أحمد رامي، إبراهيم ناجي، الأمير عبد الله الفيصل، والسوداني الهادي آدم، والشاعر محمد إقبال.
– تركت أم كلثوم بصمة خالدة في دنيا الطرب الأصيل، وكان ملايين العرب ينتظرون سماع حفلاتها الغنائية في الخميس الأول من كل شهر عبر الإذاعة المصرية.
– غنّت أم كلثوم قرابة الألف أغنية من ألحان وكلمات مشاهير الملحنين والمؤلفين، وبرعت في المديح النبوي والغناء الديني، خاصة في أداء القصائد الطويلة والشعر القديم، ومنها: “نهج البردة”، “سلوا قلبي”، “ولد الهدى”، “أراك عصي الدمع”، “رباعيات الخيام”.
– كما نجحت في الغناء العاطفي، ومنه أغاني : “رق الحبيب”، “شمس الأصيل”، “عودت عيني”، “أنت عمري”، “الأطلال”، “الحب كله”، “أروح لمين”، “أغداً ألقاك”…
– شاركت بالتمثيل والغناء في ستة أفلام من 1935 إلى 1948، وهي: “وداد”، “نشيد الأمل”، “دنانير”، “عايدة”، “سلاّمة”، ثم “فاطمة”.
– حصلت خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز والأوسمة من عدة دول عربية وأجنبية؛ منها : وسام الكمال في مصر من الملك فاروق، جائزة الدولة التقديرية بمصر في الستينيات، وسام الأرز اللبناني، وسام النهضة الأردني، نيشان الرافدين العراقي، وسام الاستحقاق السوري، وسام نجمة الاستحقاق الباكستاني، ووسام الجمهورية في تونس سنة 1968.
– توفيت أم كلثوم يوم 3 فيفري 1975، بعد معاناة مع مرض التهاب الكلى، ودفنت يوم 5 فيفري في جنازة مهيبة قُدِّر جمهورها بحوالي 4 ملايين نسمة.