هل من حق الزوجة خدمة أم زوجها : لا يجب عليك خدمة أمه.. ولكن هناك حلول!

هل خدمة أم الزوج واجب على الزوجة؟

نظرة فقهية وحلول واقعية يقدمها الشيخ محمد الراوي

 

كتب باهر رجب

يعد سؤال خدمة أم الزوج من قبل زوجة الابن من التساؤلات الشائعة في مجتمعاتنا،

وغالبا ما يثير جدلا و توترا في العلاقات الأسرية.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية توضيح الحكم الشرعي لهذه المسألة وتقديم حلول عملية توازن بين الحقوق والواجبات وتحفظ الروابط الأسرية.

يتناول هذا المقال ردا بليغا و حكيما لفضيلة الشيخ محمد الراوي، رحمه الله،

على امرأة سألت عن مدى وجوب خدمة أم زوجها المريضة. وقد جاء جوابه ليضع النقاط على الحروف و يرشد الأفراد إلى الطريق الصحيح في التعامل مع هذا الموقف.

السؤال: توجهت امرأة بالسؤال إلى الشيخ محمد الراوي قائلة: “زوجي يطلب مني خدمة أمه، بحجة أنها مريضة تحتاج لمن يخدمها، فهل واجب علي خدمتها؟”

 

الجواب المفصل للشيخ محمد الراوي:

 

يجيب فضيلة الشيخ بكل وضوح وحزم مؤكدا على أن خدمة أم الزوج ليست واجبة على الزوجة شرعا.

فالعقد الذي يربط المرأة بالرجل هو عقد زواج يجعلها مسؤولة بالدرجة الأولى عن بيتها وزوجها وأبنائها.

أما خدمة الوالدين وبرهما، فهو واجب على الأبناء أنفسهم، ذكورا و إناثا.

ويوضح الشيخ أن خدمة الأم المريضة هي في الأساس واجب على ابنها (الزوج)،

وليس له الحق في إلزام زوجته بهذا الواجب الذي أسقطه عنها الشرع.

ثم يقدم الشيخ محمد الراوي ثلاثة حلول عملية ومنطقية لهذه المشكلة،

تضع في الاعتبار حقوق الجميع وتراعي مقاصد الشريعة في حفظ الأسرة وتماسكها:

 

  الحل الأول:

 

استضافة الأم في بيت الزوجية:

ينصح الشيخ الزوج بأن يأتي بأمه إلى بيته ليتمكن هو وأولاده (الذين هم أحفاد الأم) من خدمتها ورعايتها بأنفسهم.

فخدمة الأجداد واجبة على الأحفاد كما هي واجبة على الأبناء. هذا الحل يجمع شمل الأسرة ويتيح للأم أن تكون قريبة من ابنها و أحفادها.

 

 الحل الثاني:

 

انتقال الزوج لخدمة أمه:

إذا لم يتيسر الحل الأول،

فيلزم الزوج أن يذهب هو بنفسه إلى أمه ليخدمها في بيتها. وقد يتطلب الأمر أن يبيت عندها أياما وليالي إذا كانت حالتها الصحية تستدعي ذلك.

هذا يؤكد على المسؤولية المباشرة للابن تجاه أمه.

 

  الحل الثالث:

 

الاستعانة بممرضة أو خادمة:

في حال تعذر الحلين السابقين،

يوجه الشيخ الزوج إلى ضرورة استئجار من يقوم بخدمة أمه.. ورعايتها و تمريضها.

ويشدد على أن نفقة هذه المساعدة واجبة على الزوج.

وينصح الزوج بأن

يقتصد في نفقات بيته الأساسية لتوفير المال اللازم لدفع أجرة الممرضة أو الخادمة،

فالإنفاق على الوالدين المحتاجين مقدم شرعا.

 

حل إضافي لمراعاة الظروف الخاصة:

 

ويضيف الشيخ محمد الراوي حلا إضافيا لموقف قد ينشأ عند الاستعانة بممرضة مقيمة،

وهو ما قد يثير الحرج أو الشبهة أو الفتنة لدخول الرجل على أمه بوجود امرأة غريبة.

في هذه الحالة، ينصح الشيخ الزوج بالزواج من هذه الممرضة إذا كان ذلك ممكنا و مقبولا شرعا و عرفا.

 

وبهذا يجمع الزوج بين مصلحتين:

خدمة أمه والحفاظ على نفسه من الوقوع في المحظورات. ويذكر الشيخ هنا بأن الشرع الذي أسقط خدمة أم الزوج عن الزوجة هو نفسه الذي أباح التعدد للرجل بشروطه الشرعية، وهو حق للزوج في هذه الحالة لضرورة قائمة.

 

ويختتم الشيخ جوابه بتوجيه الزوجة إلى البقاء في بيتها “معززة مكرمة“، مؤكدًا مرة أخرى على أنه لا يجب عليها شرعا خدمة أم زوجها.

 

خاتمة:

يظهر رد الشيخ محمد الراوي فهما عميقا للشريعة الإسلامية ومقاصدها في بناء الأسرة والحفاظ على الحقوق والواجبات. لقد قدم حلولا عملية ومرنة تراعي الظروف المختلفة وتحث على البر بالوالدين من جهة، وعلى صيانة حقوق الزوجة وعدم تحميلها ما لم يوجبه الشرع عليها من جهة أخرى.

إن هذا النوع من الفتاوى الواضحة و الصريحة يسهم في توعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم ويعزز من استقرار الأسرة وسعادتها بعيدا عن العادات والتقاليد التي قد تخالف صحيح الدين.

رحمة الله على فضيلة الشيخ محمد الراوي وجعل علمه في ميزان حسناته.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.