تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
من العدد الورقى لصحيفة اليوم الدولى
ولأن فلسطين جرح عربي نازف
نستلهم في سقوط غرناطة وجها باكيا ربما يكون باعثا لمستقبل من الحرية
قد يكون استلهام الأمجاد التاريخية باعثا لمداواة حاضرا تداعت عليه الخطوب
أن لعظم ما تحوزه منطقتنا العربية من سموق تاريخي وموقع جغرافي يضم بين جناحيه عوالم الأرض شرقا وغربا ولما مر عليها من ديانات ورسل وكتب سماوية؛ جعلها محطا للأنظار ومطمعا لجميع أمم الأرض عبر التاريخ.
إن ما تموج به الأحداث في داخل الجرح العربي الأكبر فلسطين والصمت العالمي الذي يتناقض مع كل دعوات الحرية وما تنادي به دول العالم الكبرى من دعاوى حقوق الإنسان لأمر يدعو للحزن والتأكيد أن ميزان العدالة العالمية يستحق إعادة نظر.
وتسقط الأندلس كوجه آخر لوجوه الوجع العربي بآخر إماراتها “غرناطة” في 2 يناير من عام 1492م سقوطا مريرا ما زالت أصداؤه تتردد في الوجدان العربي والإنساني.
لم يكن الوجود العربي والإسلامي في الأندلس مجرد نظام للحكم فقط بل كان تطبيقا حقيقيا لكلمة تكامل الحضارات وإعلاءً لمبادئ التعايش بين الثقافات والحضارات؛ لذا فقد كان العائد الحضاري ساميا مبهرا أسس لمركز حضاري نهلت منه كل دول أوروبا علومها وفكرها الذي قامت عليه حضارتها وتقدمها فيما بعد.
ورغم تعدد الرموز وغزارة النتاج الثقافي والحضاري وعمق الأثر التاريخي والأدبي لحضارة المسلمين في الأندلس؛ فإن غرناطة تحتل المساحة الأكبر فيما تناولته كتب الأدب بأشكاله المتعددة نثرا وشعرا.
فقد أفردت لها صفحات الأدب العربي الكثير من المساحات المعبرة عن قيمة الحدث وعلى سبيل المثال،
المزيد من المشاركات
“ثلاثية غرناطة” وهي الثلاثية الشهيرة للكاتبة المصرية رضوى عاشور تتكون من ثلاث روايات، وهم على التوالي: غرناطة -مريمة – الرحيل.
رواية “سقوط غرناطة”
للشاعر والأديب اللبناني فوزي المعلوف.
رواية “على أعتاب غرناطة” للكاتب أحمد أمين.
والعامل المشترك في الروايات المذكورة أن الأحداث كانت بالتزامن مع زمن النكبة والسقوط وما عانى منه أهل الأندلس من رؤية دولتهم تتساقط إمارة تلو إمارة وما تبع ذلك من اضطهاد وتنكيل بلغ ذروته مع محاكم التفتيش.
في رواية “الطريق إلى غرناطة” للكاتبة السورية كنانة عيسى
تطالعنا أحداث الرواية في زمان العصر الحاضر أما المكان فبالطبع كانت مدينة غرناطة أو كما سميت لاحقا “Granada” مسرحا صاخبا لأحداث الرواية تعددت وجوه الشخصيات وتكاثرت الآلام وبثت فقرات الرواية أصداءً لهموم عربية خلال العقدين الأخيرين.
الروايةٌ تجمع في تصنيفها صنوف عديدة (النفسي، الاجتماعي، التاريخي، البوليسي، الرومانسي) بل وتمتد أحيانا إلى ملامسة أدب الرحلات وإبراز المشهدية في وصف حلبات مصارعة الثيران وصدى الحضارة متمثلا في الأزقة القديمة وحارات اللاجئين وغالبا ما امتزج بمرارة الواقع من ألوان كابية وبقايا دماء وأصداء محاكم التفتيش لتكتمل الصورة.
ومن خلال سرد وظف تقنية التراسل الحسي نظرا لطبيعة الشخصية الرئيسية “جلال” بأنه فنان تشكيلي ثائر المشاعر متوهج العاطفة شخصيا ووطنيا.
الكاتبة نقلت الشخصية الأجنبية بواقعية حتى أن بعض الحوارات كانت باللغة الإسبانية.
إن كل ما واجهته الشخصيات في منفاها الاختياري كان انعكاسا لمرارة الواقع الذي بدا في سرد الرواية مؤثرا مستدعيا تجليات السقوط وأن تبعاته ما زالت يعاني منها حاضرنا من تشظي وعناء.
واختم باقتباس يلخص فكرة الرواية
“وشعرت لوهلة بأنه قد تلبستني روح آخر ملوك الأندلس كما صورتها لوحاتهم وهو مقيد بالسلاسل وطوق ثقيل من الحديد يطوق عنقه منحنيا بجسده الملكي النبيل مقدما مفتاح الأندلس”
قد يعجبك ايضآ
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك
- Disqus التعليقات