تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عــاجل
- عبد المقصود: طريق حورس القديم مفتاح عبور نصر اكتوبر٧٣
- المستشار نجيب جبرائيل: نزرع الوعي الحقوقي في القرى والنجوع.. وندعم رؤية الدولة لبناء الإنسان
- يوم لا يُنسى في ذاكرة الوطن .. من الحزن والإنكسار للعزة والكرامة
- الرئيس السيسي يهنئ الدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه وانتخابه مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو
- تعرف على أضخم مشروع مائي يحمي مصر من خطر الفيضان
- الرئيس السيسي: نعمل على بناء دولة قوية في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء
- أسعار البنزين والسولار اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 في مصر
- الرئيس السيسي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة
- لتعزيز المواطنة.. الحكومة توافق على تقنين أوضاع 160 كنيسة ومبنى خدمي
- الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام تطلق مبادرة “يوم بلا شاشات”
وعد بلفور الذى صدر فى ٢ نوفمبر يعد حجر الأساس فى ضياع فلسطين التى صارت بمقتضى هذا الوعد جرح العروبة النازف …الذى لم يشفى إلا إذا فاق العرب ووضعوا أيديهم فى أيادى بعض ولم الشمل من جديد .
فى يوم ٢ نوفمبر صدر وعد بلفور عام ١٩١٧ ، وبمقتضاه تعهدت بريطانيا بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين ، وقبل التطرق إلى الحوار حول وعد بلفور نرجع إلى الوراء حيث إتفاقية ” سايكس- بيكو ” عام ١٩١٦ ، التى تعد أحد الأدلة القاطعة على أطماع أوروبا فى أملاك الدولة العثمانية المسماة آنذاك بالرجل المريض والذى عملت الدول الأوروبية على تقطيع أوصاله واقتسامه فيما بينها، فبمقتضى هذه الإتفاقية بين إنجلترا وفرنسا أصبح لبريطانيا كامل النفوذ فى العراق وفلسطين والأردن ، وأصبح لفرنسا كامل النفوذ فى البلاد السورية مع جزء كبير من جنوبي الأناضول ، واتفقا على إنشاء إدارة دولية فى فلسطين يعين شكلها بعد استشارة روسيا والإتفاق مع بقية الحلفاء .
وفى عام ١٩١٧ إحتلت القوات البريطانية فلسطين وهى أى بريطانيا فى طريق زحفها لانتزاع بلاد الشام من يد الدولة العثمانية ، فعلى مدار أربعة قرون كانت فلسطين جزءاً من دولة الخلافة العثمانية فى الفترة من ١٥١٧ م حتى ١٩١٧ م ، وكان جزء منها أى فلسطين – تابعة لولاية سورية ، وجزء آخر لولاية بيروت ، أما القدس وما حولها فقد كانت قائمة بذاتها تابعة للخليفة العثماني مباشرة .
وبالعودة الى وعد بلفور يبدو الدور الإنجليزي فى إصداره فقط دون التركيز أيضاً على الدور التى لعبته الولايات المتحدة الأمريكية فى إخراج هذا الوعد إلى النور ، فلقد قام القاضي اليهودى ” براندايس ” الذى كان يعمل مستشاراً للرئيس الأمريكي ” ويلسون ” وصديقه الحميم ، بالاعلان عندما أطلع على قرارات مؤتمر بال ١٨٩٧ أن * هذه هى القضية التى يمكن أن أكرس لها حياتي * ، واستغل براندايس الصلة الشخصية بويلسون فى الدعاية للمشروع الصهيوني وقد أثر ذلك على ويلسون ، فوعد اليهود فى الولايات المتحدة بدعم أهدافهم إذا ساعدوه فى الإنتخابات عام ١٩١٦ وهو ما حدث فعلاً.
المزيد من المشاركات
وفى أبريل ١٩١٧ زار بلفور وزير خارجية بريطانيا – واشنطن ، واقترح عليه ويلسون عقد لقاء مع براندايس وخلال ذلك اللقاء اتضح لبلفور أن تأييد بريطانيا لمطامع الصهيونية فى فلسطين سيزيد المساعدة التى تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء فى الحرب العالمية الأولى التى كانت تجتاز أصعب مراحلها ، وتم فى هذا اللقاء الذى إستمر عدة ساعات وضع أساس وعد بلفور ..نتيجة تلك المفاوضات بينهما ، وأعلن ويلسون فى أغسطس ١٩١٧ قبل صدور الوعد بشهرين عن اعتقاده ” أن الأمم الحليفة قررت وضع حجر الأساس للدولة الصهيونية فى فلسطين بتأييد تام من حكومتنا وشعبنا ” ، تلك كانت البداية الجادة وكان الموقف الأمريكي واضحاً إلى جانب الصهاينة التى تريد تحقيق حلم إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين .
وبالوقوف على دور الشريف حسين بن على حاكم مكة منذ ١٩٠٨ ، نجد كيف أغراه الإنجليز بمساعدته ليكون خليفة على المسلمين العرب إذا ثأر على الدولة العثمانية ودخل الحرب ضدها لصالح إنجلترا وحلفائها ففعل ..وقد تقاضي مبلغ ١٨٠٠٠ جنيه إسترليني من إنجلترا مقابل ذلك ، ففى الوقت الذى صدر فيه وعد بلفور كانت قوات الشريف حسين وابنه فيصل العربية المسلمة تتقدم لتريق دماء الأتراك على أرض بلاد الشام لمصلحة القوات البريطانية التى كانت تتقدم من مصر صوب القدس ، ولقد أرسل أحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع العثماني نسخة من وعد بلفور للشريف حسين بن علي بحذره من مساندة الإنجليز ويطلب منه الكف عن ذلك ، إلا أن هذا لم يحدث بل اكتفى الشريف حسين بإرسال إستفسار لبريطانيا عن هذا الوعد فطمانته كذباً .
وفى أواخر عام ١٩١٧ كانت الجيوش الإنجليزية بقيادة اللنبي قد دخلت القدس ، وهنا قال القائد الإنجليزي اللنبي ” اليوم انتهت الحروب الصليبية ” أى إنتصار أوربا على المسلمين واحتلال فلسطين ، ويتضح من تلك المقولة أن الإستعمار الغربي للعالم الإسلامي ليس أطماع إقتصادية فقط بل وأحقاد دينية أيضاً، زوما يزيد ذلك توضيحاً أن أجراس الكنائس في برلين دقت فرحاً يوم دخول اللنبي القدس ودعا بابا روما المسيحيين أن يقدموا الشكر لله لاحتلال المقدس .
وقد لعب العرب دور في مناصرة إنجلترا وفرنسا إبان الحرب العالمية الأولى فلقد كان دوراً فعالاً بشهادة الإنجليز أنفسهم يقول ” ليدل هارت ” المعلق الحربي الإنجليزي عن مدى مساهمة العرب فى تحقيق النصر لإنجلترا وحلفائها على العثمانيين والألمان : ” إن الدموع والعرق والمجهود البدني والذهني الذى أرهق القوات التركية والذى أدى بهم إلى نقطة الإنهيار تم على يد العرب وكان مجهودهم فى هذه الناحية عنيفاً وفريداً فى نوعه بدرجة أكبر من تلك التي كانت للقوات البريطانية سواء قبل المراحل الأخير للحرب أو أثنائها”.
ويستمر سيناريو وعد بلفور فعندما وضعت الحرب العالمية أوزارها اشتغلت داخل فلسطين حرب أخرى لتنفيذ وعد بلفور ، واتخذت بريطانيا العديد من الوسائل لتنفيذ وعد بلفور وتهويد فلسطين فلقد قامت أى بريطانيا بتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وتمكين اليهود من إحكام قبضتهم على الإقتصاد الفلسطيني وكذلك أتباع نظام التعذيب الفردى والجماعي وأيضا إصدار قانون الأحكام العرفية .
وعد بلفور كان بمثابة لطمة على وجوه العرب ، الذى جعل فلسطين تنزف حتى اليوم ، وبالتزامن مع تلك الأحداث الصاعدة ألم يحين الوقت ليقوم العرب بوقف جرح العروبة النازف ؟ ألم يحين الوقت الذى تتجمع فيه عقد العروبة ويضعوا أياديهم فى أيدى بعض من جديد ويعلنولم الشمل من أجل حمل قضية فلسطين فوق الاكتاف والدفاع عنها .
قد يعجبك ايضآ
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك
- Disqus التعليقات