يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي
* يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي *
بقلم احمد قطب زايد
كتبت مقالتي عندما ساد النفاق وانتشر في هذه الأيام بأشكاله حيث إنه مرض اجتماعي بات ينتشر بكثرة بين الأفراد سعي للوصول لمآرب معينة تخدمهم، أو بهدف تحقيق المصالح بأشكالها، سواء على مستوى العلاقات أو في بيئة العمل. ولم أستطع أن أميز بين الصادق والكاذب، وبين الأمين والخائن، وبين الوفي والغادرانهم طائفة من البشر ما أكثرهم في تلك الأيام الذين يسعون في الأرض فسادا قال الله تعالى:“ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ “( البقرة 14). وفي حياتنا اليوميةتجد أشخاصا في الوجه مرآة وفي الخلف طعنات، موجودون في كل زمان ومكان، الواحد منهم يحمل وجهين ولسانين، يمدح رفيقه ويثني عليه أمامه، وينهش لحمه ويوشي به في غيابه، يتربص به دوائر السوء، إن أعطاه الله تعالى حسده وتمنى زوال نعمته.
أخي الكريم احذرهم لأنهم بئس الناس وأسوأهم، إن من خصال المنافق مثل الذي يأكل مع” الذئب “من فريسته حتى يشبع، ثم ينقلب من فوره ليبكي مع الراعي، مواسيا إياه بفقد شاته، ولا يضيره أن يشارك الراعي الباكي أحزانه بذرف الدموع معه، حزنا على شاته التي افترست.
احذر المنافق فهو يأكل مع الذئب وينبح مع الكلب ويبكي مع الراعي! مثل عربي قديم قيل للذي يُخادع في سبيل تحقيق مصلحته إنهم طائفة لا تؤتمن على نفس ولا عرض ولا مال وهذا الصنف من الناس يفسد ولا يصلح، ويخون ولا يؤتمن، ويفضح ولا يستر، يبيح بالأسرار، وينقل الأخبار، ويزيد في الكلام بغرض الإفساد بين الناس تراه يضحك في وجهك، وهو يخبئ لك ما تكره، ويظهر لك الود والحب وهو يبغضك، يتظاهر بنفعك، وهو يتمنى ضررك عن أبي هريرةَ- رضي الله عنه- أن رسول الله- ﷺقال: (تجدُ مِن شرِّ الناس يومَ القيامة عند الله ذي الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).
ويقول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا * * ومال زماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب * * ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب * * ويأكل بعضنا بعض عيانا
إياك ومرافقة المنافق فهو ماكرٌ جداً يأكل مع الذئب وينبح مع الكلاب ويبكي مع الراعي”
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.