يتراقصون فوق جسد المدينة الجائعة
كتبت: دعاء علي
يتراقصون على أجساد المدينة الجائعة .. بينما يعاني أهل غزة يتضورون جوعا وألما، وقد مات البعض منهم في الوقت الذي نال فيه ترامب المليارات من أموال الغرب، أما كان أطفالنا وشبابنا ونساء غزة أحق بتلك الأموال الطائلة، التي يبادون بها من قبل العدو الصهيوني؟ فالعار كل العار عليكم حكام العرب والمسلمين، ما يحدث في المدينة الصامد أهلها الذين ينزفون دما ويموتون جوعا بملياراتكم، التي كان أحرى بها أن تحرر الأراضي المحتلة، حيث تفاقمت أزمة المجاعة والوباء في غزة نتيجة الحصار الصهيوني الخانق، بارتفاع حصيلة وفيات الجوع وسوء التغذية منذ أكتوبر 2023 إلى 101شخص، بينهم 80 طفلا.
نداءات أوروبية بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي
ففي الوقت الذي تقام فيه الاحتفالات بمليارات الدولارات في الوطن العربي الذي لا يحرك ساكنا تجاه ما يحدث في غزة، إنهم يتراقصون هنا وهناك بلدة يباد بها الملايين جوعا وقهرا، أجساد مدينة أنهكتها المذلة، ذاك الوقت الذي يحذر فيه وزراء خارجية الغرب “فرنسا وهولند وكندا،، بأن هناك خطرا محدقا بحدوث مجاعة تفتك بغزة، مطالببين حكومة العدو الصهيوني بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، مناشدين: “نحث إسرائيل على تنفيذ التزاماتها الإنسانية في غزة، بما فيها المتفق عليها عقب إعلان الاتحاد الأوروبي في 11 يوليو الاتفاق مع إسرائيل على “خطوات مهمة” لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة وزيادة الإمدادات اليومية من المساعدات،واستئناف فوري لدخول المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة على نطاق واسع.
دور مصر البارز تجاه غزة
ومصر مازالت تقوم بدورها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، سواء بالجهود المضنية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، أو فيما يتعلق بعمليات الإغاثة، لتوفير وإدخال المساعدات الإنسانية التي قادتها مصر عبر معبر رفح، ناهيك عن أنها قامت بجهود الإعداد والترويج لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، حيث تم اعتمادها عربيا وتأييدها من عدد من الأطراف الدولية، فيما استهدفت تلك الجهود وتركزت على إنقاذ الفلسطينيين الأبرياء، وإدخال المساعدات وبدء مراحل التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وذلك في إطار الموقف الثابت الهادف لتوفير إمكانيات البقاء والصمود للشعب الفلسطيني على أرضه، ومقاومة محاولات التهجير القسري والاستيلاء على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية.
ومؤخرا تحاول مصر والأردن بشتى الطرق إدخال المساعدات الإنسانية، للأبرياء بقطاع بغزة ولكن دون جدوى، فالعدو الصهيوني المتسول المتعنت، المتعمد القضاء على أهل الأرض، ينفذ المخطط كما أنزل دون رحمة بالأنسانية، أين حقوق الإنسان الي طالما نادت بها منظمات دولية، بينما تم تمويل العدو الصهيوني بالمليارات العربية التي استولت عليها امريكا دون وجه حق، لقتل الإنسانية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن.
الازهر يتضامن مع غزة
أما فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، قرر تعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها كل عام لتهنئة أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، وإلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج هذا العام، والاكتفاء باعتماد النتيجة وإعلانها ونشرها، وذلك تضامنًا مع أهلنا في قطاع غزة، في ظل ما يعانونه من مجاعة خانقة وعدوان متواصل لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلًا.
وذلك انطلاقًا من مشاعر الحزن العميق التي تُخيِّم على والأمة الإسلامية والعربية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة ممنهجة، حيث شدد على أن الواجب الأخلاقي والإنساني، الذي يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على مظاهر الفرح والاحتفال.
القضية الفلسطينية في الصدارة
وأخيرا: قضية فلسطين ستظل في صدارة أولوياتنا وجهودنا، ويجب علينا الوقوف صفا واحدا للعمل بكل الطرق لإنهاء المجاعة القاتلة والعدوان والمأساة الإنسانية، ليتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والحياة والكرامة.
الكاتبة الصحفية: دعاء علي