20 عاماً على “كذبة أميركا” لغزو العراق
20 عاماً على “كذبة أميركا” لغزو العراق
رحل وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في 18 تشرين الأول 2018 ولم ترحل بعده كذبته الشهيرة التي أطلقها في 5 شباط 2002 بمجلس الأمن والتي كانت المبرر لغزو العراق لاحقاً.
وبدأت القصة عندما قررت القيادة الأميركية بعد هجمات 11 أيلول 2001 غزو المنطقة العربية بحجة محاربة الإرهاب، وبحثت عن الدلائل لتشريع ذلك لتنفيذ مخططها المسمى “الشرق الأوسط الجديد”.
واتخذت حكومة الرئيس الأميركي جورج دبيليو بوش من نظام صدام حسين العراقي شماعة لغزو العراق، حيث أظهرت علناً رغبتها بالقضاء عليه بتهمة استخدام أسلحة الدمار الشامل، لكنها أخفت أمرها في تدمير العراق وما يشكله من عمق استراتيجي في الدفاع عن قضايا المنطقة.
وظهر “باول” في اجتماع مجلس الأمن وبيده أنبوب صغير يوجد به مسحوق أبيض، على أنه مادة كيميائية، كانت المبرر الرئيسي أمام المجتمع الدولي لغزو العراق، حيث قال أمام المجتمعين “ما نقدمه لكم هي حقائق واستنتاجات مبنية على استخبارات قوية تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل”.
وتابع “إن الأدلة التي نقدمها لا يمكن دحضها وإنها تشير إلى أن العراق واصل خروقاته المادية لقرار مجلس الأمن 1441 (2002)، ولم يقم بنزع أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها وإنه لا يستحق منحه فرصة أخرى”.
واتهم “باول” بغداد بامتلاك علاقة مع شبكة تنظيم “القاعدة” الارهابي زاعماً أن العراق على صلة بأحد الأشخاص المعروفين فيها، وإنه يأوي بعض منتسبيها، كما أن الطرفين يشتركان في الدوافع وهي الحقد والطموح.
وفي 20 آذار 2003 بدأت الولايات المتحدة غزوها للعراق دون موافقة من الأمم المتحدة، واتضح لاحقاً أن دائرة السلطات الأميركية ضللت العالم ولم يتم العثور على أسلحة بيولوجية في العراق، وصرح “باول” لاحقاً بأنه أظهر أنبوب اختبار مزيف لإقناع العالم بصحته.
ونتج عن “كذبة أميركا” احتلال العراق وتدميره وسرقة خيراته، وتشتيت شعبه وتحويله لدولة فاشلة لم تعد لاستقرارها حتى تاريخه، وكل ذلك تحت حجج واهية هدفها احتلال المنطقة وتجنيدها لخدمة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال.
ولم تقف الولايات المتحدة عن العبث بالعراق والمنطقة حتى اليوم، فهي تارةً تلعب بأمن العراق وتستهدف أرضه، وتارة تحتل الشمال السوري وتنهب نفطه وقمحه وتقتل المدنيين فيه، وتفرض عقوبات على الشعب السوري عدا عن دعمها للحرب على اليمن وتفتيت ليبيا ومحاصرة لبنان.
