“الكل مؤمن حتى لحظة سقوط الطائره” بقلم أحمد عز
الجزء الرابع من سلسلة مقالات.. مستحيل أعمل زيهم!!
مستحيل أعمل زيهم!!
فكلنا سنخطئ مهما بلغت قوتنا
فالجسد القوى مهما بلغ من قوه؛
يشيخ ويضعف ويصيبه فيروس
صغير.. كما مع “كورونا”.. ولكن
إحذر أن يكون الفعل عظيم لأن
فاتورة إصلاحه؛ قد تكون كبيره
لدرجه أن يزول معها الستر،
فَيُصبح الإصلاح على مرأى
ومسمع من الجميع.. فلطالما زلت
مستورًا والذنب ف نطاق محدود
وحولك عائلتك ومحبيك والله
يرسل إليك من يشد أزرك..فأعلم
ان رصيدك ما زال لم ينفذ،
فإحفظ غطاؤك ورصيدك من
” الستر” بألا تُصر على ” الأفعال
العظيمه” التي معها سينفذ رصيد
ستركم.. وتصبح فاتورة الإصلاح
على المشاع.. فكلنا لسنا صالحين
كلنا نسعى ان نكون كذلك.. بأكبر
قدر ممكن.. فجميعنا مستورون
من ان يفتضح أمرنا … ولكن
تتعاظم الفاتوره مع الإصرار على
التكرار لنفس الأخطاء فتعتاد
الخطيه!!
ولعل أهم منفذين” لإبليس أبو
الشر” في الكتب المقدسه هي..
(الشهوه والغضب)!!
وحينها سنجد عقلنا يُجسد
الفارس الهمام الذى يرفع سيف
الحكمه ليمزق بها إرباً الشهوات
المتزايده.. ويهذب من البعض
الأخر وفق القيم والمبادئ
النبيله .. فبداخلنا كبشر تلك
المعركه الأزليه الممتده عبر
الأجيال .. حيث يمسك الفارس
بسيفه حتى في غفوته.. يكون
مغلقًا إحدى عينيه.. ويبصر
بالأخرى ليكون حذرًا ومستعدًا
لساعه الغفله.. حيث ستظل
شهواتنا تترصد لعقولنا حتى
إقتناص الفرصه وهى لحظه
الضعف.. لتسترد السيطره على
مجريات الأمور وترتكب كل
الأفعال المشينه فى حاله سَكره
عقليه؛ فيستفيق العقل من غفلته
على كارثه(متى ٣٤:٩) حتى ان
الكتاب المقدس يطلق على
الشيطان كائن شرير يُشيع في
الأرض فسادًا .. وفى العبريه
تعنى المقاومه يقاوم مشيئة الله
فالشيطان يستوطن الشهوات.
“الرذيله كأس والكل شاربه”!!
في لحظات الضعف الإنسانيه
وغياب العقل.. ولكن إحرص على
فاتورة سداده حتى لا يُرفع
غطاء الستر.. فلنسعى لأن نكون
صالحين.. من أجل أنفسنا أولاً،
فنتحول تلقائيًا لمصلحين لمن
حولنا فأعلام التوبه كانوا يوماً
ما عصاه.. فحينما سأل شخص
رجلاً صالحاً.. أيكون العاصى
“ناصحاً” يا شيخى فقال نعم
فهو يتحدث لك الأن !!
فإذا فعلت المعاصي؛ فزاحمها
بالفضائل ولو كانت ببذره
صغيره، تلك البذره ستبصح
شجره كبيره يوما ما تظلل على
الرذائل وتحفظ قيمتك أمام
الناس وتزيد غطاء الستر وتقلل
فاتوره توبتك وإصلاحك على
المشاع..فكوننا صالحين،
مصلحين.. لا يعنى اننا اصبحنا
معصومين او مثاليين.. بل تعنى
أننا ضللنا الطريق… ووقعنا في
الفخ ونحاول أن نصوب وجهه
أفعالنا مره أخر.. وهنا تحضرنى
كلمه رواها أحد الأناجيل عن
السيد المسيح في قصه إمرأه
متهمه بالفاحشه وأرادوا جميعاً
رجمها وأرادوا أن يحرجوا
المسح بأن يشارك في رجمها أو
يعترض على شريعة موسيى
فقال حينها..
“من كان منكم بلا خطيئه؛ فليرمها بحجر”!!
فتراجع الجميع..فالقانون
والشرائع والحدود والسجون لم
تنشأ من أجل تعذيب الإنسان بل
وضعت حتى ترجع الإنسان إلى
المسار الصحيح مره أخرى أي
محاوله إعاده تأهيل الإنسان
للحياه مره أخرى حتى تعطيه
فرصه جديده.. كلًا حسب فعله،
ستكون فاتورته وغطاء ستره فلا
تكونوا كالذين قست قلوبهم أو
أشد قسوه!!
فماذا عساه أن يفعل الإنسان
حينما لا يجد مكانا يذهب
ليشتكي فيه ؟؟!
ليعيد أدراجه ليصلح من شأنه ؟؟
فسيتحول لوحش لا تستطيع
إيقافه جراء نفورك منه.. فقديمًا
قال “نابليون” .. لا تهاجم شخصاً
ليس لديه ما يخسره فقد تركناه
فريسه لطريق الإستوحاش،
فلكل قديس ماضي ولكل صالح
إحتماليه الوقوع في الفخ يوماً
ما… وما بينهما انا وانت.. فكلنا
نفعل أفعال عظيمه يومياً.. بأن
نستيقظ صباحا لنواجه ماضينا
ونفس الأمر المأسوي.. ونفس
المشاعر والأفكار.. حتى نبقى
على قيد الحياه.. فالكل مؤمن
حتى لحظه سقوط الطائره،
والكل شريف حتى موقف
الإختبار وجميعنا يدعى القوه؛