طفلة تحمي رأس أخيها تحت الأنقاض 17 ساعة وآخر يبكي لفقد أسرته كاملًة
طفلة تحمي رأس أخيها تحت الأنقاض 17 ساعة وآخر يبكي لفقد أسرته كاملًة
كتبت دعاء علي
“طلعني عمو بصير خدامة عندك بس طلعنى”، كلمات قالتها الطفلة السورية آلاء وهي تحت الانقاض، حيث تحمي رأس أخيها لمدة 17 ساعة، لتستقبل فرق الانقاذ بابتسامة .
فيما تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك فيديو لطفلة سورية تحمي شقيقها تحت الأنقاض بسوريا، الأمر الذي آدمي قلوب الرواد بعد حديثها مع عامل الانقاذ، وما زالت الطفلة آلاء السورية، عالقة تحت الانقاض والركاك منذ وقوع الزلزال في سوريا.
ومقطع فيديو آخر لرجل سوريا يبكي بحرقة على فقدان أفراد عائلته، قائلا “ياالله انكسر ظهري”، نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا أمس الاثنين مخلفاً آلاف القتلى والجرحى.
وأظهر مقطع حصري لـموقع “العربية”، رجلا سوريا يبكي جميع أفراد أسرته، بعد إخراجهم موتى من تحت الأنقاض في مدينة سراقب بمحافظة إدلب نتيجة انهيار المبنى على رؤوسهم، مواصلا صرخاته الممزوجة بالدموع وهو يقول “يا رب دخيلك صبرني فيهم”.
وكانت مدينة حلب في سوريا، التي تلقت الضربة الأكثر إيلاما من الزلزال الدموي، من اكثر المدن الذي دمر أجزاء من تركيا أيضا، حيث تجاوز عدد ضحايا الزلزال العنيف حاجز الألف قتيل في هذه المدينة الواقعة شمالي سوريا.
أكدت فرق الطوارئ أن العديد من المنازل تضررت من الزلزال أوانهارت تماما، ولا يزال الكثير من السكان عالقين تحت أنقاض البنايات، في حلب التي يقيم فيها ملايين اللاجئين الذين تشردوا بعد أن أفقدتهم الحرب الأهلية منازلهم.
وبحسب وكالات انباء، أن الحصيلة المرتفعة للضحايا في تعود في المقام الأول إلى شدة الزلزال غير المسبوق، كما أن بنية المساكن لعبت دوراً أيضاً في ارتفاع عدد القتلى.
كان الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا المجاورة الاثنين مدمراً بسبب مجموعة من العوامل تتمثل في توقيته وموقعه، وخط صدع هادئ نسبياً منذ قرنين ومبان مشادة بشكل سيئ.
ووقع الزلزال عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي (01:17 بتوقيت غرينتش) ووجد النائمون أنفسهم “عالقين عندما انهارت منازلهم”، بحسب روجيه موسون، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.
كما أن بنية المساكن “لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة”، على ما أوضح لوكالة “فرانس برس” هذا الباحث الذي ألف كتاباً حول الهزات الأرضية. ويمكن تفسير ذلك بأن الصدع الزلزالي، حيث هذه المساكن.
وتقع تركيا على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم. وتسبب زلزال في إزميت على بعد حوالي 100 كلم جنوب شرق اسطنبول بمقتل 17 ألف شخص في 1999.
والاثنين، وقع الزلزال على الطرف الآخر من البلاد، قرب الحدود السورية، على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول.
ولم يشهد هذا الخط أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما حدا بالسكان إلى “الاستخفاف بخطورته”، بحسب موسون. وتشير هذه المدة أيضاً إلى “أن كمية كبيرة نسبياً من الطاقة تراكمت” على طول الصدع. وما يؤكد ذلك، بحسب الباحث، حدوث هزة ارتدادية عنيفة بعد الزلزال الرئيسي.