أهمية المشروعات الصغيره ومتناهية الصغر في تحقيق التنمية المستدامة
أهمية المشروعات الصغيره ومتناهية الصغر في تحقيق التنمية المستدامة
بقلم:الدكتور/ ياسر حسين سالم
الخبير الاقتصادي والمالي
تعد المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر اساس انطلاق وتطور وتحقيق التنميه المستدامه في كثير من البلدان التي تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي المعاصر .
وتعاني مصر حاليا من معاناه اقتصاديه اتت بعد ما تم تحقيقه علي ارض الواقع لانجازات ملموسه تتعدد شواهدها وتشهد بها مختلف الجهات المحليه والاقليميه والدوليه .
و يعد الاهتمام والدفع بالمشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر احد اهم الحلول التي تؤدي الي الخروج من عنق الزجاجه الحاليه والاتجاه نحو الانطلاق والتقدم الاقتصادي .
فمصر عانت عبر المرور سياسيا واقتصاديا من خلال ثورتين ثم اعقبهما ازمتين عالميتين هما ازمه كورونا والازمه الروسيه الاوكرانيه واعقب تلك الازمات تضخم طال مختلف ومتنوع السلع مما شكل تحديات ومعوقات وصعوبات عرقلت بعض جوانب مسيره التنميه الاقتصاديه المصريه وتأثر بها المواطن المصري .
* ويثار الان تساؤلات هامه تحتاج الي اجابه
ماذا بعد تخطي مصر العديد من الاصلاحات الاقتصاديه ؟
ماذا يمكن فعله بعد انجازات كان الميل فيها اكثر تجاه الاقتصاد العمراني ؟
كيف يمكن الخروج من عنق الزجاجه الحاليه للاقتصاد المصري ؟
*والاجابه علي تلك التساؤلات تكمن في ان المطلوب الاعتماد عليه هو توجيه بوصله الاهتمام الاقتصادي تجاه المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه لانتاج سلع وخدمات مختلفه ومتعدده ومتنوعه تلبي حاجه السوق المحلي والفائض منها للتصدير وتعظم من التشغيل والحد من البطاله ومواجهه التضخم والحد منه .
* المقصود بالمشروعات متناهيه الصغر والمشروعات الصغيره
والمقصود بالمشروع متناهي الصغر هو كل مشروع راس ماله اقل من خمسون الف جنيه وعدد افراده من واحد الي خمسه ولا تزيد حجم اعماله السنويه عن مليون جنيه .
والمقصود بالمشروع الصغير هو كل مشروع يزيد عدد افراده عن خمسه حتي خمسون فردا وراس ماله يزيد عن خمسون الف جنيه حتي 2 مليون جنيه وحجم اعماله السنوي لا يزيد عن خمسه مليون جنيه .
* حجم المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر واهميتها
فالمشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه تمثل الركيزه الاساسيه في التنميه وهي تمثل 95% من المشروعات في العالم ، وتمثل ايضا 95% من المشروعات في مصر .
والاهميه الكبيره جدا للمشروعات المتناهيه الصغر و الصغيره والمتوسطه تكمن في التشغيل وفي التوظيف وفي استيعاب العماله بجميع انواعها وتتقبل مختلف امكانيات العماله ، سواء عماله ماهره او نصف ماهره او غير ماهره .
ويعمل في المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه مختلف الاعمار ، والنساء والرجال ، ولا ترتبط بمستوي تعليمي .
وعند تعديد فوائد المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره نجد ان لها فوائد كبيره وكثيره جدا جدا تستفيد منها الدوله المصريه في كل محافظات مصر وليس في مكان معين .
و تسهم المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه
اسهام اكيد في مكافحه البطاله وزياده فرص العمل وفي التشغيل وفي التوظيف وفي زياده الدخول للأسر وفي الحد من الفقر .
* مدي انتشار المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر في مصر
تنتشر المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر في مختلف بقاع مصر فهي لا ترتبط باي بيئه فكل المحافظات متاحه لانطلاقها ، المدن والقري وبيئه السواحل وبيئه الصحاري وفي الريف وفي الحضر ، فكل مجتمع في مصر من الممكن ان يشارك في تلك المشروعات .
ففي الريف هي تعمل علي عوده الريف المنتج لانتاج مختلف السلع وعوده للقريه المنتجه وعوده لانتشار المزارع المنزليه ، للدواجن وللماعز وللخراف وللجاموس وللابقار ، وهذا يعني زياده تلك المنتجات في الاسواق وبالتالي انخفاض اسعارها وبذلك نواجه التضخم .
ايضا في المدن فتلك المشروعات تعمل علي عوده انشطه الانتاج المنزلي في المدن ، مثل ماكينات الخياطه وصناعات الملابس وما لها من اهميه وكذلك الصناعات الغذائيه وايضا صناعات التعبئه والتغليف .
وفي الباديه والواحات والسواحل يسهم انتاج السلع التراثيه في تنشيط السياحه
* اهميه المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر في الانشطه الفنيه
هذه المشروعات لها من الاهميه في نشاه جيل جديد من الفنيين المهره ، وتعمل علي عدم اندثار وانقراض المهن ، فالفنيين دورهم هام جدا بما لهم من اعمال فنيه وحيويه تفيد الجسد الاقتصادي المصري كله ، مثل فني إصلاح اجهزه منزليه ، فني اصلاح معدات ، فني إصلاح سيارات ، فني كهرباء ، فني نجاره ، فني نقاشه ، فني بلاط ، فني خراط ، فني حداد ، فني سباك ، فني كمبيوتر ، فني موبايل ، وغيرها من المهام الفنيه الهامه في التنميه المستدامه .
* فوائد المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر للاقتصاد الكلي
المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره تؤدي الي فوائد جمه لا حصر لها للجسد الاقتصادي منها الاتي :
فهي تؤدي الي استيعاب العماله والتشغيل والتوظيف والحد من البطاله ، و تعمل علي استخدام الخامات المحليه ، وزياده حجم الانتاج ، وتنوع الانتاج بمختلف السلع والخدمات ، وتزيد من المعروض من السلع والخدمات بالاسواق ، وتلبي الطلب المحلي ، وتؤدي الي نمو الناتج المحلي الاجمالي ، وتقلل من الاستيراد وتعمل علي زياده التصدير .
وتعمل علي زياده التنوع الاقتصادي ، وتعمل علي زياده الاحتياطي النقدي المصري ، وتعمل علي تحسين القوه التنافسيه المصريه في المؤشرات العالميه .
واهميه المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره كبيره لانتاج مختلف السلع والخدمات كما ان لها اهميه كبيره جدا فهي همزه الوصل بين القوه الشرائيه وبين الانتاج ، وهي تمثل انشطه قاعديه واساسيه تساعد وتعاون وتدفع الي نجاح الانشطه الاستثماريه الكبيره .
* دور المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر في مثلث التنمية
المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه لها دور اساسي في محاورالتنميه المختلفه ولها دور اساسي في ابعاد التنميه المستدامه الثلاثه ، البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد البيئي ، وتتوافق تلك المشروعات مع خطه الدوله المصريه للتنميه المستدامه 2030 .
فهذه المشروعات لا تحتاج الي راس مال كبير ولذلك تسهم بفاعليه في التشغيل واتاحه اكبر فرص للعمل واكبر اماكن للتشغيل مما يزيد من مستوي دخل الأسر وتحد من مؤشرات الفقر ، كما انها تسهم في ولاده مشاريع جديده ، كما انها تعتمد اكثر علي الكفاءات المحليه وعلي الموارد المحليه .
والمشروعات المتناهيه الصغر والصغيره والمتوسطه تشكل نواه للمشروعات الكبيره ولديها فرص التطور لكبر حجم اعمالها بل والوصول للعالميه ، كما انها تقوم بالتنميه في كافه مناطق الدوله المختلفه سواء مدن او ريف او حضر او سواحل او صحاري ، كما انها تدعم هدف الاكتفاء الذاتي ، وهي جاذبه للاستثمار الاجنبي المباشر كانشطه مساعده واساسيه للدفع بها نحو الاستقرار كما انها هامه بالنسبه للمشروعات الكبيره وتدفعها نحو النجاح والتطور.
* اهميه المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر في الربط بين مختلف المجالات والأنشطة التنمويه
هناك اهميه كبيره للمشروعات المتناهيه الصغر والصغيره في الربط بين مختلف المجالات ومختلف التخصصات للاسباب الاتيه ، فهي تدخل في كافه الانشطه وفي كافه المشروعات ، وتدخل في كافه المجالات وكافه التخصصات ، وتدخل في كافه القطاعات المختلفه ، الزراعيه ، الصناعيه ، التجاريه ، الخدميه ، الفنيه ، التقنيه ، النقل ، السياحه ، التكنولوجيا ، التشييد والبناء ، وغيرها ، فهي متواجده في غالبيه ومختلف المشروعات واذا تم التوسع فيها والدفع بها نجد انها مفيده جدا جدا للترابط ولتنشيط ولحيويه الجسد الاقتصادي المصري .
* المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر من حيث الاحصاء .
هناك احصائيه للجهاز المركزي للتعبئه العامه والاحصاء عام 2020 اكد ان عدد المنشات القطاع الخاص في مصر 3,7 مليون منشاه ، منها 95% مشروعات متناهيه الصغر وصغيره ويعمل بها رسميا 12,5 مليون مشتغل ، ويقدر ضعف هذه الاعداد خارج الإحصاء الرسمي .
* اهميه استفاده مصر من التجارب والخبرات الدوليه السابقه من تلك المشروعات .
يجب أن تستفيد مصر من التجارب الدوليه في الاستفاده من المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره ، مثل تجربه الصين التي أصبحت ثاني اقتصاديات العالم ومثل تجربه الهند التي اصبحت خامس اقتصاديات العالم و تجربه الولايات المتحده الامريكيه وهي الاقتصاد الاول في العالم وايضا التجربه اليابانيه والتجربه الكوريه الجنوبيه وتجربه سنغافوره وتجربه اندونيسيا ، وغيرها من التجارب الناجحه وعلينا الاستفاده من تلك التجارب الدوليه والتي نجحت فيها المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره في تقدم تلك البلدان ولكي تكون التجربه المصريه ناجحه ايضا في جعل المشروعات المتناهيه الصغر والصغيره قاطره التنميه في مصر و بوابه تنشيط الجسد الاقتصادي المصري وانطلاق لمصر نحو التقدم الاقتصادي العالمي المنشود .
