صواريخ إيران .. لعب عيال وبمب العيد .. ماذا قالوا عنها في إسرائيل
صواريخ إيران .. لعب عيال وبمب العيد .. ماذا قالوا عنها في إسرائيل
صواريخ إيران التى تم إطلاقها مساء أمس الثلاثاء باتجاه أهداف معينة، في خطوة أثارت الكثير من الجدل.
كتب / خالد الصالح
إلا أن المثير في الأمر هو رد الفعل الإسرائيلي على هذه الضربة، حيث وصفها بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنها أقرب إلى “لعب الأطفال” أو “بمب العيد” – تلك الألعاب النارية الصغيرة التي يستخدمها الأطفال خلال الاحتفالات ولا تسبب ضرراً يُذكر. فما وراء هذه التصريحات؟ وهل كانت هذه الضربة مجرد مناورة رمزية من إيران، أم أن هناك تنسيقاً خفياً بين الأطراف؟ وما دلالة تصريحات البنتاغون حول الضربة؟
خلفية الضربة الإيرانية
في إطار التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، قامت إيران بإطلاق صواريخ عدة، قيل إنها تستهدف مواقع عسكرية في إسرائيل. هذا الهجوم جاء بعد سلسلة من التصريحات العدائية بين الطرفين، حيث أكدت إيران على موقفها الراسخ ضد السياسات الإسرائيلية في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق متعددة من الشرق الأوسط.
ورغم التهديدات الإيرانية المستمرة بضرب إسرائيل، إلا أن رد الفعل الإسرائيلي على هذه الضربة كان لافتاً. حيث صرح مسؤولون بأن هذه الصواريخ لم تؤثر في شيء، ووصفوها بأنها أشبه “بمب العيد”، مما يشير إلى أن الأضرار الناتجة كانت طفيفة للغاية، إن لم تكن معدومة.
البنتاغون: التنسيق المسبق منع الخسائر
في سياق متصل، جاءت تصريحات البنتاغون لتضيف طبقة أخرى من الغموض على هذه الضربة. حيث أكد المتحدث باسم البنتاغون أن التنسيق المسبق بين الأطراف المختلفة في المنطقة ساهم في منع وقوع خسائر مادية أو بشرية جراء الضربة.
هذه التصريحات فتحت الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت الضربة الإيرانية قد تم التخطيط لها والتنسيق بشأنها مسبقاً.
فهل يعقل أن تكون إسرائيل قد علمت مسبقاً بالضربة وتم التنسيق مع الولايات المتحدة لضمان عدم حدوث أضرار جسيمة؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في ظل التصريحات المتتالية التي تشير إلى أن إسرائيل لم تتأثر بهذه الضربة بالشكل الذي توقعه البعض.
لعبة القوة والسياسة
بينما قد تكون هذه الضربة رمزية فقط من إيران، فإن هناك احتمالية أخرى يجب أخذها في الاعتبار، وهي أن إيران كانت تسعى من خلال هذا الهجوم إلى إرسال رسالة سياسية أكثر من كونها ضربة عسكرية. ففي الوقت الذي تواصل فيه طهران تطوير قدراتها الصاروخية والعسكرية، فإنها تدرك جيداً أن أي تصعيد مباشر مع إسرائيل قد يؤدي إلى تدخلات دولية واسعة النطاق، خاصة من الولايات المتحدة.
ومن هنا، قد تكون إيران قد اختارت القيام بضربة محدودة لتجنب ردود الفعل العنيفة، مع الحفاظ على موقفها العدائي تجاه إسرائيل. في المقابل، قد تكون إسرائيل قد تعاملت مع الأمر ببرود نسبي، مكتفية بالتصريحات الإعلامية التي تقلل من أهمية الضربة، بهدف عدم تصعيد الموقف إلى مستوى أعلى.
الرسائل المبطنة من الطرفين
على الرغم من كل التصريحات الإسرائيلية التي تقلل من أهمية الضربة، فإن الرسالة المبطنة من إيران لا تزال قائمة.
فإطلاق الصواريخ، وإن كان رمزياً، يعكس استمرار التوتر في المنطقة، ويؤكد أن إيران لن تتراجع عن سياستها المعادية لإسرائيل.
وفي نفس الوقت، فإن إسرائيل بإبرازها لتفاهة الضربة تسعى لتوجيه رسالة مفادها أن قوتها العسكرية والتقنية تجعلها في مأمن من أي تهديدات إيرانية، مهما كانت هذه التهديدات.
إلا أن هناك زاوية أخرى يجب النظر إليها، وهي مدى تأثير هذه الأحداث على الوضع الإقليمي والدولي.
فمع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، فإن المنطقة بأسرها قد تصبح على شفا حرب شاملة إذا ما خرجت الأمور عن نطاق السيطرة. وهنا يأتي دور القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة وروسيا، في محاولة لتهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب قد تكون نتائجها كارثية.
التوافقات غير المعلنة
في ظل ما سبق، من الممكن أن يكون هناك نوع من “التفاهمات غير المعلنة” بين الأطراف المعنية. فإيران قد تكون استشعرت أنه من الضروري إرسال رسالة رمزية من خلال هذه الضربة، بينما قد تكون إسرائيل والولايات المتحدة قد تفهمتا هذه الرسالة وتعاملتا معها بمرونة. وهذا يفسر ربما سبب عدم حدوث تصعيد عسكري مباشر من الطرفين عقب الضربة.
وربما يكون هذا النوع من التفاهمات هو ما يمنع حتى الآن نشوب حرب شاملة في المنطقة، حيث تسعى جميع الأطراف إلى تجنب كارثة أكبر. ومع ذلك، فإن مثل هذه التفاهمات قد تكون هشة للغاية، وتحتاج إلى توازن دقيق بين جميع الأطراف.
الخاتمة: هل ستتمادى إسرائيل في بطشها؟
على الرغم من التصريحات الإسرائيلية التي تقلل من أهمية الضربة الإيرانية، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستتمادى إسرائيل في سياساتها تجاه إيران؟ فإسرائيل تُعرف بسياساتها الصارمة تجاه أي تهديدات لأمنها القومي، وخاصة من إيران. وبالتالي، قد نرى في المستقبل القريب تصعيداً من الجانب الإسرائيلي ضد إيران، سواء كان ذلك عسكرياً أو سياسياً.
وفي النهاية، يبقى التوتر بين إيران وإسرائيل جزءاً من مشهد معقد في الشرق الأوسط، حيث تتداخل فيه المصالح السياسية والعسكرية مع الحسابات الدولية.