الخسارة النكراء لإسرائيل: تحولات الرقعة الحربية تصب في صالح إيران .
اسرائيل تهدد إيران فى بيان رسمى تهديد صريح
الخسارة النكراء لإسرائيل: تحولات الرقعة الحربية تصب في صالح إيران .
توسع حربي بموافقة أمريكية ضمنية : عربدة إسرائيل مفتوحة .
وصلت حدة التشابكات و التلاسنات الإيرانية الإسرائيلية حد التهديد الرسمي من “الإسرائيلين “لضرب أهداف عسكرية محددة و منشأت نووية إيرانية ، و ذلك تم بعد إبلاغ أمريكي لإيران بتلك الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي على المنطقة . وبالطبع ، اجتازت إيران سياسيًا و إستراتيجيًا للصمت الاستراتيجي و الالتزام بقواعد الاشتباك خاصة بعد هجومها الأخير مطلع الشهر الجاري .
بقلم :مصطفى نصار
علاوة على ذلك ، تعطي الموافقة الأمريكية و لو ضمنيًا ضمانًا لإسرائيل بضربها لإيران بسعة صدر و راحة تامة ، وصلت لتهديد تبادلي من الحرس الثوري الإيراني لها بضرب الأراضي الإيرانية. و تصعيد اللهجة التهديدية و التحذيرية يسرع وتيرة بدء الحرب الشاملة و الإقليمية التي ستمدد عواقبها و آثارها الوخيمة على كافة الأطراف و خاصة المطبعة منها . فآثرت إيران التحول الثاني عبر تاريخها الحديث تغيير استراتيجاتها من التصريحات الداعمة.
و زادت تلك النبرة خاصة بعد اعتقالها لرئيس وحدة مكافحة الجواسيس أافناي نظرًا لاكتشاف خيانته و اشتغاله لدى الموساد الإسرائيلي ، و سبقت تلك الحادثة تحذير من السيد محمود أحمدي رئيس الجمهورية الأسبق في مؤتمر تابع لجامعة طهران ، أي أن اختراق إيران من إسرائيل توغل بطريقة عمقية داخل شرايين و أروقة السياسة الإيرانية .
كبر الاختراق الإسرائيلي بتفوقه على إيران منذ ٤ سنوات، و تحديدًا في يونيو ٢٠٢٠ عندما اغتيل العالم النووي صبحي زاده في طلق ناري أصاب رأسه مباشرة ، و تفجير السيارة عقب الإصابة المميتة ، و توسعت الاختراقات لاغتيال شخصيات عديدة داخل إيران منها الأمنية و العسكرية على رأسها على مشياخ العقيد في الحرس الثوري الإيراني.
و لم تكتف إسرائيل بتلك الاختراقات الداخلية فاخترقت أعوانها كذلك بدرجة متغلغلة منذ ما يقرب ٤ سنوات باغتيالها لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد. الأمر الذي زاد من ثقة و غطرسة إسرائيل ؛و جعلها تمتد داخل منشأت إيران النووية باختراقها نظنز إلكترونيًا و هزها نفسيًا حتى ردعها من عملية التخصيب . و لذلك ، فإن إعادة العملية قد تستغرق شهور وصولًا لسنة كاملة ، مما دعى إيريك بابينغ مدير وحدة الأمن السبيراني أن أهداف العملية تنتمي للحرب النفسية.
و يندرج إرباك إيران و اهتزازها تحت الأهداف الأمريكية لأسباب عدة منها إبطاء و تلجيم تحركات محور الممانعة الذي ثبت قوته و منعته بالفعل عقب الضربات القوية و الصارمة التي وصلت لحيفا و يافا ، مما أثار غضب الولايات المتحدة و نشرت فيديو تعريفي بمنظومة ثاد للدفاع الصاروخي و تسليمها لإسرائيل مطلع الشهر الجاري بأقوى الترجيحات ، و زيادة الدعم المالي لإسرائيل ليصل ل٢٥ مليار دولار .
و لعل هذا ما جعل الباحث السياسي الإسرائيلي و استاذ علم السياسة بمركز الدراسات الدينية في جامعة موناش الأسترالية يعتبر أن الولايات المتحدة تتأخذ دور الحليف الذي يود استمرار المعركة حتى و لو على مستوى عض الاصابع بين البلدين . تعتبر بذلك الحرب الشاملة أيضًا و اندلاعها ورطة لأمريكا نفسها و ذلك لعدم قياس مدى تغيير المنطقة و كفتها ، و لذلك اعتبر باريت نفسه أن الولايات تود تجنب الحرب الشاملة في مقابل الحفاظ على أمان الكيان و ثبات المنطقة . و بتلك الأجواء ، الاندلاع الحتمي للحرب الإقليمية ستوسع احتمالات ميل المنطقة لمحور المقاومة أقوى و أكثر ثبوثًا و واقعية .
حروب الحرب النفسية، ألعاب الآثام الكبرى .
قبيل هجوم القاعدتين الخاصتين في بينامينا و سامر هلارس ، و الذين أحدثا ضجة مدوية و صدمة كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ظهر تسجيلًا من الحزب قيل أنه لحسن نصر الله . نتيجة لذلك ، أحدث ذلك نوعًا من الارتباك على المستويين النفسي و المعنوي في الجيش الإسرائيلي، إذ أنهم ظنوا بسخف باهر و بوهم منتفخ نتيجة مفادها قطع الرأس يعني نهاية الحزب أو على أقل تقدير عدم قدرته على خوض الحرب خصوصًا بعد اغتيال الصفين الأولين من قيادته .
و إن دل ذلك على شيء ، فعلى قوة وحدة الحزب القتالية و قدرته على خوضه للحروب النفسية و المعنوية بكفاءة و مهارية عالية توصلت بعدها لهجوم مركب و نوعي فريد اخترق جبهة الاحتلال الداخلية بمنتهى السهولة . و ذلك بضرب قاعدتين في حيفا “بنيامينا “، و سامر هلارس الذي زلزل أركان الاحتلال . و زادت أزمة الاحتلال الإسرائيلي عقب الهجوم بسبب عدم قراءة الردادات للمسيرات و بالتالي تعطلت أجهزة الإنذار عن العمل ، و قتل ٤ جنود ، مع إصابة ٤٦ جندي .
و من هول الصدمة و الارتباك و التوتر ، وصفتها الصحفية الإسرائيلية كالداكيست بأنه وحش الكيميرا الأسطوري الذي يمتلك ٣ رؤوس رأس ماعز ذا قرن و أفعى تلدغ و أسد يفترس ، و يقابله في الصورة الحقيقة المسيرة التي أطلقها حزب الله اللبناني بصواريخ كروز و خفيتها و سرعتها التي فشلت الإنذارات في رصدها و خبث الافعى يكمن في غرض العملية الاساسي ، و الذي تمثل في اغتيال هارتسي هاليفي رئيس الأركان بعد ما علم الحزب وجوده في الاجتماع بعد تحريات أمنية و استخبارتية دقيقة وضع إسرائيل في مأزق كبير.
و أما تمدد السينايورهات المتعلقة بخيارات الحرب و المواجهة ، فكلها فتحات تؤدي جميعها لنفس المسعى ، و إن ما فتح أحداها فلا تتمكن إسرائيل من غلق حجر وحش الهايدرا الذي لا يترك ضحيته إلا بعد موتها الفعلي أو موتها السريري حتى يعلن موتها النهائي بصورة بشعة بمرض عضال لا يستشفى منه .
الفشل الذريع :انهيار مدوي لنظريات الأمن الإسرائيلي
و بذلك تضع إسرائيل نفسها بين خيارات محدودة أحلاها مر و أمرها خراب خاصة بعد فشل لواءات النخبة و قواتها مثل ٨٢٠٠ و جولاني ،وسط انهيار عميق يغور بين نظريات الردع و الأمن الإسرائيلي بكافة أركانها من أول الردع حتى المعارك الخاطفة . و ما يشعل أزمته الحقيقة انتصاراته الوهمية التي تعكس مدى إفلاسه السياسي و الاستراتيجي، و تحوله لمجرد دولة انتحارية تستمد حياتها من الحروب عكس لما روجت له نظرية الجدار الحديدي المنظر لها من قبل رئيف جابونسكي .