السيد شطا .. المطرب والموسيقار المصري الكبير الذي عاش وتألق في تونس
السيد شطا .. هذا الموسيقار المصرى الكبير الذى تألق وعاش في تونس الحبيبة، ومرت أمس ذكرى ميلاده فهو من مواليد 31 يناير سنة 1897 وقد تذكرته وسائل الإعلام بالبلد الحبيب وسلطت الضوء علي رحلة عطاءة الكبيرة والمميزة.
كت/ أسامة الراعي
متابعة/ حبيب بنصالح ” تونس – خاص”
سيّد محمد عبد الجواد شطا : ولد في 31 جانفي يناير 1897 – توفي سنة 1985 (88 سنة).
ولد في القاهرة.. وتعلم مبادىء الموسيقى والعزف على العود منذ الصغر.
وفي سنة 1916 أحيى أول حفلة غنائية بمفرده أمام الجمهور في كازينو “البوسفور” بالقاهرة وكانت الانطلاقة الكبرى لمسيرته الفنية الحافلة والزاخرة بالعطاء..
حظي بعناية الموسيقار الكبير سيد درويش الذي لحن له أغنيتين.
ثم تحوّل الى المغرب باتفاق مع جاره ابراهيم المراكشي الذي كان واسطته للعمل بقصر “التهامي الكلاوي” في المغرب والذي كلفه بتعليم جواريه الغناء والعزف..!
وبعد سنة عاد الى مصر وتزوّج أمّ أولاده السيدة نصّار، وواصل رحلاته الفنية الى المغرب مرورا بطرابلس وتونس التي لبث فيها طويلا.
عاد للمرة الثانية الى تونس سنة 1929 ليقيم فيها فترة أطول حيث رَهَن فيللا كان يملكها في حدائق القبة بالقاهرة لتغطية مصاريفه… تعرّف على أشهر الفنانين في تونس آنذاك مثل حسيبة رشدي، فضيلة ختمي وشافية رشدي، وتعامل معهن.
بقي في تلك السنة (1929) بتونس واشتغل طيلة شهر رمضان وعاد أصدقاؤه الموسيقيون الى مصر وبقي هو.
بدأ يشتغل مع شافية رشدي في فرقة المستقبل للتمثيل ولحن العديد من المسرحيات التونسية. ثم عاد من جديد لتلحين الأدوار والأغاني واحياء سهرات الأفراح والحفلات الخاصة مع صديقه المطرب المصري “أحمد فاروز” وهو عازف عود.
وفي 1934 عاد الى مصر وأقام هناك مدة لحن فيها أغنية (ياجمال الريف) للمطرب “ابراهيم حمودة”، كما مثّل في مسرحية “كليوباترا” مع الفنانة منيرة المهدية بعد أن تخاصمت مع محمد عبد الوهاب، ومسرحية “عبد الرحمان الناصر” و”العشرة الطيبة”.
ثم عاد الى تونس ليقـيم بها بصفة نهائية، وقد بعث توكيلا لصديقه المطرب “الشيخ أمين حسنين” (الذي سكن بعده تونس وتزوج وتوفي بها) لبيع الأرض التي كان يملكها بمنطقة (المرج) وسكن مع عائلته في منطقة باب منارة ثم باب سويقة بتونس العاصمة… وظل يعمل مع فرقة تونسية ووجد معها كل التجاوب…
بدأ مشواره الفني الحقيقي في تونس بتعامله مع الفنانة فتحية خيري بتلحين مسرحيتها “الافريقية”. وقد ارتبط اسمه بها بعدما لحّن لها عددا كبيرا من الأغاني وصل الى قرابة 40 أغنية.
ومن الأغاني التي لحنها سيد شطا لفتحية خيري في بدايتها:
* ما ثناها (للشاعر عبد الرزاق كرباكة).
* يا هاترة بالعين (للشاعر عبد الرزاق كرباكة).
* أترى تذكرينني (للشاعر محمد العريبي).
* في الليل والظلمة تخيّم (للشاعر محمد العريبي)
– ولحن للفنانة حسيبة رشدي :
* البخت (من تأليفه).
* يابنات الريف (للشاعر المصري عبد الفتاح الشرقاوي).
* قلبي انشغل بيك (للشاعر المصري محمد الهلاوي).
وبهذه الأغاني القليلة أحدث هزّة كبيرة في الساحة الفنية التونسية حيث اقترنت ألحانه بالنجاح، ولعبت دورا كبير في توجيه الحركة الموسيقية التونسية وتنشيطها وتطويرها.
وفي 1938، بعد افتتاح الاذاعة التونسية أصبح له برنامج فني خاص ودوري كل أسبوع بصوت رفيقة دربه المطربة فتحية خيري.
وفي سنة 1942 اتصل به محمد المنصف باي بعد توليه عرش تونس وكلفه بتعليم كريمته الأميرة زكية أصول الموسيقى والعزف على آلة العود. فأهداه فيلا في ضاحية المرسى ليسكن فيها مع أفراد عائلته.
لكن الأقدار شاءت أن تسوء الأحوال في تونس بعد خلع المنصف باي من قبل السلطة الاستعمارية في 14 ماي 1943 بدعوى التعامل مع جيوش المحور. عندها عاد السيد شطا الى بيته في باب سويقة بعد مرض ابنته فكانت الظروف والأقدار قاسية عليه كثيرا هذه المرة لأنه فقد ابنته وزوجته سيدة نصار سنة 1945 فكانت هذه الفترة من أتعس فترات حياته.
عاد سيد شطا الى القاهرة بعد وفاة ابنته وزوجته في نفس السنة، وبمجرد وصول الزعيم الحبيب بورقيبة الى القاهرة للتعريف بالقضية التونسية اتصل به سيد شطا ورافقه في نشاطه السياسي عديد المرات وقدم له جليل الخدمات.
وفي سنة 1949 عاد سيد شطا الى تونس، ولحن للمطربة فتحية خيري :
* انا بنت الفلاحة.
* فين النسيم العليل، للشاعر محمود بورقيبة.
* ما احلى ليالي اشبيليا، للشاعر الهادي العبيدي.
* يا جاهل المحبة، للشاعر جلال الدين النقاش.
* قالوا الجمال أسرار، وهي من تأليفه.
* نحي نغمك، للشاعر المصري محمد الهلاوي..
وبعد أن استقرت قدمه على أرضية فنية صلبة، وأصبح له جمهور يستمع اليه، انضم الى فرقة المطربة التونسية فتحية خيري كمطرب أول في فرقتها وكعازف على العود.
ومنذ سنة 1957 اتجه كليّا بالأداء والتلحين الى الطابع الديني. وبدأ يشتغل مع فرقة الشيخ محمود عزيز للسلامية وتلحين القصائد الدينية.
واكب سيد شطا الاذاعة التونسية من يوم كانت في عمارة الكوليزي الى ساحة العملة فشارع الحرية، وبقي منتميا اليها إلى وفاته، كما لحن لعدة أصوات تونسية مشهورة أمثال: نعمة، علية، هناء راشد، زهيرة سالم، يوسف التميمي، أحمد حمزة، محمد أحمد، مصطفى الشرفي، محمد الفرشيشي، وخاصة المجموعة الصوتية للاذاعة التونسية.