قمة عربية طارئة في القاهرة.. هل آن أوان التحرك الفعلي أم مجرد بيانات معتادة؟
هل تتحول القمه العربيه قرارات حاسمه إلى أفعال أم تبقى حبرًا على ورق؟
عقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والأردن، لقاءً تشاورياً في العاصمة السعودية الرياض، في إطار مساعيها المتواصلة لتعزيز العمل العربي المشترك.
كتبت ريهام طارق
ركز الاجتماع على مناقشة آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، ويعكس هذا اللقاء الحراك السياسي المتنامي في المنطقة، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة، ولا سيما ما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة.
اقرأ أيضا: تحليل ريهام طارق: غزة في مفترق الطرق بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل
تُعقد هذه القمة في مرحلة مفصلية تمر بها المنطقة، حيث تعمل القوى الإقليمية على إعادة رسم المشهد السياسي وفقاً للتحولات الجيوسياسية الراهنة.
وتعكس دعوة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لهذا الاجتماع الدور المتصاعد للمملكة كقوة إقليمية مؤثرة تسعى إلى توحيد المواقف العربية، لا سيما تجاه القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أن مشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن تدل على وجود رؤية عربية موحدة تجاه القضايا الملحّة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وهذا يشير إلى إدراك الدول العربية لأهمية التنسيق المشترك لمواجهة التحديات السياسية والأمنية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة.
اقرأ أيضا: ريهام طارق تكتب: إعمار غزة.. هل تنجح الخطة المصرية أم تُوأد في مهدها؟
القمة العربية الطارئة في القاهرة: خطوة نحو موقف عربي موحد.
ترحيب القادة العرب بانعقاد قمة عربية طارئة في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية في 4 من شهر مارس المقبل 2025 يعكس وعياً عميقاً بضرورة توحيد الصف العربي إزاء المستجدات في غزة.
اقرأ أيضا: ريهام طارق تكتب: مؤامرة التهجير تنكشف.. ومصر والأردن يعلنان المواجهة!
ومن المتوقع أن تبحث القمة قضايا محورية، أبرزها جهود وقف إطلاق النار، وتعزيز المساعدات الإنسانية، وخطط إعادة الإعمار، بما يسهم في معالجة التداعيات الراهنة بفاعلية.
ورغم أن القمم العربية السابقة لم تسفر دائماً عن قرارات حاسمة، إلا أن هذا الاجتماع قد يشكل فرصة حقيقية لوضع رؤية عربية موحدة، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل لوقف التصعيد العسكري.
اقرأ أيضا – محمدي وبوسي: تعاون موسيقي استثنائي في “أش أش” رمضان 2025
مصر تتحدى العوائق.. خطة إعمار غزة على المحك!
أعلنت الحكومة المصرية عن خطة طموحة لإعادة إعمار قطاع غزة تمتد على مدى ثلاث سنوات، في خطوة تؤكد التزام القاهرة بدورها المحوري في تعزيز الاستقرار بالمنطقة، وتعكس هذه المبادرة اعتماد مصر على خبراتها الواسعة في مجالات الهندسة والبنية التحتية لضمان تنفيذ عملية إعادة الإعمار بأسلوب مستدام و فعّال.
ومع ذلك، تواجه الخطة تحديات جوهرية، يأتي في مقدمتها تأمين التمويل اللازم، والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الضغوط السياسية التي قد تعيق تنفيذ المشروع. وبالتالي، فإن نجاح مصر في تجاوز هذه العقبات سيعزز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة ومسؤولة عن استقرار المنطقة.
اقرأ أيضا: ريهام طارق تكتب: طبول الحرب تُقرع.. هل يتحول جنوب لبنان إلى ساحة اشتباك؟
عاصفة التغيير تقترب.. قرارات مفاجئة تعيد رسم المشهد السياسي!
يمكن أن ينتج عن هذا الحراك السياسي عدة مسارات محتملة، أبرزها تعزيز الدور السعودي في معالجة القضايا الإقليمية، حيث تعكس هذه القمة المكانة القيادية للمملكة ودورها المتنامي في إدارة التحديات العربية، إلى جانب تشكيل موقف عربي أكثر تماسكا تجاه القضية الفلسطينية، إذ قد يتيح تنسيق الجهود فرصة لاتخاذ خطوات عملية للضغط على إسرائيل دوليا لوقف تصعيدها في غزة، فضلا عن اعتبار إعادة إعمار القطاع مدخل رئيسيا لتحقيق الاستقرار، حيث يمكن لنجاح الخطة المصرية في هذا الإطار أن يسهم في تهدئة الأوضاع وتهيئة بيئة أكثر استقرارا.
اقرأ أيضا: ريهام طارق تكتب: ترمب يخطط لتهجير الفلسطينيين.. صفقة القرن أم نكبة جديدة؟
هل تتحول القمه العربيه قرارات حاسمه إلى أفعال أم تبقى حبرًا على ورق؟
في النهاية تمثل القمة التشاورية في الرياض، وما يليها من قمة طارئة في القاهرة، محطات مفصلية في مسار العمل العربي المشترك، غير أن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه اللقاءات إلى خطوات عملية تسهم في إحداث تغيير ملموس على الأرض، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي تبقى جوهر الصراع في المنطقة.