السعودية: تستضيف أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025 بمشاركة واسعة من الطلاب الموهوبين

السعودية: تستضيف أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025 بمشاركة واسعة من الطلاب الموهوبين

 

تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة النسخة الـ25 من أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025 (APhO)، والتي ستُعقد خلال الفترة من 4 إلى 12 مايو المقبل في مدينة الظهران، وذلك بمشاركة نحو 240 طالبًا وطالبة من الموهوبين في الفيزياء يمثلون أكثر من 30 دولة آسيوية.

 

وتُقام هذه المسابقة العلمية الدولية للمرة الأولى على أرض المملكة، ويأتي تنظيمها في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز موقع المملكة في المشهد العلمي العالمي، ودعم قدرات الشباب الموهوبين وتنمية مهاراتهم في مجالات العلوم والتقنية.

 

شراكة علمية وتنظيمية متكاملة

يتم تنظيم الأولمبياد بالتعاون بين ثلاث جهات وطنية كبرى، وهي: وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويقام الحدث في مقر الجامعة بالظهران، تحت رعاية حصرية من شركة أرامكو السعودية، في خطوة تعكس التزام كبرى الشركات الوطنية بدعم المبادرات التعليمية والعلمية.

السعودية

وتُعد هذه الاستضافة دليلًا على قدرة المملكة على تنظيم الفعاليات الكبرى، خاصة في المجالات العلمية، مما يسهم في تعزيز سمعتها الدولية في دعم الموهبة والابتكار، وتطوير رأس المال البشري.

 

معلومات عن الأولمبياد وأهدافه

يُعتبر أولمبياد الفيزياء الآسيوي أحد أهم المسابقات العلمية الدولية السنوية المخصصة لطلبة المرحلة الثانوية المتفوقين في مجال الفيزياء، وتشارك فيه الدول الآسيوية التي أحرزت نتائج متقدمة في الأولمبياد الدولي للفيزياء.

 

ويهدف هذا المحفل العلمي إلى تعزيز التفكير التحليلي والنقدي لدى الطلبة، وصقل مهاراتهم من خلال التحديات النظرية والعملية التي تُطرح خلال المسابقة، مما يُعد فرصة ذهبية لتطوير مهاراتهم والتواصل مع أقرانهم من مختلف الدول.

من إندونيسيا إلى السعودية: رحلة الأولمبياد العلمية

انطلقت النسخة الأولى من أولمبياد الفيزياء الآسيوي في عام 1999م بإندونيسيا، بمشاركة 12 دولة فقط. ومنذ ذلك الحين، شهدت المسابقة نموًا كبيرًا من حيث عدد الدول المشاركة والمستوى العلمي للمنافسات. وقد أصبحت من أبرز المنصات التي تسعى الدول الآسيوية من خلالها إلى إبراز قدرات طلابها في مجال الفيزياء.

 

ويُعتمد في ترشيح الطلاب المشاركين في الأولمبياد على نتائجهم التراكمية في ملتقيات تدريب نظرية وعملية تُنظّم على مدار العام، حيث يتم تصعيد الطلبة تدريجيًا عبر مستويات تدريبية متقدمة. وعند الوصول إلى المستوى الرابع، يتم إخضاعهم لاختبارات دقيقة لاختيار الفريق النهائي الممثل لدولهم في المسابقة.

مشاركة سعودية مشرفة وإنجازات متراكمة

 

شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في أولمبياد الفيزياء الآسيوي في عام 2012م، ومنذ ذلك الحين أثبتت حضورها القوي والمتميّز في هذه الفعالية العلمية. وقد تمكن الطلاب السعوديون من حصد 16 جائزة دولية ضمن مشاركاتهم في هذه المسابقة، ما يعكس حجم الجهد المبذول في رعاية الموهوبين وتأهيلهم.

 

 

كما أن المملكة حصدت عبر مشاركاتها في الأولمبيادات العلمية الدولية والإقليمية المختلفة ما مجموعه 854 جائزة، في دلالة واضحة على تطور مستوى التعليم العلمي، والدعم الكبير الذي يحظى به الطلاب الموهوبون من الجهات الرسمية والخاصة.

 

تصريحات اللجنة التنظيمية: حدث علمي يرسّخ الريادة

من جهته، أكد رئيس اللجنة التنظيمية للأولمبياد، بدر المجرذي، أن تنظيم المملكة لهذا الحدث العلمي الدولي يعكس ثقة المجتمع العلمي الدولي في قدرات المملكة التنظيمية والمعرفية. وأشار إلى أن هذه الاستضافة تمثل تتويجًا لمسيرة المملكة في دعم التعليم والموهبة والابتكار، وتُجسد التقدم الملحوظ الذي أحرزته في مجال تعليم العلوم وتنمية الكفاءات البشرية.

 

كما أضاف أن التعاون بين مختلف القطاعات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التعليم وموهبة، يعد نموذجًا للتكامل الفعال في سبيل تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعليم النوعي والبحث العلمي.

 

نجاحات سابقة تمهد لنجاحات قادمة

 

تجدر الإشارة إلى أن المملكة كانت قد نظمت النسخة الـ56 من أولمبياد الكيمياء الدولي في يوليو من العام الماضي 2024م، بالعاصمة الرياض، وشهدت تلك الفعالية مشاركة واسعة من 333 طالبًا وطالبة من 90 دولة حول العالم.

وحظيت تلك الفعالية بإشادة واسعة من المشاركين والمنظمات الدولية، ما جعلها إحدى العلامات البارزة في سجل المملكة العلمي، ورسّخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في احتضان الفعاليات العلمية الكبرى.

خطوة نحو المستقبل

تشكل استضافة المملكة لأولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025 خطوة جديدة نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للتميز العلمي، وتسهم في تمكين الجيل القادم من العلماء والباحثين في المملكة ودول آسيا. كما تبرز جهود المملكة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، لا سيما في ما يخص التعليم، والابتكار، والاستثمار في العقول الشابة.

إعداد وفاء عبد السلام

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.