من يدفع الثمن الأكبر؟ المستثمرون يهربون من “تسلا”.. و ترامب يواجه تمردا جمهوريا
ترامب وماسك: من التحالف إلى الحرب العلنية – تحليل شامل لصراع يهز الأسواق ويشكل المشهد السياسي
كتب باهر رجب
جذور الأزمة:
خلاف سياسي يتحول إلى حرب شخصية
– انتقاد التشريع الضريبي:
بدأ الصراع عندما وصف إيلون ماسك حزمة ترامب الضريبية و الإنفاقية بـ”الرجس البغيض” و”الإساءة المالية”، معتبرا أنها تزيد العجز الفيدرالي البالغ 36.2 تريليون دولار .
– اتهامات متبادلة:
رد ترامب باتهام ماسك بالمعارضة الذاتية، زاعما أن غضبه نابع من إلغاء إعفاءات السيارات الكهربائية التي تفيد “تسلا”، بينما أكد ماسك أن مشروع القانون “لم يعرض عليه أبدا” .
التصعيد الإعلامي:
معركة على منصات التواصل الاجتماعي
– تهديدات مالية:
هدد ترامب بقطع “المليارات” من العقود الحكومية مع شركات ماسك، خاصة عقود “سبيس إكس” مع ناسا و”ستارلينك” مع البنتاغون .
– ضربات تحت الحزام:
– سخر ترامب من إصابة عين ماسك: “قلت له: أتريد مكياجا؟”.
– ربط ماسك ترامب بملفات جيفري إبستين: “ترامب موجود في ملفات إبستين، لهذا لم تنشر” .
– ادعى ماسك أن ترامب يستخدم “بديل جسدي” بعد تغيير مواقفه من العجز .
الزلزال المالي:
تسلا خارج نادي التريليون دولار
– انهيار تاريخي:
انخفض سهم “تسلا” 14.3% في 5 يونيو 2025، أكبر خسارة يومية في 3 أشهر، محولا 150 مليار دولار من قيمتها السوقية .
– خروج من النخبة:
خرجت تسلا من “نادي التريليون دولار”، حيث انخفضت قيمتها السوقية من 1.1 تريليون إلى 917 مليار دولار، لتهبط للمركز 11 عالميا .
تهديدات الفضاء:
“دراغون” كرهان خطير
هدد ماسك بإيقاف تشغيل مركبة “دراغون” الفضائية – الوحيدة القادرة على نقل رواد فضاء أمريكيين للمحطة الدولية – رغم تراجعه لاحقا بعد ضغوط: “نصيحة جيدة، لن نوقفها” .
تداعيات سياسية:
من التحالف إلى الدعوة للعزل
– إنكار الفضل الانتخابي:
أكد ماسك: “لولا دعمي لخسر ترامب الانتخابات وكان الديمقراطيون سيسيطرون على الكونغرس”، ردا على تصريح ترامب: “كنت سأفوز في بنسلفانيا بدون إيلون” .
– دعم العزل:
أجاب ماسك بـ”نعم” على منشور يدعو لعزل ترامب، في خطوة رمزية لكنها بالغة الحساسية .
– حزب جديد؟:
طرح ماسك استطلاعا لإنشاء “حزب سياسي جديد يمثل 80% في الوسط”، حاصلا على مليون تفاعل سريعا .
مستقبل العلاقة:
سيناريوهات محتملة
1.التصعيد الكامل:
قطع العقود الحكومية مع “سبيس إكس” و”تسلا”، و مقاضاة ماسك بتهمة التهديد بالأمن القومي.
2. التهدئة:
وساطة من حلفاء مثل الملياردير بيل ، حيث أجاب ماسك على دعوته للصلح: “أنت محق” .
3. حرب باردة:
استمرار التصعيد الإعلامي مع تجنب الضربات القاضية، خاصة قبل الانتخابات النصفية 2026.
الخلاصة:
صراع يعيد تعريف تحالفات السلطة
ما بدأ كخلاف سياسي حول العجز المالي تحول لمعركة وجودية بين نموذجين للقوة:
– قوة الدولة:
يجسدها ترامب بسلطته في قطع العقود الحكومية.
– قوة التكنوقراط:
يمثلها ماسك بقدرته على هز الأسواق وتعطيل برامج الفضاء الحيوية.
التداعيات تتجاوز الشخصين لتمس أسس التحالف بين السلطة السياسية و نخب التكنولوجيا، في صراع قد يعيد تشكيل المشهدين الاقتصادي والسياسي الأمريكي لسنوات قادمة.