لسنا في عزلة بل نحن أحياء طالما نمسك بالقلم
بقلم دكتور/ ابرام سامي
لسنا في عزلة .. الكتابة شكل من أشكال الحرية، تحررتُ بالكتابة من المجتمع المحافظ الذي يحاصرنا، بضرورة الرضوخ له وما يقبله اجتماعيًا وشرعيًا من وجهة نظره.
المفاجأة أنني تحررتُ بالكتابة من دوائر المجتمع الليبرالي الذي صنع قوالب للتحرر لا ينبغي علينا الخروج عنها، فأصبح التحرر سجنًا لكن في الاتجاه المعاكس.
كلاهما يمثل فلسفة الجماعة التي سعيت للتحرر من قوالبها الجامدة والذي ُيعد الخروج عنها خروجًا عن الجنة.
لقمة العيش والتأمين المادي
العجز عن الكتابة لمن يعشق القلم هو من أسباب الحزن لأنه مع عجز القلم نشعر بأن حريتنا التي انتزعناها على الورق في خطر.
العجز عن الكتابة له أسباب كثيرة ، منها وضع لقمة العيش والتأمين المادي أولوية، فلولا القدرة على الاستقلالية لن يكون في مقدورنا ممارسة مانحب في وقتنا الخاص ، منها أيضا قلة الوقت بسبب تقديم رعاية صحية لمن يهمنا أمرهم من ذوينا و التخفيف عنهم وعما أصابهم في أرذل العمر ، منها أيضا الحالة النفسية التي نمر بها وظروف الحصار في بيئة غير حرة فيها الكثير من تضييق الخناق.
تقديم مادة مفيدة ومختلفة
ولهذا فإن الانعزال من أجل الكتابة ليس ُعزلة بل هو نتاج الانخراط و الاشتباك اليومي والتجارب الحياتية الممزوجة بالرغبة في القراءة و الدراسة وممارسة الحرية على الورق.
فإذا انعزلنا، هذا لا يعني أن هناك خطأ ما أو نعاني من مشكلة خاصة ، هذا يعني أننا بخير ، نمارس حريتنا على الورق الأبيض و ننتصر لأنفسنا ولغيرنا ربما.
الانعزال في الفترة القادمة بغرض تكثيف الكتابة وتقديم مادة مفيدة و ليس مجرد ملئ الفراغات رغبة في تواجد الاسم على أغلفة الكتب أو على رأس المقالات ، لا يجب أن يكون سببا للقلق لمن يهتم لأمرنا … نحن بخير في هذه الحالة.
كاتب المقال
دكتور / إبرام سامى