مكالمة فيديو واحدة على واتساب تفقدك كل مدخراتك
احذر! مكالمة فيديو عبر “واتساب” قد تكون البوابة لسرقة بياناتك المصرفية بالكامل
كتب باهر رجب
مقدمة:
في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي،يصبح الأمان الإلكتروني هو خط الدفاع الأول للفرد. بينما نرحب بسهولة الاتصال ومشاركة اللحظات عبر تطبيقات مثل “واتساب”، يبتكر المحتالون في الظل، محولين هذه الأدوات المفيدة إلى فخاخ خطيرة. آخر هذه الابتكارات الإجرامية هو ما يعرف بـ “احتيال نسخ شاشة واتساب“، وهي طريقة ماكرة تهدف إلى تجريد الضحايا من مدخراتهم و معلوماتهم الشخصية دون عناء يذكر.
جريمة بلمسة زر: كيف تتم العملية؟
تأتي بداية الخديعة بشكل كلاسيكي: مكالمة هاتفية أو رسالة من شخص يدعي أنه ممثل عن البنك أو خدمة العملاء أو حتى أنه مسؤول عن جوائز اليانصيب. يخبر المحتال الضحية بوجود مشكلة طارئة في حسابها البنكي، أو أنها فازت بجائزة كبيرة، ولكنها تحتاج إلى “تحقق سريع” لحل المشكلة أو استلام الجائزة.
هنا يبدأ قلب الخطة:
بدلا من طلب المعلومات مباشرة، وهو ما أصبح مستهجنا، يطلب المحتال من الضحية تحويل المكالمة إلى مكالمة فيديو عبر واتساب بحجة “توجيهها” خطوة بخطوة أو مساعدتها في “استكشاف الأخطاء وإصلاحها”. بمجرد الموافقة على مكالمة الفيديو، يطلب المحتال من الضحية مشاركة شاشة هاتفها – وهي ميزة متاحة في التطبيق تسمح للطرف الآخر برؤية كل ما يظهر على شاشتك.
في تلك اللحظة، ينقلب عالم الضحية رأسا على عقب. فما يظنه محاولة للمساعدة هو في الحقيقة عملية سطو رقمي كاملة.
ما الذي يسرقه المحتالون أثناء مشاركة الشاشة؟
بمجرد مشاركة الشاشة، يصبح هاتفك كتابا مفتوحا أمام أعين المحتالين. يمكنهم رؤية كل شيء فورا وبوضوح:
البيانات المصرفية:
أثناء دخولك إلى تطبيق البنك الخاص بك لـ”فحص المشكلة”.
كلمات المرور:
التي تقوم بكتابتها لكل حساباتك.
رموز OTP (كلمة المرور لمرة واحدة):
تلك الرموز السرية التي ترسل على الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، والتي يعتقد الكثيرون أنها آمنة.
رموز التعريف الشخصية (PIN) وأرقام CVV:
التي تظهر على بطاقاتك الائتمانية إذا قمت بإخراجها.
كافة المعلومات الشخصية المخزنة على الهاتف.
المرحلة الأخيرة: السيطرة الكاملة
في بعض الضحايا من هذا الاحتيال، لا يتوقف الأمر عند مشاركة الشاشة، بل قد يرسل المحتال رابطا خبيثا أو رمزا خلال المحادثة. النقر على ذلك الرابط أو إدخال ذلك الرمز قد يؤدي إلى تثبيت برنامج تجسس على هاتفك، ليمنح المحتال سيطرة عن بعد كاملة على الجهاز، ليصبح الأمر أخطر بكثير.
كيف تحمي نفسك من هذا الفخ الإلكتروني؟
أصدرت شركات مالية ومؤسسات أمنية، مثل “ون كارد” المذكورة في التقرير، تحذيرات عاجلة، مشددة على عدة إجراءات وقائية:
1. لا تشارك شاشتك أبداً مع أشخاص أو أرقام لا تعرفها وتثق بها ثقة عمياء.
2. ارفض تماما مكالمات الفيديو من ارقام غريبة أو مشبوهة، خاصة تلك التي تطلب منك إجراءات عاجلة تتعلق بأموالك.
3. تذكر جيدا: لن يتصل بك البنك أو أي مؤسسة مالية أبدا ليطلب منك كلمات المرور أو رموز OTP أو أن تشارك شاشتك. أي اتصال من هذا النوع هو احتيال مؤكد.
4. فعل المصادقة ذات العاملين (2FA) على جميع تطبيقاتك المالية وتطبيقات المراسل. هذه خطوة دفاع أساسية تضيف طبقة أمان إضافية.
5. استخدم هاتفا آمنا: إذا أمكن، خصص هاتفا ذكيا للاستخدامات المالية الأساسية فقط، دون تنزيل تطبيقات غير موثوقة أو التصفح العشوائي، لتقليل فرص اختراقه.
خاتمة:
الثمن باهظ.. مجرد نقرة على زر “مشاركة الشاشة” يمكن أن تكلفك كل ما تملك. في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة، أصبح حذرك و وعيك هما أقوى حائط صد أمام هؤلاء المحتالين. لا تترك فضولك أو خوفك أو طمعك في الفوز بجائزة وهمية يكونون هم الفائز الحقيقي بها. كن ذكيا، كن حذرا، وحافظ على أمانك الرقمي كما تحافظ على أموالك في أقفل الخزانة.