رحلة البحث عن السلام الداخلي خطوات صغيرة تفتح أبواب طمأنينة القلب

 

بقلم/ جيهان أيوب

رحلة البحث عن السلام الداخلي .. هناك لحظات في الحياة نشعر فيها أن العالم من حولنا يمضي بسرعة أكبر مما نحتمل، وكأننا عالقون في دوامة لا تهدأ. في هذه اللحظات، يتسلل سؤال بسيط إلى أعماقنا
أين أجد السلام؟ هذا البحث لا يبدأ في مكان بعيد، بل في داخلنا نحن. السلام الداخلي ليس حلمًا غامضًا أو رفاهية نادرة، بل قوة خفية يمكن أن ترافقنا متى اخترنا أن نصغي، ونبطئ، ونتنفس بوعي. هو دعوة للعودة إلى جوهرنا، حيث الهدوء والسكينة ينتظراننا بصبر.

الإصغاء إلى النفس… البداية الحقيقية للطريق

السلام يبدأ من الداخل، حين نتعلم كيف نصغي إلى أصواتنا العميقة لا إلى ضجيج العالم فقط. أحيانًا ننشغل بمحاولة إرضاء الآخرين أو اللحاق بسباق الحياة، فنفقد الإصغاء لاحتياجاتنا البسيطة: راحة الجسد، أو وقت للهدوء، أو مساحة للتأمل. الإصغاء للنفس يعني أن نسمح لها بالتعبير دون خوف من الحكم، أن نحتضن ضعفنا كما نحتضن قوتنا. حين نمنح أنفسنا لحظات صدق مع ما نشعر به فعلًا، نكتشف أننا لسنا بحاجة إلى الكمال، بل إلى القبول. هذا الإصغاء هو البوابة الأولى نحو الطمأنينة، لأنه يمنحنا وضوحًا، ويحررنا من التشتت الداخلي.

خطوات صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا

السلام لا يأتي دفعة واحدة، بل يتشكل عبر تفاصيل صغيرة. لحظة تنفس عميق وسط يوم مزدحم، نزهة قصيرة مع نفسك، كتابة ما يثقل قلبك على ورق، أو حتى اختيار كلمة لطيفة بدلًا من رد قاسٍ. هذه الممارسات اليومية هي التي تزرع بذور السلام في داخلنا. مع الوقت، نصبح أكثر قدرة على مواجهة الضغوط بثبات، وعلى النظر للعالم بعيون أكثر رحمة. الرحلة لا تخلو من عثرات، لكن كل عثرة تذكّرنا بأن العودة إلى التوازن ممكنة دائمًا. السلام هو تدريب مستمر، وهدية نهديها لأنفسنا قبل أن نمنحها للآخرين.


كل خطوة نخطوها في هذه الرحلة تجعلنا أقرب لأنفسنا، وأقدر على أن نصبح نورًا يضيء محيطنا. السلام ليس غاية بعيدة، بل رفيق يمكن أن نسير معه كل يوم، إن اخترنا الإصغاء والبطء والحضور الواعي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.