مصر وتحذيراتها لتل أبيب: قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها

مصر وتحذيراتها لتل أبيب: قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها

✍️ بقلم: طه المكاوي

أكدت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمحاولات استهداف قادة حركة “حماس” في الخارج تكشف عن أبعاد خطيرة في خطط إسرائيل تجاه المنطقة، لافتة إلى أن انتقال وفود التفاوض من الدوحة إلى أنقرة، ثم التواصل مع القاهرة لترتيب نقل مؤقت للقيادات، يعكس حجم التهديدات التي تلاحقهم.

تحذيرات مصرية حاسمة

وأوضحت دبيشي أن مصر تعاملت مع الملف بحسّ وطني ومسؤولية إقليمية، حيث وجهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى إسرائيل بعدم المساس بأي شخصية متواجدة على أراضيها، مشيرة إلى أن هذه التحذيرات كانت من أسباب التوتر المتصاعد بين القاهرة وتل أبيب خلال الأيام الأخيرة.

مصر.. الرقم الأصعب إقليميًا

وشددت مديرة المركز الفرنسي على أن مصر ليست مجرد وسيط سياسي تقليدي، بل هي الرقم الأصعب في معادلات الأمن الإقليمي، بفضل موقعها الجغرافي الفريد، وقدراتها العسكرية الرادعة، وشبكة علاقاتها الدولية المتوازنة مع واشنطن وموسكو وأوروبا، مؤكدة أن أي موقف أو تحذير مصري يُحسب له ألف حساب في المنطقة والعالم.

حماية الأمن القومي

وأكدت دبيشي أن القاهرة تدرك جيدًا أن مخططات التهجير الإسرائيلية تمس أمنها القومي بشكل مباشر، وهو ما يدفعها إلى التحرك بثقل سياسي ودبلوماسي وعسكري يصعب تجاهله أو تجاوزه، مضيفة أن الدور المصري سيظل محوريًا وحاسمًا في رسم مستقبل التوازنات الإقليمية.

رأي تحليلي

موقف مصر الراسخ وتحذيراتها القوية تجاه أي استهداف إسرائيلي لقادة حركة حماس على أراضيها يبرز مرة أخرى كمحور استراتيجي لا يمكن تجاوزه في معادلات الاستقرار الإقليمي. ليس فقط لأنها تمتلك قوة عسكرية رادعة وموقعًا جغرافيًا حساسًا، وإنما لأن سيادتها تمسّ أمنًا دوليًا يتجاوز حدودها، خصوصًا في ظل التوترات عند الحدود والتداعيات الإنسانية والسياسية لأي تصعيد.

القاهرة لا تبحث فقط عن ردّ فعل، بل تعمل على بناء رصيد دبلوماسي يجعل من تحذيراتها أدوات فعالة على أعلى المستويات — مع الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والكتل الدولية الأخرى. هذا الانخراط متعدد الأبعاد، السياسي والعسكري والدبلوماسي، هو ما يجعل تجاهلها من جانب إسرائيل أو أي طرف آخر مخاطرة كبيرة، ليس للمصلحة المصرية فقط، بل للمنطقة كلها.

وفي ظل هذا الواقع، يصبح من الضروري أن تدرك الأطراف المعنية — إسرائيل وأطراف دولية — أن الخطوط الحمراء المصرية لا يمكن اختراقها دون تبعات كبرى، وهو الأمر الذي قد يحول أي مواجهة محدودة إلى أزمة مفتوحة إذا تم تجاوزه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.