مصر واليابان تعززان شراكتهما في قطاع النقل المستدام

كتب / ماجد مفرح

شهدت القاهرة توقيع اتفاقية تمويل مهمة للشريحة الرابعة من المرحلة الأولى لمشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر واليابان، يُموَّل هذا المشروع الضخم من الحكومة اليابانية وتتولى تنفيذه هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، ويُعَدُّ أحد أبرز مشاريع البنية التحتية التي تعكس الثقة المتبادلة بين البلدين.

شراكة استراتيجية لتعزيز التنمية

حضر مراسم التوقيع كل من الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى جانب السفير الياباني في القاهرة، فوميو إيواي، وممثل “جايكا” إبيساوا يو.

أكد الوزير كامل الوزير، أن توقيع هذه الاتفاقية ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وتأكيد على التزام الجانبين بتعزيز التعاون في مجال النقل والبنية التحتية.

وأشار إلى أن المشروع يمثل علامة مضيئة جديدة في مسيرة العلاقات المصرية اليابانية، متوجهًا بالشكر والتقدير للحكومة اليابانية و”جايكا” على دعمهم المستمر لمشروعات التنمية في مصر.

شبكة نقل مستدامة وصديقة للبيئة

من جانبها، شددت الدكتورة رانيا المشاط، على أن هذا التعاون يأتي في إطار حرص القيادة السياسية على تطوير شبكة نقل مستدامة وصديقة للبيئة.

وأوضحت أن استكمال تمويل المشروع هو امتداد لمسيرة نجاح بدأت مع الشرائح الثلاث السابقة، وهو ما يعكس الشراكة الاستراتيجية والممتدة بين البلدين.

نقلة نوعية في منظومة النقل بالقاهرة

يمتد الخط الرابع لمترو الأنفاق في مرحلته الأولى من محطة حدائق الأشجار إلى محطة الفسطاط، بطول 19 كيلومترًا ويشمل 17 محطة (16 نفقية وواحدة سطحية). يهدف الخط إلى تقديم خدمة نقل جماعي متكاملة للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل الهرم، فيصل، العمرانية، والجيزة.

وأوضح وزير النقل، أن الخط الرابع سيساهم في ربط مدينتي السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة بشبكة المترو، بالإضافة إلى ربط قلب القاهرة التاريخية بالمواقع الأثرية الكبرى مثل الأهرامات والمتحف المصري الكبير، مما سيعزز من الحركة السياحية بشكل كبير.

ومن المتوقع أن ينقل الخط بعد اكتماله حوالي 1.5 مليون راكب يوميًا، مما سيخفف الضغط المروري على المحاور الرئيسية بشكل ملحوظ.

رؤية مشتركة للتنمية المستدامة

أكد السفير الياباني، أن مشروع الخط الرابع هو الأكبر في تاريخ التعاون الاقتصادي بين البلدين، والذي يمتد لأكثر من سبعين عامًا.

وأشار إلى أن هذا المشروع يجسد الثقة والشراكة الراسخة التي بُنيت على مدار هذه السنوات الطويلة. كما نوّه إلى مشروع آخر يجمع البلدين، وهو المتحف المصري الكبير، الذي من المقرر افتتاحه قريبًا، مما يعكس التزام الجانبين بالعمل معًا من أجل الازدهار المشترك.

جدير بالذكر أن هذا المشروع يُعد نموذجًا بارزًا للتعاون الإنمائي الفعال بين مصر واليابان، ليس فقط في مجال النقل، بل في تحقيق رؤية أوسع للتنمية المستدامة التي تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو ما يتسق مع “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” التي تتبناها مصر.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.