وزير الاتصالات يشهد تخريج أكثر من 5 آلاف شاب في الدفعة الثانية من أكاديمية الأمن السيبراني
وزير الاتصالات يشهد تخريج الدفعة الثانية من أكاديمية الأمن السيبراني للنشء والشباب
كتب باهر رجب
في خطوة تعكس اهتمام الدولة ببناء كوادر شابة مؤهلة في مجال الأمن السيبراني، شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فعاليات حفل تخريج الدفعة الثانية من أكاديمية الأمن السيبراني للنشء والشباب التابعة للمعهد القومي للاتصالات، والذي ضم 5016 متدربا من مختلف المراحل العمرية في 14 محافظة على مستوى الجمهورية.
إنجازات نوعية وخطط طموحة
أكد الدكتور عمرو طلعت خلال الحفل أن فكرة إنشاء أكاديمية الأمن السيبراني للنشء والشباب جاءت بهدف رفع الوعي في هذا المجال الحيوي، وتزويد النشء والشباب بمهارات الأمن السيبراني المطلوبة في سوق العمل، وتعزيز القدرة الوطنية في هذا المجال. وأشار إلى أن الإقبال الكبير من النشء والشباب على الالتحاق ببرامج الأكاديمية فاق التوقعات، وكان حافزا قويا للتوسع في أعداد المتدربين والتعمق في البرنامج التدريبي، مؤكدا أنه سيتم خلال العام المقبل التوسع في النطاق الجغرافي في تنفيذ برامج الأكاديمية ليشمل جميع المحافظات.
تحديات العصر الرقمي واستراتيجيات المواجهة
وفي كلمته، أشار وزير الاتصالات إلى أن الدول تتسابق لتعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني في ظل التنامي المستمر لحجم الهجمات السيبرانية، موضحا أن الأمن السيبراني أصبح أحد المقاييس الرئيسة لقوة الدول وقدرتها على حماية أمنها القومي. كما لفت إلى أن حماية البيانات الرقمية أصبحت تعادل في أهميتها حماية الممتلكات الثمينة لدى المواطنين، مؤكدا أن هناك طلبا متزايدا على الكوادر المتخصصة في هذا المجال في سوق العمل العالمي.
حوار مفتوح مع الخريجين وأولياء الأمور
شهد الحفل حوارا مفتوحا بين الدكتور عمرو طلعت وخريجي الأكاديمية، حيث استمع إلى تجاربهم في الالتحاق ببرامجها، وما حققوه من استفادة ملموسة انعكست على تنمية مهاراتهم في مجال الأمن السيبراني. كما أكد خلال الحوار أن الالتحاق بسوق العمل الحر يفتح آفاقا أمام الشباب للحصول على فرص عمل عن بعد في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، داعيا الخريجين إلى مواصلة تطوير خبراتهم والتعمق في تخصصات الأمن السيبراني.
كما دار حوار بين الوزير وأولياء أمور الطلاب الخريجين، أكد خلاله حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تكريس كافة الجهود لتمكين الطلاب من التزود بالمعرفة والتعمق في علوم الأمن السيبراني، الذي يعد أحد أبرز تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يؤهلهم لبناء مستقبل واعد.
برامج تدريبية متخصصة و شراكات استراتيجية
تضمنت برامج الأكاديمية في دورتها هذا العام مجموعة من المسارات التدريبية المتخصصة في مجالات: أساسيات ومهارات الأمن السيبراني، وحماية الخصوصية، والتصدي للهجمات الإلكترونية، والتمهيد للحصول على شهادات دولية معتمدة من كبرى الشركات العالمية، ومهارات العمل الحر. وقد أسهم ذلك في إعداد جيل جديد من الكوادر القادرة على المنافسة في أسواق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
ونفذت البرامج التدريبية للأكاديمية بالتعاون بين المعهد القومي للاتصالات، والمركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، و بالشراكة مع شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات وعدد من الشركات الرائدة في قطاع الأمن السيبراني من بينها Google Cloud Security, Palo Alto Networks, F5, Trellix وCareer 180 للعمل الحر.
منظومة وطنية متكاملة وتوسع جغرافي
ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد خطاب مدير المعهد القومي للاتصالات. أن تخريج 5016 متدربا من مختلف المراحل العمرية في 14 محافظة. يعكس نجاح المعهد في تنفيذ خطته لبناء كوادر وطنية مؤهلة في مجال بالغ الأهمية. كما أن تجاوز عدد التسجيلات حاجز الـ 32 ألف متقدم. يؤكد تنامي الوعي المجتمعي بأهمية الأمن السيبراني وحرص النشء والشباب على اكتساب مهارات المستقبل.
وأشار إلى أن المعهد قد اتخذ هذا العام رؤية مختلفة تماما. لم تقتصر على مضاعفة الأعداد أو توسيع الفئات المستهدفة. بل انطلقت نحو بناء منظومة وطنية متكاملة Cybersecurity Ecosystem. تجمع بين التعلم، والتدريب، ونقل الخبرة، وبناء كوادر قادرة على الاستدامة واستمرار الأثر.
تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص
وفي إطار دعم الشراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتنمية القدرات البشرية في مجالات الأمن السيبراني. شهد الدكتور عمرو طلعت توقيع اتفاقية تعاون بين المعهد القومي للاتصالات وشركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في تنفيذ البرامج التدريبية المتخصصة بالأمن السيبراني. وتبادل الخبرات الفنية، وتوفير أحدث التقنيات والأدوات التدريبية. بما يسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال الحيوي.
خريجين يروون تجاربهم الملهمة
استمع الحضور إلى عدد من الخريجين الذين استعرضوا تجاربهم في الالتحاق ببرامج الأكاديمية. وما حققوه من استفادة ملموسة انعكست على تنمية مهاراتهم في مجال الأمن السيبراني. وقد عبروا عن امتنانهم لهذه الفرصة التي أتاحت لهم اكتساب مهارات تقنية متقدمة في مجال بالغ الأهمية. مؤكدين أن هذه الخبرة ستمكنهم من المنافسة بقوة في سوق العمل المحلي والدولي.
مستقبل واعد بخطى ثابتة
يأتي هذا الحفل تتويجا لجهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. في إطار تنفيذ استراتيجيتها التي تهدف إلى بناء كوادر وطنية. مؤهلة لمواجهة تحديات الأمن السيبراني ودعم التحول الرقمي الآمن عبر تمكين النشء والشباب. وتزويدهم بمهارات المستقبل في مجالات تكنولوجيا المعلومات. وتؤكد هذه الجهود أن مصر تسير بخطى واثقة نحو تعزيز قدراتها السيبرانية. والاستثمار في الإنسان كرهان حقيقي لمستقبل أكثر أمانا و استقرارا.
كما تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية الأمن السيبراني للنشء والشباب شهدت إقبالا كبيرا للالتحاق بالدفعة الثانية. حيث شمل الخريجين نحو 2743 متدربا في مرحلة النشء (من 10 إلى 17 سنة). بينما التحق نحو 1766 متدربا في مرحلة الشباب وطلبة الجامعات. بالإضافة إلى 507 متدربين ضمن مرحلة الخريجين.
حضر فعاليات الحفل المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي. والمهندسة شيرين الجندي مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستراتيجية والتنفيذ. والمهندس محمود صفراطه نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات لتنمية الأسواق.