السكينة والطمأنينة النفسية تخلق لنا الهدوء والاستقرار الذي ينجي أنفسنا

السكينة والطمأنينة النفسية تخلق لنا الهدوء والاستقرار الذي ينجي أنفسنا

بقلم / نولا رافت

في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات، وتزدحم فيه الأخبار، وتتصارع فيه الرغبات، تصبح السكينة النفسية أعظم نعمة قد يملكها الإنسان. ليست السكينة أن تخلو حياتك من المشاكل، بل أن تتعلم كيف تعيش بسلام رغم وجودها.

بين الضجيج والهدوء

نعيش في عالمٍ يدفعنا دومًا إلى السرعة: سرعة في العمل، في القرارات، في المشاعر. نركض كمن يطارد شيئًا لا يعرفه، فنفقد تواصلنا مع ذواتنا. السكينة لا تأتي لمن يهرب منها، بل لمن يجرؤ على التوقف قليلًا، ليصغي إلى صوته الداخلي وسط الضجيج الخارجي.

قد نملك المال والمكانة والسفر وكل ما يُحسد عليه، ومع ذلك نظل قلقين. السكينة ليست سلعة تُشترى، بل ثمرة وعي ونضج. تأتي حين نكفّ عن مقارنة حياتنا بالآخرين، ونرضى بما لدينا، ونتقبل ما لا نستطيع تغييره.

السلام الذي تبحث عنه في الآخرين لن تجده إلا في نفسك. حين تتصالح مع ذاتك، وتسامحها على أخطائها، وتحتوي ضعفها بدلًا من أن تكرهها، تبدأ رحلة السكينة الحقيقية. إن أقسى معارك الإنسان ليست مع الحياة، بل مع نفسه.

البساطة طريق الراحة

أحيانًا نُتعب أنفسنا بتعقيد ما هو بسيط، ونحمّل الأيام أكثر مما تحتمل. السكينة تأتي حين تتبسط في العيش، وتخفف من توقعاتك، وتدرك أن الفرح في التفاصيل الصغيرة: في فنجان قهوة، أو نسمة صباح، أو حديث صادق مع من تحب.

ليست السكينة ضعفًا أو انسحابًا من الواقع، بل أعلى درجات القوة. أن تهدأ حين يثور الآخرون، وأن تختار الصمت حين لا يجدي الكلام، وأن تثق أن كل شيء سيمرّ… تلك هي الحكمة التي لا يدركها إلا من جرّب وجع القلق واكتوى بنار التوتر.

في النهاية…

ابحث عن سكينتك لا في الأصوات العالية، ولا في ازدحام الأماكن، بل في لحظة صدق مع نفسك. أغلق عينيك، وتنفس بعمق، وقل: “أنا بخير ما دمت أستطيع أن أجد سلامي داخليًا.”
فالسكينة ليست نهاية الطريق، بل هي الرفيق الذي يجعل الرحلة محتملة وجميلة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.