القلعة أسرار التاريخ وهيبة الماضي.. زيارة لمقر إقامة محمد علي باشا وصلاح الدين الأيوبي
كتبت / داليا حسام
في رحلة استثنائية وعودة للتاريخ المصري العظيم، قامت الزميلة داليا حسام، مراسلة صحف ومواقع “أسرار المشاهير” و”اليوم الدولي” و”أخبار مصر 24″، بزيارة صحفية خاصة إلى “قلعة صلاح الدين الأيوبي” الشهيرة، التي كانت في غابر الزمان مقراً للحكم ومهداً لأحداث جسام.
الزيارة لم تكن مجرد مهمة عمل، بل كانت تجربة شخصية عميقة صاغتها الزميلة بعين الصحفي وقلب العاشق للتاريخ، لتنقل صورة حية عن عظمة هذا الصرح وما آل إليه حاله اليوم، داعية القراء لمشاركتها هذه المشاعر الفياضة.
الأسوار تحكي.. هيبة الماضي تتجسد في كل حجر
الزيارة للقلعة هي في حقيقتها “حكاية كبيرة”، كما وصفتها الكاتبة، لا مجرد موقع أثري، فكل زاوية تحمل جديداً لمن يمعن النظر. من اللحظة الأولى لدخول البوابة العالية، يلف الزائر شعور بالهيبة يتجاوز حدود الزمن، حيث تستقبله الأسوار القديمة والمدافع الصامدة على الجانبين، شاهداً على بطولات عسكرية ودفاعات تاريخية.
يختلف هواء القلعة، فهو ممزوج بـ “ريحة حجر قديم” معتقة بعبق التاريخ، والممرات المرصوفة توحي وكأن كل حجر فيها يهمس بسر من أسرار القرون الماضية.
وتضج ساحات القلعة اليوم بحركة مستمرة، فبين الطلبة والسياح، يتباين تفاعل الزوار مع عظمة المكان. كل منهم ينظر للقلعة بمنظوره الخاص، بين المبهور والمبتسم والموثق لكل زاوية بكاميرته. هذا المزيج من الضحك والأصوات في فضاء المكان القديم يمنح الزيارة طعماً خاصاً، وكأن التاريخ يرحب بضيوفه المعاصرين.

جوهرة العصر.. سكينة وجمال جامع محمد علي
يظل جامع محمد علي باشا، المعروف بـ “المرمر”، الأجمل والأكثر تأثيراً في الزيارة. بمجرد تجاوز عتبته، يغمر الزائر إحساس بالراحة والسكينة لا مثيل له. القبة العالية تدعو للسمو البصري والروحي، والثريات الذهبية الناعمة تضيء المكان بدفء، وكأنها تحكي عن العصر الجميل الذي شُيدت فيه. كل تفصيل في الجامع، من النقوش على الجدران إلى دقة التصميم، هو تحفة فنية تدعو للإطالة في التأمل.
وتستمر رحلة الاستكشاف بالدخول إلى المتحف الحربي، الذي يثير الدهشة والتأمل في كل مرة. تعرض قاعاته الزي العسكري والمدافع القديمة والمركبات الملكية، وكل قطعة هنا تروي قصة شرف وتاريخ مجيد. الوقوف أمام البدلات العسكرية القديمة يثير التساؤل عن أصحابها الذين دافعوا عن الوطن في أزمنة مضت، والمكان بأكمله يغرس في نفس الزائر محبة وفخراً بالبلاد.
القاهرة في لقطة.. مشهد يخطف القلوب من السور العالي
تتوج الزيارة بأجمل لحظاتها عند الصعود إلى السور العالي للقلعة، حيث يمتد البصر ليشمل مدينة القاهرة في مشهد بانورامي يخطف القلب. تظهر المآذن شامخة من بعيد، ونهر النيل يلمع تحت أشعة الشمس، بينما تمتلئ البيوت بالحياة، وكأن الناظر يرى مصر بأسرها في لقطة واحدة. وعند المغادرة، يدرك الزائر أن القلعة “تحكي حكاية جديدة” في كل زيارة، فهي تجربة متجددة تترك “أثراً لا يُنسى” في الوجدان.
وتوصي الكاتبة الزائرين الجدد بضرورة استكشاف المكان بروح الفضول، وأخذ الوقت الكافي للتأمل وشم رائحة التاريخ، والنظر إلى القاهرة من الأعلى، مؤكدة أن القلعة ليست مجرد زيارة بل هي تجربة حياة.