GPMI: الثورة البصرية الصينية التي تجاوزت سرعات 192 جيجابت
ثورة الاتصالات البصرية: الصين تكشف عن GPMI كبديل خارق لـ HDMI
كتب باهر رجب
في عالم يتسارع نحو التطور التكنولوجي، أعلنت الصين عن خطوة جريئة تعيد تعريف معايير نقل البيانات البصرية،
عبر إطلاق واجهة GPMI
(اختصارا لـ General Purpose Media Interface)،
التي توصف بأنها “القاتل الجديد” لمعيار HDMI
المهيمن منذ عقود.
هذا الابتكار لا يعد مجرد تحديث تقني، بل نقلة ثورية تعيد رسم خريطة قدرات الأجهزة الحديثة،
من الشاشات إلى أنظمة الألعاب والذكاء الاصطناعي.
ما هو معيار GPMI؟ و لماذا يعتبر طفرة في عالم البصريات؟
تم تصميم GPMI خصيصا لسد الفجوة بين الطلب المتزايد على دقة العرض العالية (مثل 8K و 16K )
بينما يعاني HDMI من محدودية في سرعة نقل البيانات (حتى 48Gbps في أحدث إصداراته)،
يأتي GPMI بحلول غير مسبوقة:
– سرعة خيالية:
تصل إلى 192Gbps في النوع B ،
و 96Gbps في النوع C ،
ما يسمح بنقل محتوى بدقة 8K بمعدل تحديث 240Hz
أو دقة 16K بمعدل تحديث 60Hz
دون تأخير.
– عمق ألوان فائق :
دعم لنطاق ألوان 12-bit مع تقنية ++HDR، مما يضمن ألوانا أكثر حيوية ودقة تفوق العين البشرية.
– مرونة غير مسبوقة:
تصميم كابلات يقلل التداخل الكهرومغناطيسي، مع إمكانية نقل الطاقة والبيانات عبر نفس الكابل (في النوع C).
كابلات GPMI : من الخيال العلمي إلى الواقع
يأتي المعيار بنوعين رئيسيين،
كل منهما موجه لاستخدامات محددة:
1. النوع B :
– موصل فريد ذو تصميم مغناطيسي لتجنب الانفصال العرضي.
– سرعة نقل تصل إلى 192Gbps، مما يجعله مثاليا للتطبيقات الاحترافية مثل استوديوهات الأفلام والواقع الافتراضي.
2. النوع C :
– متوافق مع منفذ USB-C الشائع، مما يسمح باتصال سلس مع الأجهزة الحديثة (الحواسيب المحمولة، الهواتف، أجهزة الألعاب).
– سرعة 96Gbps، مع دعم شحن الأجهزة بنفس الكابل.
مقارنة بـ HDMI 2.1 (48Gbps)، فإن GPMI يضاعف السرعة بأربع مرات في النوع B،
وهو ما يعني إمكانية تشغيل ألعاب مثل Cyberpunk 2077 بدقة 8K و إعدادات الرسومات القصوى دون أي تقطيع.
–
التطبيقات العملية: من الألعاب إلى الذكاء الاصطناعي
لا تقتصر فوائد GPMI على محبي الألعاب، بل تمتد إلى:
– المحتوى الاحترافي :
تحرير الفيديو بدقة 16K، وتصميم الجرافيكس الدقيق.
– الواقع المعزز (AR) و الافتراضي (VR):
تقليل زمن الانتقال (Latency) لتحقيق تجربة غامرة.
– الذكاء الاصطناعي:
تسريع نقل البيانات بين أنظمة التعلم العملي والمراكز السحابية.
على سبيل المثال،
مع كرت الشاشة RTX 5090 (المتوقع إطلاقه قريبا) وشاشة تدعم GPMI،
يمكن للمستخدمين الاستمتاع بألعاب 8K بمعدل 120 إطارا/ثانية مع تفعيل كل إعدادات الإضاءة و التظليل المتقدمة.
BOE تقود الموجة: شاشات GPMI قريبا في الأسواق
أعلنت شركة BOE الصينية، أحد عمالقة صناعة الشاشات العالمية،
عن بدء إنتاج شاشات بتقنية GPMI،
مع توقعات بأن تصل أولى الموديلات إلى الأسواق العالمية في النصف الثاني من 2024.
هذه الشاشات ستكون مدعومة بتقنيات مثل:
– Mini LED مع 10,000 منطقة إضاءة خلفية.
– دقة تصل إلى 12K في الموديلات الاحترافية.
– زمن استجابة أقل من 1ms للمحترفين واللاعبين.
التحديات والمنافسة: هل سيحل GPMI مكان HDMI؟
رغم المميزات التقنية الفائقة، يواجه GPMI تحديات كبيرة، أبرزها:
– الهيمنة التاريخية لـ HDMI:
معظم الأجهزة الحالية مصممة حول هذا المعيار.
– التكلفة الأولية:
من المتوقع أن تكون كابلات GPMI أغلى بنسبة 30% من نظيراتها.
– الحرب التكنولوجية:
قد ترفض شركات أمريكية وأوروبية تبني المعيار الجديد بسبب المنافسة الجيوسياسية.
لكن الصين تعول على تحالفها مع شركات آسيوية و أفريقية لتعميم GPMI،
خاصة مع توجه العالم نحو 8K و البيئات الذكية التي تحتاج سرعات نقل هائلة.
الخلاصة: مستقبل البصريات يتشكل في الصين
مع إطلاق GPMI، تؤكد الصين مرة أخرى ريادتها في معارك التكنولوجيا المستقبلية. هذا المعيار ليس مجرد كابل، بل بوابة لعصر جديد من التطبيقات التي تتطلب اتصالات فائقة السرعة. بينما قد يستغرق التعميم سنوات، فإن الرسالة واضحة: الثورة البصرية القادمة ستكتب بأحرف صينية.