أحمد عمر هاشم ..رفض الخرافة ونادى بإعلاء قيمة الإيمان والعقل

 

بقلم /إيمان سامي عباس

عالم السنة النبوية الأبرز في العصر الحديث، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، الذي لقي ربه بعد رحلة طويلة حافلة بالعطاء في خدمة الإسلام والسنة النبوية. لقد كرس حياته لنشر الهدي المحمدي الصحيح، والدفاع عن ثاني أهم مصادر التشريع الإسلامي، ساعيًا إلى ترسيخ قيم الأخلاق والسلوك الرفيع الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.


كان د.هاشم رحمه الله مثالًا للعالم العامل بعلمه، ينشر الفضيلة، ويدعو إلى المحبة والتكافل والإخلاص، ويرى في الالتزام بتعاليم الرسول الطريق الأقوم لتحقيق السعادة والرضا الإلهي. وكان يحزن كثيرًا لابتعاد بعض المسلمين عن سنة النبي وإهمالهم لتوجيهاته، معتبرًا أن هذا الإهمال سبب في انتشار السلوكيات السلبية واختفاء قيم الرحمة والعفو والمودة التي هي من صميم الإسلام.

كان يؤكد دائمًا على أهمية تقوية الصلة بين العبد وربه، فالثقة بالله هي مصدر الثقة بالنفس، ومن يستمد قوته من إيمانه يعيش عزيزًا لا يطلب العون إلا من خالقه، ويعتمد على جهده وعمله لتحقيق أهدافه في الحياة. وفي أحد حواراته، فسر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: “احفظ الله يحفظك” بأنها دعوة للإيمان الصادق والعمل الصالح، فحفظ الله يكون بالالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، والطريق إلى الحياة الطيبة هو الإيمان والعمل، لا التواكل ولا الاتكال على غير الله.

شعوذة وخرافة بأسم الدين

ولذلك، كان الدكتور أحمد عمر هاشم من أشد الرافضين لكل أشكال الدجل والشعوذة والخرافة التي تُمارس باسم الدين. فقد كان يرى أن الإسلام دين العقل والمنهج، يحترم فكر الإنسان وجهده، ويرفض كل ما يعطل إرادته أو يدفعه إلى الوهم والاعتماد على غير الأسباب الواقعية. وكان يرفض بشدة لجوء البعض إلى أصحاب الأضرحة أو المشعوذين لطلب الشفاء أو قضاء الحوائج، مؤكدًا أن الله وحده هو القادر على النفع والضر، وأن قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” هو أصدق وعد للإنسان المؤمن.
لقد جسد الدكتور أحمد عمر هاشم في حياته فكر العالم الأزهري المستنير، الذي يجمع بين الإيمان والعقل، وبين العلم والعمل، فكان صوتًا صادقًا يذكر الناس بقول النبي الكريم: “وإذا استعنت فاستعن بالله”. وهكذا مضى في رحلته العلمية والإنسانية مدافعًا عن نقاء العقيدة وصفاء الفكر، تاركًا إرثًا خالدًا من العلم والدعوة، وجهادًا علميًا نادرًا في خدمة الإسلام والمسلمين.


كاتبه المقال/إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.